زار الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتصوغ تركيا يوم أمس، وتعتبر هذه الزيارة الخطوة الأولى في إعادة بناء العلاقات على المستوى الدبلوماسي بعد قطيعة دامت سنين طويلة.
الزيارة التاريخية
وقد استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الرئيس الإسرائيلي هرتسوغ بحفاوة كبيرة ومراسم رسمية من أعلى مستوى، ووصف زيارة هرتسوغ لتركيا بـ “التاريخية” إذ تحدث أردوغان خلال مؤتمر صحفي مشترك في القصر الرئاسي في أنقرة، بعد محادثات أجراها مع الرئيس إسحاق هرتصوغ قائلا: “كلي ثقة في أن الزيارة التاريخية للرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ستكون نقطة تحول جديدة في العلاقات بين بلدينا”.
كما تحدث الطرفان حول محاور عديدة أهمها العلاقة الثنائية بين البلدين، والنزاع الروسي الأوكراني، وأزمة الغاز إضافة إلى التعاون فيما بينهما في الشأن الاقتصادي وخاصة فيما يتعلق بالغاز.
ورغم أن هذه الزيارة تعتبر أهم خطوة في التطبيع بين إسرائيل وتركيا، لكنها ليست كافية، فمنصب الرئيس في إسرائيل يعتبر “رمزي” وليس له وزن سياسي يعتد به، وأي خطوات كبيرة للتقارب بين إسرائيل وتركيا ستتطلب موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت.
واعتبرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، أن “الغرض من اجتماع القمة، هو خلق جو يسمح بعودة العلاقات بين البلدين، ولو تدريجيا، إلى خطوطها الطبيعية بعد سنوات من التوتر”.
لكن مع ذلك فإن العلاقة بين الدولتين لم تتوقف سوى من خلال التمثيل الدبلوماسي، وهذا ما أكد عليه أردوغان بقوله “أن حجم التبادل التجاري بين بلاده وإسرائيل سجل العام الماضي زيادة بنسبة 36% ليبلغ 8.5 مليار دولار، معربا عن ثقته في زيادة قيمته إلى 10 مليارات”.
بالمقابل لاقت هذه الزيارة ردود فعل عديدة، إذ خرجت مظاهرات في تركيا احتجاجا عليها.
فيما صورها الإعلام التركي والناشطون المقربون من أردوغان بأنها إنجاز عظيم، وبأن إسرائيل رضخت لأردوغان.
أما الإخوان المسلمون فقد اكتفوا بالصمت، أو بإصدار بيانات خجولة ضد التطبيع عموما دون ذكر تركيا أو المساس بشخص خليفتهم أردوغان، كما فعلت حركة حماس الإرهابية في بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني، بالتعبير عن “قلق بالغ” تجاه زيارات مسؤولين إسرائيليين “لعدد من الدول العربية والإسلامية، وآخرها زيارات إسحاق هرتصوغ لعدد من دول المنطقة”.
وأيضا الجزيرة القطرية لم تسلط أضوائها الكاشفة على تطبيع أردوغان مع إسرائيل بقدر ما ركزت على القضية الفلسطينية وحضورها في النقاش بين الرئيسين في محاولة لإيهام الشارع بأن العلاقة بين تركيا وإسرائيل تأتي لصالح القضية الفلسطينية.
ردود الأفعال
وقد انتقد ناشطون طريقة تعاطي الجزيرة القطرية والإخوان المسلمين مع تطبيع أردوغان وازدواجية المعايير التي يتبعونها في هذا الشأن.
إذ وصفهم الناشط والشاعر السعودي بحريم السلطان الذين باركوا الزيارة الميمونة ودعوا لخليفتهم الذي باع القضية الفلسطينية بشسع نعل إسحاق هرتصوغ.
#إسحاق_هرتسوغ يمسح دموع #أردوغان على #الكضية و يعده وعد شرف أن لا يذرف بعد هذا العشاء دمعة واحدة على #فلسطين.
الجدير بالذكر أن #حريم_السلطان باركوا هذه الزيارة الميمونة و دعوا لخليفتهم الذي باع #القضية_الفلسطينية بشسع نعل إسحاق هرتسوغ.شلوم يا #إخونج#الرئيس_الاسرائيلي_في_تركيا pic.twitter.com/QTGye7bQoi
— عبداللطيف بن عبدالله آل الشيخ 🇸🇦 (@Alshaikh2) March 9, 2022
أيضا ذكر الناشطون كيف كانت المنظمات الإخوانية تصدر فتاوى دينية حول وجوب مقاطعة إسرائيل، وكيف صمتت في الوقت الحالي عندما طبّع أردوغان مع إسرائيل.
تهقون يمديهم يسحبون الفتوى أو بيعلقهم #اردوغان من أذانيهم !!
إن سمعتم فتوى منهم أوموقفًا منددًا بزيارة رئيس اسرائيل إلى #تركيا فأعلموا أنهم أهل صدق أما إن لم تسمعوا كلمة فأعلموا أنهم أدوات لا أكثر فهل آن للعقول أن تعمل؟؟#معركة_استرداد_الوعي_مستمرة https://t.co/c6paJUmtkO— منذر آل الشيخ مبارك (@monther72) March 9, 2022
يشار إلى أن تطبيع العلاقات ليس وليد اللحظة إذ سبقته خطوات كثيرة ومبادرات من الرئيس التركي أردوغان منها اتصاله لتهنئة الرئيس الإسرائيلي عقب فوزه بالانتخابات في العام الماضي إضافة لاستقباله أعضاء الجالية اليهودية التركية وأعضاء “تحالف الحاخامات في الدول الإسلامية”، في ديسمبر الماضي فضلا عن التواصل المستمر والحميمي مع الشخصيات الرسمية في إسرائيل وتأكيده مراراً وتكراراً على رغبة بلاده في تحسين العلاقات مع إسرائيل.