Site icon Qatar leaks

حذرت منهم السعودية.. من هم جماعة التبليغ والدعوة وما هو خطرهم على المجتمع والدين؟

جماعة التبليغ

خصص خطباء المساجد في المملكة العربية السعودية خطبة يوم الجمعة 10 ديسمبر للتحذير عما يعرف بـ “جماعة التبليغ والدعوة” المعروفة أيضا بـ”الأحباب”، جاء ذلك عقب توجيهات من وزارة الشؤون الدينية، التي نشرت بيانا طالبت فيه الخطباء بيان ضلال هذه الجماعة وانحرافها وخطرها، وأنها بوابة من بوابات الإرهاب، وإن زعموا أنهم خلاف ذلك” حسب ما جاء في سلسة تغريدات على الحساب الرسمي للوزارة على تويتر.

وجاء في التوجيهات أيضا التأكيد على أن الانتماء “للجماعات الحزبية ومنها جماعة التبليغ والدعوة” محظور في المملكة العربية السعودية.

وبالفعل فقد شدد خطباء الجوامع على التحذير من الانتماء لكل الجماعات الحزبية، ومنها جماعة التبليغ، عادين إياها بأنها “تنطلق من منطلقات مخالفة للعقيدة الصحيحة ولمنهج الكتاب والسنة، وداعية لكثير من البدع والمنكرات والمحظورات الشرعية؛ فهي جماعة جهل وتزهيد في العلم الشرعي”، بحسب ما جاء في التحذير، مشددين على عدم جواز الخروج معهم أو الانتماء لجماعتهم وحزبهم الضال.

وأجمع الخطباء على أن “جماعة التبليغ لا تملك علما يخوّلها أن تدعو”، مشيرين إلى أن أخطاءهم الكبيرة تظهر للعيان وتوضّح مدى جهلهم في الكثير من الأمور، لافتين إلى أن الدّعوة ليست محدودة بوقت وزمن معيّنين، وهم يحددون ذلك ويعيّنونه، ثم يفضلون الدعوة على طلب العلم، ويفضلون ما هو غير فريضة على الفريضة.

وقال المفتي العام للسعودية، عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، في بيان نشرته الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء في حسابها على تويتر، إن جماعة التبليغ والدعوة “هم أناس سلكوا مسلك التصوف في كثير من أحوالهم، ويهتمون بالأذكار”.

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

وتابع أن هذه الجماعة “توشك أن تكون مرجعيتها وثنية”، مشددا على حرمة المشاركة معهم حتى يلتزموا بـ”الكتاب والسنة”.

وذكر مفتي المملكة أن “أفراد هذه الجماعة منزوون ومتقوقعون على أنفسهم، لا يصحبهم إلا من كان على مثل طريقتهم، يتبعون فكرة الخلود إلى الأرض وسلوكيات تصوفية ليست لها صلة بالعلم النافع”.

إلى ذلك تفاعل العديد من المغردون مع الأمر ونشروا فضائح الجماعة وأهوالها وعبروا عن آرائهم حولها وحول تصرف السعودية ضدها الذي اعتبره أحدهم جزءا من الحرب على التطرف.

ما هي جماعة “التبليغ والدعوة”؟

هي جماعة إسلامية أسسها الهندي محمد إلياس الكاندهلوي، في عشرينات القرن الماضي وكان أميرها حتى وفاته عام 1944.

وانطلقت الجماعة من الهند إلى البلدان المجاورة لها ثم انتشرت في البلدان العربية وأصبح لها أتباع في مختلف بقاع الأرض يطلقون على أنفسهم “أمة الدعوة والتبليغ”.

وتعتمد الجماعة على أمرين رئيسين هما “تبليغ من لم تبلغه الدعوة الإسلامية، ومحاولة إدخاله إلى الإسلام، ووعظ المتساهلين من المسلمين بما يتعلق بالصلاة لأنها عماد الدين”، ورغم اتساع حجم الجماعة لكن ليس لهم ناطق رسمي، وليس لهم ممثل أو مخاطب مستند لهم.

وقد تحدث عنهم الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الغديان بقوله أن هؤلاء يعتبرون أنفسهم فقط هم الذين على هدى وغيرهم على ضلال.

علاقتها باقتحام الحرم

في برنامج “الراصد” على قناة الإخبارية السعودية، كشف الباحث الشرعي تركي الغامدي سبب تحذير وزارة الشؤون الإسلامية من جماعة التبليغ والدعوة.

وقال إن الجماعة في الأصل “جماعة قبورية ليست في غلاف التصوف والجهل والخزعبلات، ثم أخذت مبدأ الدعوة والخروج والمقصود به أنهم يخرجون 3 أيام وأربعين يوما أو شهرين، وإذا لم يخرج فإيمان الشخص ناقص إذا لم يكن في عمره 4 أشهر أو شهري خروج في السنة”.

وأضاف أن عناصر الجماعة الموجودون في المملكة يمتلكون نفس الفكر، ولهم اجتماع سنوي في الهند يحضره من يمثلهم من السعودية أو الخليج، مشيرا إلى أنهم موجودون في العالم ككل، ولديهم بالهند أمير للجماعة الذي له أمراء موزعون في المناطق.

