Site icon Qatar leaks

أردوغان نمر من ورق.. الإخوان يتباكون على الليرة و”تركيا تنهار” يتصدر تويتر

رجب طيب أردوغان

في تدهور قياسي وغير مسبوق، تواصل الليرة التركية تسجيل الأداء الأسوأ بين عملات الأسواق الناشئة هذا العام، إذ يجري تداولها حاليًا عند حدود 10 ليرات للدولار الواحد.

وخسرت الليرة 20 بالمئة من قيمتها هذا العام، وجاء نصف هذا الهبوط منذ 23 سبتمبر الماضي عندما قرر البنك المركزي خفض سعر الفائدة بنقطة واحدة إلى 18 بالمئة على الرغم من ارتفاع التضخم بنسبة 20 بالمئة، الأمر الذي أثار موجة مبيعات جديدة ووسع من خسائر الليرة.

الليرة التركية

في وقت أشار تقرير آفاق الاقتصادية لشهر أكتوبر، والصادر عن صندوق النقد الدولي إلى خروج تركيا من لائحة أكبر عشرين قوة اقتصادية في العالم بعد تراجعها إلى المركز الـ 21.

ومع استمرار قيمة الليرة بالتدهور، وسط توقعات بتراجعها بنسبة أكبر في حال صدر عن اجتماع لجنة السياسة النقدية قرار بخفض آخر “غير رشيد” لأسعار الفائدة، يسارع المتداولون الأتراك لشراء عملات أجنبية وتحويل المزيد من ودائعهم إلى الدولار حماية لأموالهم ولما تبقى من مدخراتهم.

حيث ذكرت وكالة بلومبيرغ أنه ومع الأخذ في الاعتبار تزايد حدوث خفض آخر في أسعار الفائدة خاصة بعد الإطاحة بثلاثة من صانعي السياسات الرئيسيين يكمن الخوف في تحول الأسر والشركات من جديد إلى الدولار واليورو.

ونقلت بلومبيرغ، عن أونور إيلجن، رئيس قسم الخزانة في “إم يو إف جي بنك تركيا” قوله: “يمكن أن تتحول مبيعات العملات الأجنبية بسرعة إلى مشتريات مما يخلق ضغطًا إضافيًا على الليرة التركية”.

وكانت قيمة الليرة التركية بدأت بالتهاوي منذ العام 2012 لتفقد خلال تسع سنوات أكثر من 80 بالمئة من قيمتها، بعد أن تراجعت في العام الماضي بنسبة 14 بالمئة وخلال عامي 2018 و2019 بنسبة 40 بالمئة.

وفضلًا عن سياسات تركيا الخارجية التي تنعكس بدورها سلبًا على سعر الصرف، وبالنظر إلى أن البنك المركزي التركي فاقد للاستقلالية المالية والتمويلية، التي من المفترض أن يلتزم بها، لصالح السياسات التي يحددها ويتدخل فيها الرئيس بموجب تعديلات الدستور في نيسان عام 2017، يصرّ أردوغان، الذي يسمي نفسه “عدو رفع سعر الفائدة” على فرض سياسة اقتصادية لم تثبت جدواها بخفض سعر الفائدة من أجل محاربة التضخم والذي وصل بدوره إلى مستويات قياسية.

وفي هذا السياق، قرأ محللون اقتصاديون لقرار أردوغان الأخير بإقالة نائبي محافظ البنك المركزي وعضو بمجلس السياسات النقدية، كسابقاتها من مراسيم إقالة صانعي السياسات في هذا البنك، بالخلاف على مسار سعر الفائدة في البلاد بين رؤية المقالين برفع سعر الفائدة أو تثبيته لرفع قيمة الليرة وبين رفض أردوغان لهذه الرؤية.

هذا الرفض والتعنت في فرض رؤيته على سياسة البنك، دفع بزعيم حزب المستقبل التركي، أحمد داوود أوغلو إلى تحميل أردوغان مسؤولية تدهور قيمة الليرة بعد أن وصفه “بالجاهل”.

