Site icon Qatar leaks

تكريس لعلاقة سرية عمرها عشرات السنين.. طائرة للموساد في قطر

طائرة إسرائيلية تُنفذ مهاما للموساد

أفادت هيئة البث الإسرائيلي “كان” بأن طائرة خاصة مرتبطة بجهاز الموساد الإسرائيلي وتنفذ مهمات له في الأشهر الأخيرة، هبطت يوم الاثنين في العاصمة القطرية الدوحة.

وأوضحت الهيئة أن الطائرة أقلعت صباح الاثنين من مطار بن غوريون، وتوقفت في العاصمة الأردنية عمان، وبعدها واصلت طريقها إلى الخليج.

تشير المعلومات المسربة إلى أن قطر تحافظ على علاقات وثيقة مع إسرائيل داخل الغرف السرية وتتظاهر بمعاداتها علنا عبر الجزيرة أو من خلال التصريحات الرسمية لمسؤوليها وذلك بسبب رغبة الدولة باستمرار متاجرتها بالقضية الفلسطينية وبعواطف الشعوب العربية وتمثيل دور البطولة في حين أنها تعطي إسرائيل امتيازات كبيرة وبالمجان أحيانا فقط لنيل الرضا حسب ما تؤكد الوثائق وتصريحات المسؤولين الأمريكيين منهم أو الإسرائيليين.

ما يؤكد ذلك هو استعجال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، للظهور في مقابلة عبر موقع أكسيوس للحديث عن عدم إمكانية تطبيع العلاقات بين بلاده وإسرائيل، بزعم أن بلاده “فقدت الأمل” بعد حرب غزة 2008-2009، وذلك قبل وصول طائرة الموساد السرية بأسبوع واحد إلى قطر في زيارة كان مرتب لها على ما يبدو.

محمد بن عبد الرحمن آل ثاني

يشار إلى أنه عندما يتحدث وزير الخارجية القطري ضد إسرائيل، فدائما ما يكون هناك صفقة سرية تحاك خلف الكواليس، وقد حصل ذلك من قبل عندما صرح ذات الوزير في مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية حول التطبيع بقوله: “ننتظر دورنا في التطبيع إذا التزمت إسرائيل بمبادرة السلام العربية بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وإعادة اللاجئين.. ودولة قطر ستسير في هذه المسألة، أما الآن فلا نرى أي داعي”.

لتكشف بعدها صحيفة Globes الاقتصادية الإسرائيلية عن اتفاقية سرية بين قطر وإسرائيل تتعلق بتجارة الألماس.

وسمحت قطر بموجب الاتفاقية للتجار الإسرائيليين بدخول أراضيها وفتح مكاتب شركاتهم في منطقة التجارة الحرة المستقبلية.

وعلى الرغم من أن الاتفاقية تخص مسألة فنية ضيقة، لفتت الصحيفة إلى أنها تمثل مؤشرا على وجود اتصالات مباشرة بين الدولتين.

تاريخ حافل بالعلاقات المشبوهة

إن هذا النمط من العلاقات كرّسه أمير قطر السابق حمد بن خليفة بداية وامتد لعهد ابنه تميم بن حمد، ففي عهد حمد تم افتتاح المكتب التجاري في الدوحة من قبل رئيس الحكومة الإسرائيلي آنذاك شمعون بيريز عام 1996، وتؤكد المعلومات أنه لم يكن مجرد مكتب، إذ إن رئيسه كان يحوز رتبة سفير في الخارجية الإسرائيلية.

حمد بن خليفة

ولم يتم التوقف عند هذا الحد، بل تم توقيع اتفاقية لبيع الغاز القطري إلى إسرائيل، وإنشاء بورصة الغاز في تل أبيب، وجرى تأسيس قناة الجزيرة مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني 1996، لتتولى أكبر عملية تطبيع إعلامي على مدار الساعة.

التطبيع القطري أدهش الإسرائيليين

وكشف سامي ريفيل أول رئيس لمكتب تمثيل المصالح الإسرائيلية في قطر (1996-1999) عن تفاصيل أولى خطوات التطبيع القطري الإسرائيلي منذ عام 1996، وأن الدوحة هي من سعت إلى التطبيع بصورة أدهشت الإسرائيليين أنفسهم.

وأوضح “ريفيل” أن التطبيع مع قطر جاء برغبة ملحة من أمير قطر السابق حمد بن خليفة للحصول على شرعية تغطي انقلابه على والده، وبيّن أنه فتح شاشات الجزيرة القطرية لاستقبال رموز تل أبيب.

بدوره كشف إيلي أفيدار، عضو الكنيست الإسرائيلي، والذي تولى رئاسة مكتب التمثيل التجاري الإسرائيلي في قطر خلال الفترة (1999-2001) في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية” كواليس تفاصيل العلاقة بين الدوحة وتل أبيب، وسياسة قطر المتناقضة تجاه إسرائيل.

وأكد أفيدار أن “قطر تنتهج أسلوب الخداع والكذب في طبيعة علاقاتها القوية مع إسرائيل”، موضحا أن “النظام القطري حاول إيهام شعبه بعدم وجود أي علاقات بإسرائيل، وروج بأن قطر لا توافق على العلاقات مع إسرائيل، في حين أن النظام هو من طلب عقد اتفاق مع تل أبيب، وافتتاح مكتب تجاري إسرائيلي بالدوحة”.

