Site icon Qatar leaks

“الإرهاب المعتدل” صناعة قطرية بغطاء أمريكي

طالبان تسيطر على قصر كابل الرئاسي

دُهش العالم بأسره في الأمس من مشاهد دخول حركة طالبان إلى العاصمة الأفغانية كابول، حدث ذلك بسرعة كبيرة دون أية مقاومة وخلال ساعات قليلة أضحت كابول تحت سيطرة الجماعة الإسلامية المتطرفة بالتزامن مع فرار الرئيس الأفغاني خارج البلاد.

معارك عديدة لم يصمد فيها الجيش الأفغاني الذي يبلغ تعداده أكثر من 300 ألف جندي والمزود بأحدث الأسلحة والمدرب برعاية أميركية، فسقطت الولايات الأفغانية كأحجار الدومينو واحدة تلو الأخرى كلها بيد طالبان.

وصف البعض هذه المعارك بالاستعراضية فكيف لجيش مثل هذا أن يتقهقر بهذه السرعة؟

الدور الأمريكي

أنفقت الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من تريليون دولار على مدى 20 عاماً قضتها في الحرب على الإرهاب في أفغانستان قبل أن تتخذ مؤخراً قرار الانسحاب منها.

الجيش الأمريكي

فهل رمت الولايات المتحدة أموالها وأعوام عملها في المحيط كما فعلت بجثة أسامة بن لادن؟!

وهل كان هدف الحرب الطويلة الشاقة التخلص من إرهابي واحد وبعدها الانسحاب؟!

عودة بالزمن

من أسقط الرايات الحمر برعاية أمريكية منذ عشرين عامًا انقلب على رعاته ورفع راياته السود بوجهها، كان المشروع حينها يعتمد على زنود المقاتلين الأشداء وتغذية الأفكار التكفيرية وبعدها حصد النتائج، وعند هيجان الإرهاب تلعب واشنطن دورها المفضل وهو الشرطي المدافع عن أمن وسلامة العالم.

لكن السياسة تتغير دومًا والمشاريع الجديدة تتبلور، ففي ظل التنامي الاقتصادي والتجاري في العالم أجمع، ترغب الولايات المتحدة الحفاظ على دورها الريادي، فتركز جهودها لدعم وإدارة الشركات العالمية الكبرى والسيطرة على السوق العالمي.

الدور القطري

قطر التي رعت الإرهاب في معظم أنحاء العالم، والتي تطمح إلى الظهور الدائم أمام المجتمع الدولي حتى ولو كان ظهورها خلبيًا لم تفوت فرصة لتمرير مشروعها الجديد “الإرهاب المعتدل”، فبدأت تحتضن طالبان وتفتتح لها مكاتب على أرضها وتدربها على السياسة الجديدة وتمنح الأفغان جنسيتها، ثم تزج بنفسها مؤخرًا كوسيط لتهدئة الأوضاع بين الحكومة والحركة.

محادثات الحكومة الأفغانية وحركة طالبان في الدوحة

لكنها كانت وسيطًا بلا دور فالمال القطري هو الغاية والرشاوى التي دفعتها لضباط وقادة أفغان منذ عامين حتى اليوم كانت الفيصل بعدم مقاومة الجيش وبانتصار طالبان عليه، لنشاهد في الأمس نموذجًا جديدًا لدخول طالبان إلى مدينة يرفض جميع أهلها وجودها بينهم، وتكرس المشهد بتعاليم شديدة اللهجة حذرت مقاتلي طالبان من المساس بأي شخص يرغب بالمغادرة والسماح للجميع بالمرور الآمن، رغم أن طالبان تنظر إلى معظم هؤلاء باعتبارهم كفارًا يجب قتلهم حسب عقيدة الحركة، ليكون هذا المشهد بداية التسويق للإرهاب المعتدل دون إخفاء النوايا بتحويل أفغانستان إلى إمارة إسلامية.

بذلك تكون الغاية قد تحققت بأسرع مما هو متوقع لها وهو تعويم الإرهاب المعتدل وقبوله كلاعب في المجتمع الدولي ترعاه قطر بمالها ونفطها، فتدع واشنطن تلتفت لاستثماراتها وتجارتها واستكمال توطيد ريادتها العالمية، بينما تدفع الدوحة فواتير الحرب جميعها.

في المقابل يبقى الخوف والذعر مسيطرًا على الشعب الأفغاني الذي يحاول الهرب بعيدًا عن جحيم طالبان بل وعموم المجتمعات الإنسانية باتت متخوفة، فلم يعد أحد غافلًا عن فتك الإرهاب حتى وإن اختبأ خلف ستار سياسته الجديدة قطرية الصنع والمنشأ فالتاريخ الحديث واضح لا بل أن الجميع قد عاين بنفسه فظاعة الإرهاب الذي ترعاه وتدعمه قطر دون حاجة للعودة إلى المراجع والكتب.

Exit mobile version