أحمد داوود أوغلو

وغرّد أوغلو على تويتر مخاطبًا أردوغان “هل تعتقد أن تغيير نائب محافظ البنك المركزي الذي عينته قبل خمسة أشهر سيحل مشكلة جهلك؟!”، كما أشار في تغريدة ثانية إلى جهل أردوغان بالعلاقة بين الفائدة وسعر الصرف والتضخم “هذا الجهل الذي تدفع الأمة التركية ثمنه” حسب تعبيره.

وبالمثل، قال علي باباجان، زعيم حزب الديمقراطية والتقدم إن “المؤسسة التي يجب أن تكون مستقلة “البنك المركزي” أصبحت لعبة في يد شخص واحد أكرر اقتراحي سيد أردوغان لا تهتم عيّن نفسك رئيسًا للبنك كما فعلت في صندوق الثروة”.

علي باباجان

فيما وصف الخبير الاقتصادي التركي، أوغور غورسيس، البنك المركزي في ظل هيمنة أردوغان على قراراته الاقتصادية “بمتجر للأواني الزجاجية في الدولة عندما تدخل السياسة إلى هناك تصبح أموال هذا البلد محطمة ومنسكبة”.

وارتبط اسم صهر أردوغان، بيرات ألبيرقدار، خلال العامين الذين كان فيهما وزيرًا للمالية، قبل أن يستقيل في تشرين الثاني 2020، بتفاقم معدلات البطالة والركود الاقتصادي، وأيضًا بالمحاولات الفاشلة تماشيًا مع سياسات عمه الرئيس، لتعافي الليرة، بل على العكس فقدت الليرة تحت إدارته 40 بالمئة من قيمتها، وتلاشت الاحتياطات لدى البنك المركزي بسبب بيع ألبيرقدار للدولار بحجة الإبقاء على سعر الصرف، ليصل عجز الميزانية إلى 200 مليار دولار.

وفقدت تركيا بسبب هذه السياسة الفاشلة، بحسب وسائل إعلام تركية، عشرات المليارات من الدولارات.

ووفقًا لتقديرات محللين في مجموعة غولدمان ساكس فإن هذه المحاولات التي لم تجد نفعًا كلفت البنك المركزي نحو 100 مليار دولار حتى نهاية العام الماضي.

مغردون يردون على استغاثات الإخوان

تهاوي الليرة التركية ودور سياسات أردوغان في ترنح الاقتصاد التركي، فتح باب جدال ونقاش واسعين عبر مواقع التواصل وتصدر وسم “تركيا تنهار” قائمة الأكثر تفاعلًا على تويتر خلال الأيام الماضية.

كما غرد آلاف النشطاء تحت وسم “الدولار بعشر ليرات” و”حملة المقاطعة الشعبية للمنتجات التركية مستمرة” و”تركيا تخرج من مجموعة العشرين”.

اللافت، وإن لم يكن مستغربًا، تغريدات المنتمين إلى جماعة الإخوان وهم يتباكون على الليرة، ويصرخون ويستغيثون لإنقاذها وإنقاذ اقتصاد تركيا معها، حتى وصل بهم الأمر إلى حد تكفير وشتم من وصفوهم “بالشامتين” بانهيار الاقتصاد والليرة وأردوغان. وكتب واحدهم “إن الله لا يحب الفرحين والشماتة في تركيا المسلمة والحسد لا يجوز وصاحبه في النار”.

اللافت أيضًا، أن هؤلاء الإخوان الذين يتكلمون باسم الدين لنصرة تركيا المسلمة كانوا هم أنفسهم أول الشامتين بأزمة الجنيه المصري.

ولعل أبرزهم علي قره داغي، الملقب برجل القرضاوي، والمواطن القطري من أصل عراقي، والمعروف بعدائه للإمارات والسعودية ومصر والبحرين التي قاطعت قطر في العام 2017.

