Site icon Qatar leaks

زيارة أوغلو لإسرائيل.. تمويه مفضوح

يائير لابيد ومولود جاوش أوغلو

ليست الحملات الإعلامية التي تقوم بها المحطات والمنصات المحسوبة على السلطات هي فقط من تعمل على التضليل وتحوير الحقائق، بل بات السياسيون يمارسونها علنا لكن بطرق مختلفة.

وتعتبر تركيا الدولة الأكثر تناقضا وإبداعا في أساليب المواربة السياسية والكذب على الشعوب، إذ أنه بالتزامن مع الزيارة التي أجراها وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى إسرائيل انبرى الإعلام الداعم للإسلام السياسي من أجل تبرير الزيارة وفي مقدمتهم قناة الجزيرة القطرية، التي رددت روايتها المعهود بأن تطبيع تركيا مع إسرائيل يأتي في صالح فلسطين.

مولود جاويش أوغلو ويائير لابيد

لكن ربما شعر الأتراك بأن الحملة الإعلامية غير كافية اليوم، ولا بد من اتخاذ إجراءات أكثر للمحافظة على الشريحة الإخوانية التي يستند عليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تثبيت حكمه.

وعليه قام أوغلو في معرض زيارته لإسرائيل بالذهاب إلى رام الله ولقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

محمود عباس ومولود جاويش أوغلو

ووصف مراقبون زيارة أوغلو لرام الله بالتمويه المكشوف، واعتبرها آخرون بأنها فرصة للفلسطينيين حتى يتمكنوا من الوقوف على حقيقة الموقف التركي ويعرفوا أن التصريحات السابقة التي تنتقد إسرائيل وتتباكى على المسجد الأقصى ليست أكثر من لعب على مشاعرهم ومحاولة لاستجلاب التعاطف.

وسعى وزير الخارجية التركي خلال زيارته إلى رام الله لإقناع الفلسطينيين بأن تطبيع العلاقة مع إسرائيل لن يكون على حسابهم، وأن الأمرين منفصلان تماما.

وخفف الوزير التركي تصريحاته بخصوص المواجهات في الأقصى؛ إذ قال إن الاشتباكات أزعجت بلاده، وأضاف: “من المهم بالنسبة إلى جميع المسلمين حماية حرمة ومكانة الأقصى”.

ويعتقد مراقبون أن أردوغان لم يعد في حاجة إلى الشعارات التي تغازل الفلسطينيين، كما لم يعد في حاجة إلى بيانات حركة حماس التي تشيد بمواقفه، فذلك صار من الماضي وفي مرحلة حققت أغراضها بلفت أنظار الإسرائيليين.

والآن يحاول الرئيس التركي استرضاء تل أبيب بهدف تطبيع العلاقات معها، إذ خلت خطبه في الفترة الأخيرة من الهجمات الكلامية التي كان يستخدمها بكثافة.

ورغم تأكيد وزير الخارجية التركي بأن تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل سيكون له “أثر إيجابي” من أجل حل “سلمي” للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لكن البيانات خلت من فلسطين أو قضيتها وارتكز حديث كل من أوغلو ويائير لابيد على العلاقات التاريخية والاقتصادية بين بلديهما وكيفية تحسينها لمصلحة البلدين فقط دون الالتفات لفلسطين وقضيتها.

ويرى محللون أن مراد هذا التقارب هو تلبية لرغبة أردوغان في تعزيز اقتصاد بلاده المتعثر، وفي إنجاز خط أنابيب غاز يربط تركيا بإسرائيل.

وقال أردوغان مؤخرا إنه منفتح على إصلاح العلاقات المتوترة بين تركيا وإسرائيل في أعقاب انخفاض الدعم الأمريكي لخط أنابيب الغاز المثير للجدل في البحر المتوسط.

رجب طيب أردوغان

وأضاف أردوغان أنه يعيد إحياء المحادثات مع إسرائيل بشأن فكرة قديمة لجلب غاز البحر المتوسط إلى الزبائن الأوروبيين عبر تركيا، زاعما “بصفتنا تركيا، سنبذل قصارى جهدنا للتعاون على أساس الربح للجميع، كسياسيين، لا ينبغي أن نكون هنا للصراعات بل للعيش في سلام”.

الجدير بالذكر أيضا أن جاويش أوغلو زار الأربعاء النصب التذكاري للمحرقة النازية “الهولوكوست” قبل أن يتوجه إلى زيارة المسجد الأقصى في القدس المحتلة، وفي ذلك ترتيب واضح للأولويات عند تركيا.

مولود جاويش أوغلو يكرم ذكرى ضحايا الهولوكوست

وهنا تكفي الصورة وزمنها لمعرفة حقيقة التصريحات الكاذبة والتضليل الإعلامي حول تركيا وسياساتها في المنطقة، وبأن أردوغان الذي رهن بلاده لسياسات قطر لن يكون أمينا على بلاد الغير.

مولود تشاوش أوغلو يزور المسجد الأقصى
Exit mobile version