Site icon Qatar leaks

“الخليفة” أردوغان والتطبيع الحلال مع إسرائيل

أردوغان وهرتسوغ

في ظل تهافت الإخوان المسلمين لمهاجمة الدول العربية التي طبّعت مع إسرائيل في الفترة الأخيرة وكيل التهم لها، هناك من يفتح فمه على الملأ ويخاطب الجماهير بفخر كبير مذكرا إياهم يوما بعد آخر بموعد زيارة رئيس إسرائيل إلى بلاده، إن هذا الشخص هو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وسط ذلك بقي الإخوان صامتون أمام تهليل الرئيس التركي وتصريحاته المستمرة حول زيارة رئيس إسرائيل المرتقبة والتي كان آخرها يوم الجمعة 4 فبراير/ شباط، عندما خرج قائلا: “إن تركيا وإسرائيل قد تعملان معا لتصدير الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى أوروبا”.

وقال أردوغان للصحفيين: “يمكننا استخدام الغاز الطبيعي الإسرائيلي في بلادنا، وبعد استخدامه يمكننا أيضا الانخراط في جهد مشترك عند مروره إلى أوروبا”، وأضاف أن “هذه القضايا ستكون على جدول أعمالنا مع هرتسوغ (رئيس إسرائيل) خلال زيارته لتركيا”.

وكان أردوغان قد أعلن قبل يوم أيضا، أنه سيستضيف هرتسوغ في زيارة رسمية لتركيا، منتصف مارس/ آذار، وأكد أن كلا من تركيا وإسرائيل حريصتان على استعادة العلاقات الثنائية، التي توتَّرت منذ أكثر من عقد.

وبدوره أعرب الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، يوم الأحد، عن تمنياته بالشفاء العاجل لنظيره التركي رجب طيب أردوغان وعقيلته، إثر إصابتهما بفيروس كورونا.

وجاء في بيان للرئاسة الإسرائيلية، أن هرتسوغ اتصل بأردوغان للاطمئنان عليه بعد إصابته بكورونا، وأنهما بحثا إمكانية عقد لقاء رسمي بينهما، قريبا.

ولكن..

ما مدى حماسة تل أبيب لإعادة العلاقة مع تركيا؟

رغم تجاوب إسرائيل مع محاولات الرئيس التركي ومغازلاته لها، إلا أنها تبدي تردد بإعادة العلاقة معها، فأردوغان الذي يُعتبر أعلى سلطة في تركيا ما زال يخاطب هرتسوغ رئيس إسرائيل، وأن منصب الرئيس في إسرائيل هو منصب فخري فقط.

ومع معرفة إسرائيل بأن العداء الذي أظهره لها أردوغان خلال كل السنوات الماضية لم يكن إلا لتعبئة الجماهير وزيادة شعبيته في الأوساط الإخوانية وتثبيت أقدامه في الحكم، حيث أن الرئيس التركي لم يقم ولو بخطوة فعلية واحدة ضد إسرائيل بل اكتفى بالتصريحات الخلبية والجمل الإنشائية، من دافوس إلى سفينة “مافي مرمرة”، وإن قُطعت العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين، لكن أردوغان حافظ على تجارته مع إسرائيل حيث وصل إجمالي التبادل التجاري بينهما إلى أكثر من 6 مليارات دولار بالعام وهذا المبلغ يفوق بمرات عديدة التبادل التجاري بين إسرائيل وكامل العالم العربي قبل التطبيع وبعده.

أردوغان

ماذا تريد إسرائيل من تركيا؟

إن إسرائيل تعرف سياسة أردوغان وحزبه الإخواني جيدا، لكنها بالطبع لن تقبل بإعادة العلاقة مع دولة تشتمها بالعلن وتصافحها بالسر، فكان لا بد من لأردوغان من إظهار الانفتاح والترحيب الكبير بها قبل موعد الزيارة بشهرين.

إضافة إلى ذلك ستطلب إسرائيل تنازلا مشابها لما قدمه أردوغان من أجل تطبيع علاقاته مع مصر والذي تمثل بالتضييق على الإخوان المسلمين في تركيا وإيقاف بث القنوات المعادية لمصر والتي كانت تبث برامجها من اسطنبول.

بالتالي يعتبر أهم تنازل يمكن أن يقدمه الرئيس التركي في طريقه لتطبيع العلاقات مع إسرائيل هو توقفه عن دعم واستضافة حركة حماس الإخوانية على أرضه، وهو أمر مطروح ومتداول بكثرة في الصحافة الإسرائيلية، إذ يرى الإعلام الإسرائيلي بأنه لا بديل عن اتخاذ أردوغان لهذه الخطوة.

حماس

الغريب في الأمر أن الإخوان ذات أنفسهم يستمرون بالتطبيل والتهليل لقائدهم العثماني، الذي قد يرمي بهم إلى التهلكة في قادم الأيام، فهل يظنون أنه يلتف على الأعداء بتطبيع علاقاته معهم أم فعلا يعتبرون أن تطبيع أردوغان حلال.

Exit mobile version