وكان القره داغي، الذي يدير مكتبه الإعلامي بالمناسبة أحد إعلاميي الجزيرة، غرّد من مقر إقامته “الشرعية” باسطنبول في نوفمبر العام 2016 “يبدو أن الجنيه المصري لم يتعلم السباحة فغرق”، ليعود ويغرد حول انهيار الليرة التركية “لن أدعو لدعم الليرة التركية أو تركها ولكن أدعو لتحكيم العقل الذين يفرحوا بانهيار العملة وهبوط قيمتها هم أمريكا والصهاينة وبعض الدول العربية التي تدور في فلكهما، سيخيب أملهم وسيقوم الاقتصاد التركي ليكون أقوى مما كان إنها حرب اقتصادية قذرة”.

وسارع المغردون إلى فضح نفاق القره داغي وأمثاله، مؤكدين أن الإخوان يبيحون لأنفسهم ما يحرمونه على غيرهم، وأنهم أثبتوا بتباكيهم على الليرة وأردوغان أن لا علاقة لهم بالإسلام مطلقًا، وأن فجورهم في الخصومة وصل لدرجة تمني الخراب لبلدانهم والرقص على جراحها، ولكن عندما يتألم أردوغان يستجرّون الآيات ويلوون أعناق النصوص لدعمه وإيهام المتابعين أن هبوط الليرة التركية حرب على الإسلام بدعم من الصهاينة.

ولأن الشيء بالشيء يذكر، قال أحد المغردين: “كوادر الإخوان يلبسون الفضيلة ويقولون اقتصاد دولة مسلمة ولا يجوز الشماتة بها وكأننا نسينا شماتتهم في اقتصاديات مصر والسعودية من انخفاض البترول إلى تعويم الجنيه إلا إن كانوا يرون من لا يؤيدهم خارج دائرة الإسلام”.

وأضاف آخر: “غريب كان هبوط سعر الجنيه المصري مقابل العملات الأجنبية الأخرى يعني انهيار مصر وتهور السيسي وعدم صلاحيته لقيادة مصر هل نسيتم محللي الإخوان المفلسين على كل قنواتهم وحساباتهم”.

أيضًا شارك مغردون مقطع فيديو لرئيس مجلس شورى حزب التجمع للإصلاح الإخواني اليمني، عبد العزيز الزنداني، وهو يبكي بحرقة على تهاوي الليرة التركية، وعلق أحدهم “المنافق الزنداني يتباكى على انهيار الليرة التركية بينما عملة بلده اليمن تنهار يوماً بعد يوم واقتصادها يدمر ولم يحرك ساكناً. هل رأيتم أسوأ وأقبح من الإخوان؟!”.

في وقت سخر نشطاء من صرخات استغاثة الإخوان لدعم تركيا وكتب أحدهم “قطيع الإخوان يطلقون صرخات استغاثة لإنقاذ الليرة التركية.. الليرة تغرق”، وغرّد آخر “مفتي الإخوان يؤكد أن الليرة التركية هي العملة الرسمية في الجنة وعلى المسلمين شراؤها من الآن”.

كما سخروا من سياسات أردوغان “إنجازات وعبقرية الخليفة أردوغان الاقتصادية ترفع سعر الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي إلى مستوى جديد ومميز وقريبًا الدولار بعشر ليرات”.

وكتب أحد المغردين متهكمًا “أكبر إنجازات أردوغان خروج تركيا من مجموعة العشرين وبهذه المناسبة يمكن أن يوزع شاي” في إشارة إلى ما قام به أردوغان سابقًا بتوزيع أكياس الشاي على المتضررين الأتراك من الفيضانات التي شهدتها مدينة ريزا وكذلك على المتضررين من الحرائق التي اجتاحت تركيا لأسابيع، حيث ظهر في فيديوهات وهو يقذف المتضررين بأكياس الشاي وفي مقطع آخر كان يرمي أكياس الشاي من باب حافلة نقل كبيرة كانت تقله ووصف تصرفه هذا من قبل المعارضة “بالمعيب”.

