Site icon Qatar leaks

في قطر يموت الإنسان وتحيى الجوارح

مستشفى مخصص للصقور

أليس في بلاد العجائب هي الفتاة التي تسقط من خلال جحر أرنب إلى عالم خيالي ترى العديد من الأشياء والمخلوقات الغريبة، في رواية تتلاعب بالمنطق وتعتبر واحدة من أفضل الأمثلة على نوع الهراء الأدبي، كذلك دولة قطر فهي تشبه في تناقضاتها بلاد العجائب، فإن أسقطت الضوء على أي قضية في الداخل القطري تجد غرائب الأمور وفظائعها.

إن القطاع الصحي على سبيل المثال لا الحصر هو من أغرب ما ستجده في قطر، حيث يموت الإنسان ويحيى الحيوان، هناك في مشفى فخم حيث تتحرك الممرضات في اللباس الأزرق بخفة عبر الأجنحة المضيئة، وتصدر أصوات الصفير ووميض الشاشات من قسم الأشعة وغرف العمليات، ويقوم المتخصصون بالتحديق في صور الأشعة السينية والأطباء بإجراء شقوق باستخدام أدوات الجراحة الحديثة ذات التقنية العالية، أما الغرف فهي مليئة بشيء واحد فقط وهو الصقور.

مستشفى مخصص للصقور

ففي إمارة قطر الصغيرة الثرية، الأولوية لجوارح الصحراء، بينما المواطن القطري يعاني الويلات ما بين الكلفة العالية للمشافي وارتفاع أسعار الدواء، فضلا عن الاهتمام المحدود ما يؤدي في النهاية إلى زيادة الوفيات.

مستشفى مخصص للصقور

وغرد ناشطون قطريون حول فساد القطاع الصحي وردوه إلى الروتين والإجراءات الإدارية التي تأتي كأولوية على حساب صحة المرضى.

تجد في المشافي القطرية ما يدمي القلب من غرائب ولوعات، وعلى سبيل المثال لا الحصر مشفى سبيتار الذي يعتبر أحد أهم المشافي في الدوحة، يعاني من تردي واضح في الخدمة الصحية، وعلى الرغم من أنه مشفى حكومي، إلا أن القطريين يضطرون لدفع مبالغ طائلة لقاء العلاج فيه، بحجة ندرة العلاج أو نقصه، بينما يفتح أبوابه بالمجان أمام الرياضيين من مختلف دول العالم، وهو ما يفسر أين تذهب أموال الشعب القطري التي يستغلها تنظيم الحمدين في الترويج لنفسه على حساب صحة شعبه.

أما مشفى حمد الموجود في الدوحة أيضا، فلديه كم هائل من الفساد يشل أركانه بشكل كامل، فبالرغم من أن قطر ليس لديها تعداد سكان هائل إلا أن المرضى قد ينتظرون لشهور أو سنوات حتى يأتي دورهم لإجراء عملية جراحية في المشفى المذكور.

وهناك العديد من المرضى القطريين فقدوا حياتهم قبل أن يأتي دورهم للعلاج بحسب حساب “أم فهد” على تويتر التي فقدت صاحبته ابنها وتوفي قبل أن يأتي دوره في العلاج.

وما يزيد الطين بلة أن القطريين بحاجة لواسطة حتى تتم معالجتهم في بلدهم أو إعفائهم من الانتظار على الدور، بينما يجد أكثر من 30 ألف صقر سنويا العلاج الصحي لهم.

إن ما يثير الحيرة أن نظام تميم يمارس الترف بأبهى صوره، ويخطط لاستقبال كأس العالم، ويدعم الإرهاب والإسلام السياسي بمعظم البلدان، بينما يترك مواطنيه يعانون المرض.

فهل باتت سياسة تميم مبنية على تكديس الثروات وتوجيهها نحو دعم الإرهاب، بغض النظر عن صحة مواطنيه وراحتهم أم أن هذا النظام الدموي يمارس نوعا جديدا من الإرهاب الصحي كونه أصبح نظاما مدمنا على صناعة الإرهاب وترويجه.

Exit mobile version