Site icon Qatar leaks

أردوغان يعمق عزلة تركيا ويطرد بشكل جماعي سفراء 10 دول

أردوغان

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه أصدر تعليماته لوزير الخارجية باعتبار سفراء الدول الغربية التي دعت في بيان مشترك، يوم الاثنين، إلى إطلاق سراح الناشط المعارض عثمان كافالا بأنهم أشخاص غير موغوب فيهم وبأسرع وقت.

ونقلت وكالة الأناضول الرسمية التركية عن أردوغان قوله “إن هؤلاء السفراء سيعرفون ويفهمون تركيا، في اليوم الذي لا يعرفون أو يفهمون فيه تركيا، سيغادرونها”.

ودعت كلًا من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وكندا والدنمارك وهولندا والنرويج والسويد وفنلندا ونيوزيلندا في بيان صدر يوم الإثنين الماضي إلى “تسوية عادلة وسريعة لقضية كافالا المسجون رهن المحاكمة منذ 4 سنوات”.

وبحسب تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، هدد أردوغان الخميس بطرد سفراء الـ10 دول، مؤكدًا ذلك بقوله “أبلغت إلى وزير خارجيتنا أننا لا نستطيع أن نسمح لأنفسنا باستقبالهم في بلادنا”، وأضاف: “هل يعود إليكم أن تلقنوا تركيا درساً، القضاء التركي مستقل”.

كما استدعت تركيا الثلاثاء الماضي سفراء الدول الـ10 معتبرة أنه “من غير المقبول مطالبتهم بالإفراج عن المعارض المسجون”.

وتحتجز السلطات التركية كافالا دون إدانة منذ 2017، وتمت تبرئته العام الماضي من تهم تتعلق باحتجاجات حديقة جيزي في 2013 وتم إلغاء الحكم بصورة مفاجئة، وتوجيه تهم جديدة ضده لتورطه المزعوم في محاولة الانقلاب عام 2016.

كافالا

وكان كافالا مَثل في مطلع أكتوبر الجاري لمحاكمة هي الثالثة خلال 4 سنوات من الاحتجاز بتهمة التآمر على الحكومة، وفيها مددت المحكمة سجنه حتى 26 نوفمبر.

ووصفت منظمة العفو الدولية هذه المحاكمة “بالمهزلة”. كما وصفت من قبل حقوقيين بأنها “أغرب محاكمة شهدتها تركيا”، حيث قرر وكيل النيابة وبشكل مفاجئ الاعتراض على قرار المحكمة بتبرئة كل المتهمين بقضية اعتصامات حديقة جيزي في إسطنبول التي يصفها أردوغان “بمحاولة انقلاب ضده”، وأمر ببقاء كافالا في السجن بعد أن اتهمه بالعلاقة بمحاولة الانقلاب الفاشلة هذه صيف 2016 واعتبره “الرأس المدبر والممول للاعتصامات”.

كما أحال المجلس الأعلى للقضاء أعضاء المحكمة التي برأت كافالا إلى التحقيق العاجل، وهو ما اعتبر دليلًا على سيطرة أردوغان على الجهاز القضائي بعد محاولة الانقلاب، وتغييره النظام السياسي بعدها بعام في نيسان 2017 من برلماني إلى رئاسي ليصبح الحاكم المطلق للبلاد.

ويتهم أردوغان كافالا بأنه “مدعوم من القوى الظالمة أمثال الملياردير اليهودي الأمريكي جورج سوروس” علمًا أنه التقى به شخصيًا في إحدى زياراته لأمريكا منذ 17 عامًا، وهذا ما أكدته المعارضة التركية التي وزعت صورًا لأردوغان مع سوروس.

وهدّد مجلس أوروبا أنقرة بعقوبات يمكن إقرارها خلال دورته المقبلة في 30 نوفمبر القادم إذا لم يتم الإفراج عن كافالا حتى ذلك الحين.

واعتبر مغردون أن النظام الأردوغاني المنبوذ، يلجأ للطرد الجماعي للسفراء الأجانب معمقًا عزلته وهي الدول التي طالبت سفاراتها بالإفراج عن كافالا، وبأن هذا التصريح هو امتداد للعناد التركي المعروف الذي يضع السياسة جانبًا ببعض المواقف ويتصرف كثور جامح أعمى، مؤكدين أن “خطورة طرد السفراء العشرة لكتابتهم بيان يطالب بإطلاق سراح شخص تؤكد أن أردوغان فقد الأهلية العقلية”.

أردوغان

وغرّد ناشطون عبر تويتر بأن أردوغان المعروف بمراوغته السياسية يحاول صرف أنظار الداخل التركي المشغول بتدهور الاقتصاد والليرة إلى “تصرف سياسي أحمق يجر فيه تركيا إلى مزيد من العزلة”.

ورأى آخرون أن طرد السفراء العشرة لمطالبتهم في بيان إطلاق سراح كافالا سيكون له رد فعل المعاملة بالمثل بطرد سفراء تركيا من تلك الدول، وتعميق الخلافات وربما اتخاذ الإجراءات العقابية ضد تركيا، ومزيد من تراجع صرف الليرة التي تجاوزت 9.6 ليرة للدولار.

وحاول أنصار أردوغان مواساة أنفسهم بالتعليق على طرد السفراء بأنه “حماقة من سفراء الدول الـ10 لتدخلهم في شأن تركي بت فيه القضاء”، وقال أحدهم: “بعد كل هذا الإجراء لن تستطيع أي دولة التدخل في الشأن التركي”، وأضاف آخر: “هذه هي شجاعة القائد المسلم”.

في وقت، أكدت صحيفة “بيلد” الألمانية أن أردوغان وبسبب تصريحاته ضد سفراء 10 دول طالبت بالإفراج عن كافالا من بينها ألمانيا، أبرز للعالم سياسته الاستبدادية في طرق تعامله مع حقوق الإنسان بالدولة، وأنه يسخر من المعارضة والنقاد.

وأضافت أن “مبادئ مثل سيادة القانون ليست بالشيء المهم في تركيا”.

وأشار رئيس تحرير الصحيفة، بور روزنزهايمر، إلى حالة السقوط الحر التي تمر بها الليرة التركية، وقال: “أردوغان يفقد اتزانه. آمل ألا نشهد تطورات تقلقنا في الفترة المقبلة، فكل شيء متوقع في ظل حكم الإدارة الحالية”.

Exit mobile version