كما أشار مغردون إلى افتضاح كذبة أردوغان بشأن إقراضه صندوق النقد الدولي 5 مليارات دولار بعد تسديد كامل ديون تركيا، على لسان نائب رئيس البنك المركزي التركي السابق إبراهيم توركان الذي أكد أن تركيا لم تقدم أي قرض بل قدمت تعهدًا بذلك وهو أمر تقوم به كل دول مجموعة العشرين، وعلق أحدهم “كيف ندعم دولة اقتصادها قوي ألم يقل أردوغان أنه أقرض البنك الدولي؟ّ!”.

كما تداول مغردون تصريحًا لمحافظ البنك المركزي التركي السابق دورموش يلماز ينفي فيه ما أعلنه أردوغان عن وجود 123 مليار دولار، مؤكدًا أن هذا الأمر غير صحيح وأن الأموال الموجودة بالبنك لا تمتلك تركيا منها سنتًا واحدًا.

وانهالت تعليقات من قبيل “اقتصاد تركيا فقاعة صنعها الإعلام وتقارير كاذبة وأرصدة مستعارة لدعم العملة الانهيار مستمر”، “المعجزة الاقتصادية تحولت إلى كابوس اقتصادي ولازال أردوغان يكابر ويرفض الاعتراف بالوضع المأساوي للاقتصاد التركي”.

وفي هذا السياق، أشار بعض المغردين إلى دلالات زيارة زعيم المعارضة كيلجدار أوغلو للبنك المركزي وتصريحاته الجريئة عن فساد الحكومة “كيلجدار يتصرف كرئيس وميل في الشارع التركي لرحيل أردوغان”.

فيما لفتت بعض الغريدات إلى أن حكومة أردوغان “أمرت المصارف والبنوك بالإبلاغ عن عناوين وأرقام هواتف عملائها الذين يستبدلون الليرة بعملات أجنبية.. كان الله في عون من صدق الإخوان واستثمر في تركيا”.

وكان مغردون شنوا هجومًا لاذعًا على الكاتب التركي الإخواني محمد دورماز صاحب المقولة الشهيرة “تركيا دولة مسلمة ودعمها فريضة على المسلم”، والذي دعا في تغريدة أول أمس إلى دعم الاقتصاد التركي عبر إنهاء حملة المقاطعة للمنتجات التركية “إخواني العرب الأعزاء الشرفاء ادعموا الاقتصاد التركي من خلال شراء المنتجات والبضائع التركية”.

ورد المغردون بعبارات تؤكد أن حملة المقاطعة الشعبية للمنتجات التركية باقية ومستمرة حتى الوصول إلى صفر تعامل مع تركيا، أو حتى تعود الأصفار المليونية إلى تلك العملة البائسة، معتبرين أن انهيار العملة التركية يعني تجفيف منابع الإرهاب وتدمير تنظيم الإخوان بوقف الدعم التركي لهم “وهو ما سيكلف العدو أيضًا لمراجعة حساباته وعدم التدخل في شؤوننا العربية”.

ومجمل القول كما قال أحد المغردين إن “تركيا دخلت مجموعة العشرين في التسعينات أي قبل مجيء الإخوان لسدة الحكم بـ11 سنة وبعد 20 سنة من حكمهم ها هي تغادر المجموعة وعلى يد أردوغان، فرحتنا اليوم ليس لخروج عدو تاريخي لأمتنا بل لتعرية حثالات بيننا تلاعبوا بسذج”.

جدير بالذكر أن رئيس استراتيجية الأسواق الناشئة في شركة تي دي سيكيوريتز، للوساطة المالية كريستيان ماجيو، كان توقع في تصريح لرويترز “نفاد احتياطي النقد الأجنبي بالبنك المركزي التركي بالكامل منذ يوليو العام الماضي مع استمرار الضغوط المتزايدة على الليرة وأن البنك سيستخدم كل الذهب المتاح بحلول الأسبوع الثالث من سبتمبر نفس العام”.

Exit mobile version