Site icon Qatar leaks

الرسوم المسيئة للنبي محمد.. من شارلي إيبدو إلى تركيا والإخوان المسلمين

مدينة جرابلس

غضبٌ عارم سيطر على مشاعر السوريين المسلمين القاطنين في مناطق يحتلها النظام التركي شمال سوريا عندما شاهدوا كتب “دينية” وزعتها تركيا على أطفالهم في المدارس، تحوي بداخلها رسوما كاريكاتورية مسيئة للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم.

ما دفعهم لجمع هذه الكتب وإحراقها جميعها في مدينة جرابلس شمالي سوريا.

وخرجت المظاهرات في الشمال السوري ومن الجامع الكبير في مدينة الباب نصرة للرسول الأعظم الذي أساءت له حكومة أردوغان.

مظاهرات غاضبة

وامتد الغضب إلى مواقع التواصل الاجتماعي، إذ انتشر هاشتاغ #إلا_رسول_الله شارك فيه العديد من الناشطين حول العالم الإسلامي وعبروا عن انزعاجهم الشديد وغضبهم العارم من الفعل التركي الشنيع.

ونشر رسام الكاريكاتير السعودي المعروف فهد الجبيري تغريدة تحت هذا الوسم أرفق فيها بعض الصور المسيئة من الكتب التي وزعتها تركيا على الأطفال، وكتب قائلا إلا رسول الله يا مغول إلا رسول الله يا حريم السلطان الشاذ إلا رسول الله يا الأمصار النابحين المنافقين.

في المقابل حاول جمعة كزكاز مسؤول التربية والتعليم في مدينة الباب السورية “الواقعة تحت سيطرة الجماعات الإرهابية الموالية لأردوغان” ، التهدئة من خلال زعمه بأنه “يجري البحث مع مديرية التربية في غازي عنتاب والمستشار التركي في المنطقة من أجل تعديل المنهاج”، مشيرا إلى أن دوائر التربية في المجالس المحلية “تتبع للولايات التركية القريبة مثل غازي عنتاب وكيليس وشانلي أورفا التي ترسل الكتب والمطبوعات”.

إلى ذلك ذكر آخرون بأن وزارة التعليم التركية تتبع لحزب العدالة والتنمية الحاكم وهذا ما يفسر صمت الإخوان.

وقد جاء أول رد رسمي سوري على الجريمة التركية عبر بيان أصدرته وزارة الأوقاف استنكرت به بشدة “الإساءة والتطاول الخطير” على مقام النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث جاء بالبيان “إن المجلس العلمي الفقهي (التابع لوزارة الأوقاف السورية) يبدي استنكاره الشديد لهذه الإساءة والتطاول الخطير على مقام الرسول”.

وأضاف البيان أن المجلس يؤكد “أن مثل هذه الأفعال تفضح الوجه الحقيقي للإخوان المجرمين وأذنابهم الذين يتسترون بلباس الدين”.

وقال البيان: “إن مثل هذه الخطوة تأتي ضمن سياق استهانة هؤلاء ومن ورائهم الاحتلال التركي بكل الحرمات والمقدسات بدءا من سفك الدماء إلى احتلال الأراضي وصولا إلى الإساءة لمقام الأنبياء عليهم الصلاة والسلام”.

وأضاف أن “محاولات الاحتلال التركي العثماني وأذنابه لن تفلح في تخريب عقول الأجيال وتشويه مقدساتهم، كما لم تفلح سابقا في تزوير التاريخ وقلب الحقائق”.

وختم البيان بالقول: “إن احتلالهم للأراضي السورية ومحاولاتهم لطمس الهوية لا محالة زائلة بإذن الله ونصره وتأييده”.

كذلك أيضا قامت الحكومة المؤقتة المدعومة من تركيا بنفي علمها بوجود هذه الكتب، وأصدرت بيانا اتهمت فيه جهات قطرية بأنه هي المسؤولة عن الكتب المدرسية وطباعتها.

عبد الرحمن مصطفى ينفي علاقة حكومته بـ”كتاب السيرة النبوية”

وسط كل هذا الضجيج بقي أردوغان صامتا دون أي ردة فعل أو توضيح، وهذا يخالف ما اعتدنا عليه عندما انتفض الرئيس التركي ليظهر نفسه بمظهر المدافع عن الإسلام والمسلمين في حادثة الرسوم المسيئة للرسول الكريم والتي نشرتها المجلة الفرنسية “شارلي إيبدو” قبل عام حيث دعا حينها الأتراك إلى مقاطعة البضائع الفرنسية بسبب إعادة نشر رسوم مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وطالب في خطاب تلفزيوني قادة العالم بحماية المسلمين “إذا تعرضوا للقمع في فرنسا”، كما دعا لمقاطعة المنتجات الفرنسية بقوله: “لا أثق في البضائع التي تحمل العلامة الفرنسية، لا تشتروها” .

وكذلك حكومة أردوغان نفسها التي انتفضت قبل عام أيضا عندما نشرت المجلة الفرنسية رسوما تسخر من الرئيس التركي، حيث خرج وقتها إبراهيم قالن، المتحدث باسم الرئاسة التركية، قائلا: “ندين بشدة النشر المتعلق برئيس جمهوريتنا، الذي تعتزم نشره مجلة فرنسية لا تحترم أية معتقدات أو مقدسات أو قيم”.

كل هذه الحمية التركية لم نشاهدها اليوم عندما خرجت الإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم من ديارهم وعبر مؤسساتهم الإخوانية، إذ يقول مراقبون أنه بدأ يتضح للعالم أجمع أن الحركات التركية ومحاولة قيادة العالم الإسلامي لم تكن إلا من قبيل حب السلطة والجاه وليست نابعة من حب الإسلام ونبيه الكريم.

Exit mobile version