Site icon Qatar leaks

حراس الأمن في قطر يعملون بالسخرة

حارس أمن في قطر

يعمل حراس الأمن في قطر في ظروف ترقى إلى حد العمل القسري، بما في ذلك في مشاريع مرتبطة بكأس العالم لكرة القدم 2022، وفقا لتقرير صادر عن منظمة العفو الدولية.

وفي تقرير مؤلف من 74 صفحة، توثق المنظمة الحقوقية تجارب 34 موظفا في ثماني شركات أمنية خاصة في قطر.

وقدمت الشركات خدمات للوزارات الحكومية وملاعب كرة القدم، إلى جانب مشاريع البنية التحتية الأخرى لكأس العالم 2022، مثل الفنادق ووسائل النقل والمرافق الرياضية.

وقامت ثلاث شركات على الأقل بتوفير الأمن لبطولات الفيفا الأخيرة في قطر، بما في ذلك كأس العالم للأندية وكأس العرب.

كأس العرب

لقد وصف حراس الأمن، وجميعهم من العمال المهاجرين، أن العمل يجري بشكل روتيني 12 ساعة في اليوم، وسبعة أيام في الأسبوع، وغالبا لمدة شهور أو حتى سنوات متتالية دون يوم عطلة واحد.

كما قال معظمهم إن أصحاب العمل رفضوا احترام يوم الراحة الأسبوعي الذي يقتضيه القانون، وتعرض العمال الذين أخذوا يوم إجازتهم للعقاب بالخصم من أجورهم بشكل تعسفي.

وتحدد القوانين واللوائح القطرية ساعات العمل الأسبوعية بـ 60 ساعة كحد أقصى، بما في ذلك العمل الإضافي، ويحق للعمال الحصول على يوم راحة مدفوع الأجر كل أسبوع، لكن معظم حراس الأمن الذين تحدثوا إلى منظمة العفو الدولية قالوا إنهم يعملون بنظام 12 ساعة في اليوم ويُحرمون بشكل من الحصول على يوم عطلة، مما يعني أن العديد منهم يعملون 84 ساعة في الأسبوع لأسابيع متتالية.

ميلتون، من كينيا، عمل في شركة أمنية في أحد الفنادق حتى عام 2021. قال إنه في يوم عادي كان يغادر مسكنه الساعة 6.30 صباحا ويعود الساعة 8 مساء، وغالبا ما يقضي شهورا دون يوم عطلة واحد.

عبدول، من بنغلادش، عمل كحارس أمن من 2018 إلى منتصف 2021، وقال إنه لم يحصل على يوم إجازة لمدة ثلاث سنوات.

عمل زيكي، من أوغندا، في كأس العالم للأندية في فبراير 2021، وأخبر منظمة العفو الدولية كيف كان عليه إكمال جلسة تدريبية لمدة أسبوع استعدادا للبطولة حيث تم إجراء التدريب لمدة ثماني ساعات مباشرة بعد مناوبته المعتادة كل يوم.

وقال: “تخيل أنك تعمل في وردية مدتها 12 ساعة ثم يتم نقلك إلى مركز التدريب، لتتدرب مدة ثماني ساعات طوال الليل، ثم تذهب إلى العمل في الخامسة صباحا بحيث أنك تحصل على أربع ساعات من النوم في اليوم وأنت تتدرب طوال الأسبوع، إنهم يعتقدون أننا آلات”.

وسافر العديد من الحراس إلى قطر ودفعوا رسوم توظيف باهظة، ليجدوا أن الأجور وظروف العمل مختلفة تماما عما وُعدوا به، وأفاد البعض أنهم تعرضوا لغرامات كبيرة لمخالفات مثل عدم ارتداء الزي الرسمي بشكل صحيح، أو ترك وظيفتهم لاستخدام المرحاض دون أن يغطيه أحد.

قطر

وقال ستيفن كوكبيرن، رئيس العدالة الاقتصادية والاجتماعية في منظمة العفو الدولية: “كان العديد من حراس الأمن الذين تحدثنا إليهم يعلمون أن أرباب عملهم يخالفون القانون لكنهم شعروا بالعجز عن تحديهم”.

وأضاف أنهم تابعوا عملهم مرهقون جسديا وعاطفيا، واستمروا في أداء وظائفهم مهددين بفرض العقوبات المالية عليهم في حال التقصير أو إنهاء العقد أو الترحيل.

وعلى الرغم من محاولات قطر إجراء تعديلات على قوانين العمل لديها إلا أن التقدم الذي أحرزته في السنوات الأخيرة، يعتبر طفيفا ومعظمه نظري دون تطبيق عملي.

وتشير تقارير المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان إلى أن الانتهاكات في قطاع الأمن الخاص، والتي سيزداد الطلب عليه خلال كأس العالم، كبيرة وقد تسفر عن نتائج أسوأ، نظرا لأهمية هذا القطاع أثناء المونديال، وخاصة كون المجتمع القطري مجتمع محافظ ولن يقبل بسهولة التسهيلات الحكومية التي أباحت تناول الخمر والمشروبات الكحولية، إضافة لتساهلها في موضوع المثليين وعدم التعرض لهم.

وتقع المسؤولية الكبيرة على عاتق الفيفا التي يجب عليها بذل المزيد من الجهود لمنع الانتهاكات القطرية في قطاع الأمن الخاص المحفوف بالمخاطر بطبيعته، إلا إذا كانت توافق الفيفا على عسكرة الأمن الخاص بالمونديال، من خلال صمتها عن استقدام قطر للآلاف من قوات الشرطة التركية لمساعدتها في ضبط الأمن خلال المونديال.

Exit mobile version