وروى نماذج لأكاذيب قطر وخداعها، مشيرا إلى أنه “في عام 2000 كذبت قطر على الدول التي شاركت بمؤتمر القمة الإسلامية، قائلة: “إنها أغلقت مكتبنا، لكنني كنت هناك، وطلبوا مني أن أصمت، وألا أغادر البيت لمدة أسبوعين.. هذا أسلوب قطر، أسلوب الخداع والكذب وإخفاء علاقاتها بإسرائيل”.

وفي هذا الصدد، شدد على أن “سياسة قطر تلعب على الجبهتين، ففي الوقت الذي تقترب فيه من إسرائيل وتعقد اللقاءات مع قادتها بالخفاء، تطلب من قناة الجزيرة، الذراع الإعلامية لها، انتقاد تل أبيب بشكل علني”.

وحول حقيقة حرية الرأي في الإعلام القطري، قال: “الإعلام لم يتحدث إطلاقا عن المكتب الإسرائيلي، وكان دائم الانتقاد لتل أبيب، وكان يبلغنا دائما أن هناك حرية رأي وتعبير، لكن الواقع غير ذلك”.

وبيّن أنها فيما كانت تسعى قطر لتوثيق علاقتها بإسرائيل كانت تهاجم -عبر الجزيرة- أي دولة تريد فتح علاقات مع إسرائيل.

ولم تكن القضية الفلسطينية ومصالح الشعب الفلسطيني على أجندة حمد بن جاسم خلال فترة فتح مكتب المصالح الإسرائيلية بالدوحة، بحسب النائب الإسرائيلي.

وقال “أفيدور”: “إن الأخير لم يتحدث إطلاقا عن القضية الفلسطينية ولم يفعل شيئا لها، بل لم ينص اتفاق فتح المكتب الإسرائيلي على أي إشارة للقضية”.

وكشفت القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلي في تقرير سابق لها أن “حمد بن جاسم سبق والتقى وزيرة خارجية إسرائيل السابقة تسيبي ليفني في أحد الفنادق بنيويورك، مؤكداً رغبة الدوحة في إقامة علاقات دبلوماسية مع تل أبيب تتمثل في إنشاء سفارات وتمثيل تجاري، دون الاشتراط بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس”.

كما اعترف بن جاسم في حوار مع التلفزيون القطري في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2017 بأن “الدوحة أقامت علاقات مع تل أبيب تزلفا وتقربا من أمريكا وكان من المهم إقامة علاقة مع إسرائيل كي تفتح لك أبوابا كثيرة في أمريكا”.

حمد بن جاسم

حديث بن جاسم هنا كان يشير بوضوح إلى محاولة تثبيت حكم حمد بن خليفة أمير قطر السابق بعد انقلابه على والده في 27 يونيو/ حزيران 1995، حيث سارع أمير قطر السابق إلى إقامة علاقات مع إسرائيل، بعد عام واحد من توليه الحكم، كما أكدت شهادات ريفيل وأفيدور.

كما أسهمت سياسات حمد بن خليفة في تكريس الانقسام الفلسطيني، فعندما أعلنت حماس انقلابها على السلطة الفلسطينية عام 2007، وبسط سيطرتها على قطاع غزة والانفصال عن الضفة الغربية، أيدت الدوحة الخطوة ودعمتها ماليا ولا تزال.

وفي أكتوبر/ تشرين الثاني عام 2012، زار أمير قطر السابق قطاع غزة، واستقبلته حماس استقبال الفاتحين رغم معارضة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لأي تعامل مباشر مع حماس، وحينها قدم دعما ماليا للحركة الإرهابية قيمته 450 مليون دولار تحت ستار مشروعات إعادة إعمار غزة.

وأيضا كشفت برقيات سرية كتبها دبلوماسيون أمريكيون وسربها موقع ويكيليكس، كيف سعى الأمير السابق حمد بن خليفة آل ثاني لأن يظهر كبطل للرأي العام العربي من خلال استغلاله قضية غزة.

ففي برقية سرية كتبها السفير الأمريكي الأسبق في الدوحة، جوزيف لابارون، في 12 يناير/ كانون الثاني 2009 وقال فيها “استراتيجيا، يحاول الأمير حمد بن خليفة آل ثاني أن يضع نفسه في قضية غزة كبطل للرأي العام العربي، وتحاول عائلة آل ثاني الحاكمة أن تروّج هذا الرأي بشكل غير مباشر من خلال دعمها المالي وتوجيهها السري لقناة الجزيرة”.

في الواقع يلاحظ العديد من المتابعين للسياسة العلاقة السرية بين قطر وإسرائيل، دون حاجتهم إلى أدلة وبراهين تؤكد لهم ذلك، فالنظام القطري أصبح أسلوبه مكشوفاً إلا أنه يواصل المواربة ومحاولة اللعب على مشاعر الفلسطينيين والعرب، ويستغل حالة العداء الوهمية التي خلقها مع إسرائيل لاستجرار العواطف ولتكون منصة انطلاق له من أجل استهداف باقي الدول العربية التي يتهمها بخيانة القضية الفلسطينية بينما هو أكبر خائن لها.

Exit mobile version