
تغلغل الإخوان في أوروبا يجعلهم قنبلة موقوتة
الجماعة تمثل قوة تخريبية وحركة تآمرية تنتهج خطة سرية تهدف إلى "أخونة" المجتمعات.
يستغل تنظيم الإخوان المسلمين القارة الأوروبية كمركز ثقل له، وإن كانت مشاريعه التخريبية معظمها تجري في الدول العربية والإسلامية، إلا أن التنظيم الإرهابي لا يتخلى عن أوروبا، فقد استفاد من المنظومة القانونية فيها واستغلها بحرفية من أجل بناء شبكة كبيرة من المنظمات والجمعيات الفاعلة، والتي ساعدته في تحقيق أهم أهدافه وهي التمدد ضمن المجتمعات وخاصة المجتمعات الإسلامية واستمالة أعضاء الطبقات الدنيا وصولا إلى النخب، فضلا عن التمويل الحر.

وهذا ما حذرت منه الباحثة الألمانية والخبيرة بشؤون جماعات الإسلام السياسي، سيغريد هيرمان مارشال، من خطورة أيديولوجية جماعة الإخوان، مؤكدة أن الجماعة تمثل قوة تخريبية وحركة تآمرية تنتهج خطة سرية تهدف إلى “أخونة” المجتمعات ليس فقط الغربية أو العلمانية منها بل العربية ذات الأغلبية المسلمة، واختراق أجهزة الدولة القائمة بجميع مستوياتها.
وجاء حديث الباحثة في تقرير منشور على موقع “عين أوروبية على التطرف”، حيث قدمت من خلاله عرضا لكتاب صدر مؤخرا باللغة الألمانية عن مؤسس الإخوان حسن البنا بعنوان “مهندس الإسلام السياسي”، وهو عبارة عن سيرة ذاتية عن مؤسس الجماعة ومرشدها الأول الذي عمل في الأساس في مهنة التدريس، ويقدم سردا مفصلا عن نظام عضوية الجماعة وهياكلها والتطورات التي طرأت على عناصرها الأساسية، والوسائل التي اعتمدتها الجماعة لفرض أجندتها.

وأوضحت الباحثة الألمانية أن خطة جماعة الإخوان منذ نشأتها تتمثل في أسلمة الدولة بأي وسيلة كانت، وعدم الفصل بين الدين والسياسة، وادعائهم تمثيل الإسلام الحقيقي.
وفي السياق ذاته يقول مراقبون أن أخطر ما في تغلغل الإخوان في المجتمعات الأوروبية ليس فقط أفكارها وأدبياتها المعلنة فحسب، إنما كون الجماعة المنبع الرئيسي للتطرف الذي انطلقت منه كل التنظيمات الإرهابية الإسلامية، هو الأمر الأشد خطرا، فإن ذلك سيشكل قنبلة موقوتة من الممكن أن تنفجر بأي لحظة.
أما الخلافات بين قادة التنظيمات الإسلامية على مختلف مشاربهم ما هي إلا خلافات شكلية، فالقاعدة وليدة الإخوان وينعكس ذلك من خلال أحد الإصدارات الأخيرة لزعيم تنظيم القاعدة الارهابي أيمن الظواهري، الذي أبدى إعجابه بمنظر الإخوان سيد قطب، معتبرا إياه قائدا حقيقيا، كما أن كتابه “فرسان تحت راية النبي” يكشف حجم امتنان زعيم القاعدة بدور الإخوان في تأسيس منهج التنظيمات المتشددة.

كل ذلك يدفع بالدول الأوروبية إلى الاستفاقة وتعديل قوانينها فيما يقيد نشاط الإرهاب المتركز فيها، فتلك القوانين تعكس فرصا للجماعة من أجل تمديد شراكات اقتصادية مهمة تساعدها في تمويل أنشطتها، كما يمكنها من الاحتواء المادي والإنساني للمهمشين والمهاجرين حديثي العهد بالمعيشة الغربية، ما يشكل ضغوطا على الأمن القومي لتلك الدول.
وتمكنت فرنسا من تحديث قوانين مكافحة الإرهاب وسط مخاوف خلفتها عودة الهجمات الإرهابية إلى البلاد، فيما حدثت سويسرا قوانينها في الصدد ذاته ولكن وسط مخاوف حقوقية.
ومن جانبها، تحاول بريطانيا صياغة قوانين متجددة لتتجاوز عقباتها حيال الملف وتهديداته للأمن القومي، وفي ألمانيا لجأت الحكومة إلى إبعاد المتطرفين عن العمل في الجهات الحكومية.
في المحصلة إن قدرة الإخوان على التمدد في أوروبا تعتمد على القوانين غير المحددة لأوضاعهم كجماعة خطيرة من عدمه أو حتى ككيانات اجتماعية مستقلة أو مرتبطة بالتنظيم، فحكومات المنطقة لديها خلط في معايير المقاومة السياسية والمقاومة المسلحة والعنف غير المبرر.
فضيحة من العيار الثقيل.. الفساد القطري يصل للأمير تشارلز
كشفت الصحافة البريطانية عن حصول ولي عهد المملكة المتحدة الأمير تشارلز على حقائب تحتوي على …