Site icon Qatar leaks

في آن واحد.. قطر راعية الإرهاب وحليفة أمريكا الجديدة!

بايدن وتميم

ماذا يعني أن تكون قطر “حليفا رئيسيا من خارج الناتو “؟ وهل حصلت قطر حقا على مثل هذه الترقية المرموقة في علاقتها مع الولايات المتحدة؟

تُعرِّف وزارة الخارجية الأمريكية الحليف الرئيسي من خارج الناتو على أنه “رمز قوي للعلاقة الوثيقة التي تشترك فيها الولايات المتحدة مع تلك البلدان ويظهر احترامنا العميق للصداقة مع البلدان التي تمتد إليها”.

وقد استنكر العديد من الكتاب الأمريكيون تصرف الرئيس الأمريكي وتصنيفه قطر كحليف رئيسي خارج الناتو، لأن هذا التصنيف ليس مجرد كلام سياسي فإنه يمنح قطر العديد من الامتيازات السياسية والعسكرية المهمة، وتشمل بعض هذه الامتيازات القدرة على شراء ذخيرة اليورانيوم المنضب، وفي شراء فائض من المعدات العسكرية بسعر مخفض، وفرصة التدريبات العسكرية المشتركة، وأكثر من ذلك.

وقال إيغال كارمون مؤسس ورئيس معهد أبحاث وسائل الإعلام في الشرق الأوسط: “العلاقة بين قطر والولايات المتحدة غريبة، وليس لها أي معنى استراتيجي بسبب تاريخ قطر الواسع في دعم الإرهاب والتطرف”، إذ دعمت قطر قائمة الجماعات الإرهابية المعادية للولايات المتحدة بما في ذلك القاعدة وحماس وداعش، على سبيل المثال لا الحصر.

وفي كتابه التحذيرات، قال ريتشارد كلارك، المنسق الوطني السابق للأمن ومكافحة الإرهاب في إدارتي كلينتون وبوش، إن محاولة عام 1996 للقبض على الإرهابي خالد شيخ محمد فشلت بسبب قطر، ويعتبر الإرهابي خالد الرجل الذي كان العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر أخطر إرهابي على قيد الحياة، وكانت المخابرات الأمريكية قد حددت مكانه في قطر حيث كان موظف في إدارة مياه الدوحة، إلا أن الإرهابي خالد اختفى بعد ساعات من لقاء السفير الأمريكي بأمير قطر طالبا القبض عليه، لأنه بعد ذلك بوقت قصير، أبلغ القطريون الولايات المتحدة أنهم يعتقدون أنه غادر البلاد.

خالد شيخ محمد

وقال كلارك إن “خالد ذهب لتنظيم هجمات 11 سبتمبر، وتفجير بالي في إندونيسيا، وقتل الصحفي الأمريكي دانيال بيرل، وهجمات أخرى، فلو سلمه القطريون إلينا على النحو المطلوب في عام 1996، لكان العالم في مكان مختلف”.

كذلك تعتبر جمعية قطر الخيرية من أكبر المؤسسات الخيرية وأكثرها ارتباطا في قطر، وقد اتُهمت بتمويل الإرهاب في مناسبات عديدة.

ففي سبتمبر 2001 ، وهو نفس شهر هجمات 11 سبتمبر الإرهابية، نشرت جمعية قطر الخيرية هذا العنوان في رسالتها الإخبارية الرسمية: “الجهاد هو الحل!”، وجاء في مقال حديث على موقع المؤسسة الخيرية أن “الصدقات هي أيضا من المصلحة العامة للمسلمين، مثل بناء المساجد عند الحاجة، والإنفاق في مجال الجهاد في سبيل الله تعالى”.

قطر الخيرية

إلى جانب المساعدة في تمويل الإرهاب، قامت قطر بإيواء العديد من قادة الإرهاب؛ وسمحت باستخدام قناة الجزيرة التلفزيونية التي تديرها الحكومة لتسويق المنظمات الإرهابية، ودعمت طالبان، لتضمن لمقاتليها أن يحصلوا على رواتب أفضل من الجيش الوطني الأفغاني الذي تموله الولايات المتحدة، وأشار كارمون أيضا إلى أن “قطر مولت طالبان طوال وجود أمريكا في أفغانستان”.

كذلك فإن قطر أكبر راع للإخوان المسلمين، فعندما تولى الإخوان السلطة لمدة عام في مصر، أقرضتهم قطر 7.5 مليار دولار، كما تعهدت قطر بتقديم 250 مليون دولار لأكبر فرع للإخوان المسلمين، حماس، بعد عام من سيطرتها على قطاع غزة في عام 2008، وعرضت قناة الجزيرة العديد من البرامج المضيفة والمؤيدة للإخوان المسلمين.

وكان دعم قطر المستمر لجماعة الإخوان المسلمين والجماعات المتطرفة الأخرى السبب الرئيسي للأزمة الدبلوماسية التي عانت منها في يونيو 2017، عندما قطعت عدة دول عربية علاقاتها معها بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، قبل أن تعود العلاقات إثر اتفاق العلا 2021 ومع ذلك، لكن القضية الأساسية المتمثلة في دعم قطر للإرهاب ما تزال دون حل.

هذا مجرد بقعة ضوء على جبل حقيقي من الأدلة التي تكشف الازدواجية الدبلوماسية لقطر ومن المفارقات، أن إحدى الامتيازات الممنوحة الآن لقطر هي فرصة المشاركة في مبادرات مكافحة الإرهاب.

كما قال كارمون، إن إعطاء قطر تسمية “حليف رئيسي خارج الناتو ” من منظور السياسة الخارجية أمر لا معنى له على الإطلاق.

Exit mobile version