
رئيس الفيفا يحور الحقائق لأجل قطر
رشوة قطر لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو تأتي بثمارها.
يبدو أن الاستثمار القطري في استقطاب الشخصيات المشهورة إليها كاللاعب الإنكليزي الشهير ديفيد بيكهام وغيره، لم يكن على سبيل الترويج للمونديال فقط بل كان له غايات ودوافع أخرى تتمثل في استئجار أولئك المشاهير للترويج للرواية القطرية ودعمها أمام العالم.
فمنذ أن كشف تحقيق نشرته صحيفة “سونتاغس بليك” السويسرية في 16 يناير من العام الحالي عن انتقال الرئيس الحالي للفيفا جياني إنفانتينو للإقامة في قطر، بدأت تتسرب المعلومات عن علاقة مشبوهة تجمع إنفانتينو بقطر.
وحسب مصادر مطلعة تحدثت لـ Qleaks فإن إنفانتينو تلقى رشاوى من النظام القطري لمساعدته في رد الهجمات الإعلامية ضده قبل بدء المونديال.

وتقول المصادر إن جميع التجاوزات والانتهاكات التي جرت وتجري في قطر هي حقائق دامغة ومن الصعب إثبات عكسها ولهذا لجأت الدوحة إلى إنفانتينو كونه يمثل أهم منصب في كرة القدم، وبالتالي يعتبر حديثه بمثابة تصريح رسمي، يمكن أن يخفف من حدة الفظائع أو يطمس بعض التجاوزات العالم الرهيبة التي ارتكبها نظام تميم في سبيل كأس العالم.
وبعد عدة أشهر بدأ يتبلور دور إنفانتينو ويظهر للعلن، عبر تحويره القضايا التي حازت اهتمام دولي كبير، إذ اعتبر أن العمال الأجانب في قطر يفخرون بالعمل الجاد، وذلك ردا على سؤال عن ظروف العاملين الأجانب في بناء ملاعب كأس العالم والبنية التحتية في قطر.
وقال إنفانتينو خلال المؤتمر العالمي لمعهد “ميلكن” في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة أن هؤلاء سيشعرون بالفخر لمشاركتهم في بناء ملاعب المونديال الذي يقام نهاية العام الحالي.

ويمثل تصريح إنفانتينو تحويرا كبيرا للحقيقة فهو يناقض مئات التقارير التي أصدرتها منظمات دولية وهيئات حقوقية كمنظمة العمل الدولية ومنظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، التي وثقت آلاف الإنتهاكات لقطر بحق العمال، وصورت معاناتهم وهضم حقوقهم من قبل أصحاب العمل.
كذلك سُئل إنفانتينو خلال المؤتمر عمّا إذا كان الفيفا سيقدم “أي نوع من الالتزام” لمساعدة عائلات العمال الذين ماتوا في قطر.
ومع العلم أن صحيفة الغارديان سبق وأن وثقت وفاة أكثر من 6000 عامل مهاجر في قطر، إلا أن جواب رئيس الفيفا لم يكن مباشرا على السؤال، إذ أشار إلى مسألة وضع حد أدنى للأجور وتحسين حقوق العمل في قطر قائلا: “دعونا لا ننسى ذلك الشيء عندما نتحدث عن هذا الموضوع، والذي هو العمل، وحتى العمل الجاد، والعمل الشاق”.

وأضاف: “أمريكا هي بلد الهجرة، هاجر والداي أيضا من إيطاليا إلى سويسرا، عندما تعطي عملا لشخص ما، حتى في الظروف الصعبة، فإنك تمنحه الكرامة والفخر، إنها ليست صدقة، أنت لا تتصدّق، لا تقدم شيئا لشخص ما وتقول حسنا ابق حيث أنت، أشعر أنني بحالة جيدة لأنني أستطيع أن أعطيك شيئا”.
وفي محاولة لإبعاد الشبهة عن مدى تورط الفيفا مع قطر زعم إنفانتينو إن ثلاثة أشخاص لاقوا حتفهم في أعمال بناء الملاعب، وقال: “عندما يتعلق الأمر ببناء ملاعب كأس العالم فنحن نحقق في كل تلك الأمور مع جهات خارجية”.
وأضاف أن عمّالا آخرين “ربما ماتوا في أعمال أخرى وما إلى ذلك، وبالطبع فإن الفيفا ليس شرطة العالم أو مسؤولا عن كل ما يحدث في جميع أنحاء العالم”.
يذكر أن إنفانتينو تعرض سابقا لانتقادات لاذعة بسبب علاقته المشبوهة مع الدوحة ونظامها، وأبرز هذه الانتقادات كانت من سلفه في رئاسة الفيفا سيب بلاتر، الذي صرح لمجموعة “CH Media” الإعلامية بأن “رئيس الفيفا الحالي يدخل في علاقة تبعية خطيرة مع قطر”.
وأضاف أنه شعر بأن ما حدث “حول إقامة إنفانتينو بالدوحة هو جزء من استراتيجية طويلة المدى لنقل مقر الاتحاد الدولي إلى خارج زيورخ”
في غضون ذلك، لا يزال إنفانتينو يخضع للتحقيق من طرف السلطات السويسرية، ويواجه إجراءات جنائية بدأت في يوليو 2020 بشأن اجتماعات غير رسمية مع المدعي العام الفدرالي السابق ميكائيل لاوبر.
وفي ذلك الوقت، كان لاوبر، الذي استقال لاحقا من منصبه، يحقق بشأن مخالفات قانونية يُعتقد أن الاتحاد الدولي لكرة القدم قد ارتكبها أثناء إسناد تنظيم منافسات كأس العالم لعام 2022 إلى قطر.
فضيحة من العيار الثقيل.. الفساد القطري يصل للأمير تشارلز
كشفت الصحافة البريطانية عن حصول ولي عهد المملكة المتحدة الأمير تشارلز على حقائب تحتوي على …