‫الرئيسية‬ أخبار رئيسية “حليقو الذقن يرتدون الجينز”.. كيف مهد عملاء طالبان السريون لسقوط كابول؟

“حليقو الذقن يرتدون الجينز”.. كيف مهد عملاء طالبان السريون لسقوط كابول؟

الدور المحوري الذي لعبه هؤلاء العملاء بات واضحا الآن بعد ثلاثة أشهر من انسحاب الولايات المتحدة.

“حليقو الذقن يرتدون الجينز والنظارات الشمسية”، بهذه العبارة تحدث تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” عمن وصفهم بـ”عملاء طالبان السريين”، الذين تغلغلوا في الإدارات الحكومية والرسمية، قبل سقوط كابول بيد الحركة.

وبينما كانت القوات الأميركية تستكمل عملية خروجها في أغسطس الماضي، خرج هؤلاء العملاء من الظل في كابول والمدن الكبرى الأخرى، وسحبوا أسلحتهم لمساعدة باقي عناصر طالبان في الاستيلاء وفرض السيطرة من الداخل.

واعتبر التقرير أن الدور المحوري الذي لعبته هذه الخلايا السرية بات واضحا الآن بعد ثلاثة أشهر من انسحاب الولايات المتحدة، حيث سقطت المدن الأفغانية الواحدة تلو الأخرى وانهارت كابول في غضون ساعات دون إطلاق رصاصة واحدة.

طالبان في القصر الرئاسي

ونقل التقرير عن مولوي محمد سالم سعد، أحد كبار قادة طالبان الذي قاد “عمليات انتحارية واغتيالات داخل العاصمة الأفغانية قبل سقوطها، قوله: “كان لدينا عملاء في كل منظمة ودائرة”.

وأضاف: “الوحدات التي كانت تابعة لنا، سيطرت على المواقع الاستراتيجية في كابل”.

وتنتمي عناصر سعد إلى ما يسمى بقوة البدري التابعة لشبكة حقاني، وهي جزء من حركة طالبان.

ويشغل سراج الدين حقاني حقيبة وزارة الداخلية، وهو نجل الجهادي الشهير المناهض للسوفييت، جلال الدين حقاني، وأحد نواب زعيم طالبان الثلاثة ورئيس الشبكة القوية التي تحمل اسمه.

وصنفت واشنطن شبكة حقاني التي أسسها والده بأنها إرهابية، وكانت تعتبرها دائما واحدا من أخطر الفصائل التي تقاتل القوات الأفغانية وقوات حلف شمال الأطلسي على مدار العقدين الماضيين.

وتعهد مكتب التحقيقات الفدرالي دفع مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار مقابل أي معلومات قد تؤدي إلى اعتقال سراج الدين.

وعرفت شبكة حقاني باستخدامها الانتحاريين، وينسب إليها بعض أكثر الهجمات عنفا في أفغانستان في السنوات الأخيرة.

كما اتهمت الشبكة باغتيال بعض كبار المسؤولين الأفغان واحتجاز غربيين كرهائن، والإفراج عنهم مقابل فدية أو سجناء، مثل الجندي الأميركي بو بيرغدال الذي أطلق سراحه عام 2014 مقابل خمسة معتقلين أفغان في سجن غوانتانامو.

و قال سعد، وهو في مركز قيادة أمن مطار كابول، الذي يشرف عليه الآن: “كان لدينا أشخاص (عملاء) حتى في المكتب الذي أشغله اليوم”.

وفي 15 أغسطس الماضي، بعد أن فر الرئيس الأفغاني، أشرف غني من كابول، كان هؤلاء الرجال هم من استولوا على العاصمة، بينما بقيت قوات طالبان التقليدية في الخارج.

وكان محمد رحيم العمري، وهو قائد في قوة البدري، يعمل متخفيا في شركة لتجارة البنزين لعائلته في العاصمة الأفغانية، قبل استدعائه لـ”العمل” في ذلك اليوم.

وقال إنه تم إرساله و 12 آخرين إلى مجمع للمخابرات الأفغانية في شرق العاصمة، حيث نزعوا أسلحة الضباط المناوبين، ومنعوهم من إتلاف أجهزة الكمبيوتر والملفات.

وانتشرت خلايا أخرى للاستيلاء على منشآت حكومية وعسكرية أخرى ووصلت مطار كابول، حيث كانت الولايات المتحدة تبذل جهود إخلاء ضخمة.

مطار كابول

وكشف العمري أن قوة البدري لديها خلايا مجزأة تعمل في مهام مختلفة، مقاتلون مسلحون وجامعو تبرعات ومنخرطون في الدعاية والتجنيد.

كمران، الذي لم يرغب في كشف هويته الكاملة، تم تكليفه بتولي جامعة كابول، ووزارة التعليم العالي.

وقال وهو يبلغ من العمر 30 عاما من ولاية وردك غربي كابول، إنه أصبح مجندا لطالبان عندما كان يسعى للحصول على درجة الماجستير في اللغة العربية في الجامعة عام 2017.

ويقدر أنه على مر السنين، أقنع حوالي 500 شخص، معظمهم من الطلاب، بالانضمام إلى التمرد الذي تخطط له طالبان، وللحفاظ على انتمائه السري، حلق ذقنه وارتدى نظارة شمسية وبنطال جينز.

يتذكر قائلا: “تم استهداف العديد من أصدقائنا ذوي اللحى، ولكني لم أكن موضعا للشك يوما”.

وقال إن العديد من معارفه – زملائه السابقين والمدرسين والحراس – أدركوا لأول مرة أنه عضو في طالبان عندما ظهر حاملا مسدسا في 15 أغسطس.

وأضاف كمران، الذي يتولى في وظيفته الجديدة منصب رئيس الأمن في العديد من جامعات كابول: “لقد فوجئوا برؤيتي”.

وتعمل خلايا مماثلة تابعة لطالبان في مدن أفغانية رئيسية أخرى، وفي قندهار، ثاني أكبر مدينة في أفغانستان، قال المحاضر الجامعي أحمد والي حكمال، إنه طلب مرارا من قادة طالبان الإذن بالانضمام إلى الكفاح المسلح ضد الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة، بعد أن أكمل درجة البكالوريوس في الشريعة.

ويتذكر قائلا: “شيوخنا قالوا لا، ابقوا هناك، اعملوا في الجامعات”، مشيرا إلى أن طالبان أرسلته إلى الهند للحصول على درجة الماجستير في حقوق الإنسان من جامعة عليكرة الإسلامية.

وعندما عاد إلى قندهار، كان يركز على التجنيد والدعاية لطالبان، ولكن بعد سقوط كابل، أصبح المتحدث الرسمي باسم وزارة المالية التي تديرها الحركة المتشددة.

وسيطرت طالبان على السلطة في أفغانستان منتصف أغسطس وأطاحت الحكومة السابقة المدعومة من الولايات المتحدة، وتعهدت بإعادة الاستقرار بعد حرب استمرت 20 عاما.

عناصر طالبان

وشكلت طالبان حكومة ينتمي معظم أعضائها إلى الحركة، وإلى جماعة البشتون العرقية، وغابت عنها النساء.

‫شاهد أيضًا‬

فضيحة من العيار الثقيل.. الفساد القطري يصل للأمير تشارلز

كشفت الصحافة البريطانية عن حصول ولي عهد المملكة المتحدة الأمير تشارلز على حقائب تحتوي على …