وتابع أن لديهم “مشكلة البدع والمغالاة في الأحاديث الموضوعة والرؤى، التي تكون بمثابة أدلة بالنسبة لهم”، لافتا إلى أن “أغلب من كانوا في حادثة جهيمان واقتحام الحرم عام 1979 كانوا من جماعة الأحباب”.

وحادثة الحرم المكي بدأت أحداثها فجر يوم 1 محرم 1400 الموافق 20 نوفمبر 1979، حين استولى أكثر من 200 مسلح على الحرم المكي، مدعين ظهور المهدي المنتظر.

اقتحام الحرم المكّي

وهزت العملية العالم الإسلامي برمته، فقد وقعت مع فجر أول يوم في القرن الهجري الجديد، وتسببت بسفك للدماء في باحة الحرم المكي، وأودت بحياة مصلين مدنيين، ورجال أمن، ومسلحين متحصنين داخل الحرم.

علاقتها بالإخوان المسلمين

في حوار سابق مع صحيفة عكاظ السعودية حذر الدكتور محمد أحمد الفيفي من جماعة التبليغ، مؤكدا أن خطورتها لا تقل عن جماعة الإخوان، وأشار إلى ممارستها التجنيد والتفريخ للجماعات الإرهابية تحت غطاء العمل الدعوي، وقال إن عددا من زعامات الحركات الإرهابية تخرجوا في جماعة التبليغ، وأضاف أن أعضاءها لا يجعلون ولاءهم للدولة التي يعيشون فيها وإنما لأمرائهم، مشكلين بذلك دولة داخل دولة.

ونوّه الفيفي أيضا بأن الذي يظهر للناس عن جماعة التبليغ للأسف أنها لا تتدخل في السياسة وأنها تكرس نشاطها في الإيمانيات والدعوة وما شابه ذلك، والحقيقة أن سلوكها هذا الطريق هو السياسة بعينها بدليل أن المؤسس محمد إلياس الكاندهلوي قال في إحدى خطبه لأتباعه “إذا لم تكونوا تستطيعون أن تتحكموا وتديروا بيوتكم فكيف تريدون أن تحكموا البلاد الإسلامية؟”، ويدل ذلك على أن لديهم أهدافا بعيدة الأمد في سياسة التجميع والأغلبية الساحقة في المستقبل ربما تفوز في الانتخابات بكثرة الأصوات لترشيح من يريدون ممن يخدم مصالحهم ويؤيد أفكارهم.

أبرز المتأثرين بفكر الجماعة

كثير من زعامات الحركات الإرهابية تخرجوا في جماعة التبليغ، يقول راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة في تونس: “درست في جامعة السوربون في فرنسا فالتقيت بوفد من جماعة التبليغ فتأثرت بهم ولازمتهم.

راشد الغنوشي

عبود الزمر المتورط بقتل السادات تربى على أيدي التبليغ.

أحمد الريسوني الإرهابي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الإرهابي يقول: “تأثرت بجماعة التبليغ في بداية حياتي ولما قرأت كتاب معالم في الطريق لسيد قطب تفجر في داخلي زلزال وبراكين اتخذت بعدها مجالا آخر”.

ومنهم أيضا أبو قتادة الفلسطيني، كل هؤلاء تأثروا بجماعة التبليغ في بدايتهم.

علي عشماوي صاحب كتاب “التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين” يقول: “كنا نتواصل مع جماعة التبليغ لنختار من يكون صالحا لينضم معنا، وإذا ضيقت الجهات الأمنية على الجماعات الإسلامية السياسية الحركية دخلوا في صفوف التبليغ يختبئون حتى تختفي عنهم الأنظار ثم يعودون مرة أخرى ليمارسوا أنشطتهم، وأنا شخصيا في لجنة المناصحة لمدة 14 عاما كنت أسال كثيرا من الشباب كيف كانت بداية استقامتهم، إنها كانت مع جماعة التبليغ، إذ كانت هي المصنع أو المزرعة التي تهيئ هذه المنتوجات ليأتي كل صاحب فكر أو توجه يختار وينتقي من جماعة التبليغ من يصلح ليكون عضوا لهم”.

ليست الأولى 

جماعة التبليغ والدعوة ليست الجماعة الأولى التي تخصص المساجد والجوامع في السعودية خطبا لها وتحظر اتباعها.

ففي نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول من هذا العام صدر توجيه للخطباء بالتحذير مما يعرف بـ”تنظيم السرورية” الذي أسسه محمد سرور زين العابدين في سوريا وانتشر منها إلى بعض دول العالم.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني العام الماضي دعا وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي، عبد اللطيف آل الشيخ، إلى تخصيص خطبة الجمعة في المملكة لقراءة بيان صدر قبلها بأيام عن هيئة كبار العلماء السعودية، صنف جماعة الإخوان المسلمين “منظمة إرهابية”.

ويمضي المشهد الديني في السعودية في التغير بما يلائم الصورة الجديدة التي تسعى قيادة البلاد إلى رسمها وتجسيدها للمضي قدماً نحو مستقبل أفضل خالٍ من التطرف والإرهاب.

Exit mobile version