Site icon Qatar leaks

قطر تؤمن سكنا لزوار كأس العالم عبر طرد المستأجرين

الدوحة

بعد إثارة العديد من التساؤلات حول كيفية استيعاب الدولة الخليجية الصغيرة لأكثر من مليون مشجع متوقع حضورهم كأس العالم، قامت السلطات القطرية بتقديم عدة اقتراحات كان معظمها مثير للسخرية، فمن فعالية كن أنت المستضيف التي اقترحت الحكومة القطرية من خلالها على السكان بأن يستضيفوا جماهير كأس العالم في بيوتهم، إلى طلب العون من الدولة الجارة إيران لتفتح جزيرتها كيش أمام المشجعين وتؤمن لهم السكن خلال أيام البطولة.

لتبدأ اليوم فكرة جديدة في الظهور لم تعلن عنها الحكومة هذه المرة إنما كشفتها الممارسات التي تجري مع السكان الأجانب، إذ تقوم قطر برفض تجديد العقارات المؤجرة أو رفع أسعارها إلى حدود خيالية، وفي بعض الأحيان تطرد المستأجرين وتطلب منهم البحث عن مكان آخر للسكن.

ويتحدث السكان داخل قطر أنهم بدأوا في تلقي تحذيرات بشأن التغييرات في عقود الإيجار منذ سبتمبر الماضي وكانت أولى علامات التحذير هي زيادة الإيجار السنوي، وعادة يتوقع المقيمين زيادة بنسبة 10 في المائة، ولكن هذا العام، تلقوا تنبيهات بأن إيجاراتهم ستزيد بنسبة تتراوح من 20 إلى 35 في المائة.

يشمل ذلك مساكن رفيعة المستوى مثل الموجودة في جزيرة اللؤلؤة، وهي جزيرة اصطناعية مطورة، وتتراوح إيجارات شقة بغرفة نوم واحدة عادة ما بين 1600 دولار و 2500 دولار شهريا.

جزيرة اللؤلؤة

كذلك يساور الشك القاطنين في الدوحة، بأن العقارات ستتضاعف لأي مستأجر محتمل من أكتوبر إلى ديسمبر 2022، في حال فضلوا البقاء في مسكنهم ولم يغادروه.

ويقول بعض السكان إنه فرض عليهم تجديد عقود الإيجار لمدة عامين بأسعار مرتفعة، تحت التهديد بالطرد، وذلك كون السلطات تعلم أنه بعد المونديال سينخفض الطلب على العقارات وإيجاراتها بشكل ملحوظ، وبالتالي تفرض على المقيمين الحاليين دفع مبالغ مضاعفة لتغطية ركود سوق العقارات المحتوم بعد انتهاء البطولة العالمية.

كذلك تقول وسائل إعلام إن الفنادق أغلقت حجوزاتها، ويقول بعض مرتادي الفنادق إن معظم الفنادق في قطر توقفت بالفعل عن تلقي الحجوزات بعد سبتمبر/ أيلول.

فنادق في الدوحة

رغم ذلك يرى الباحثون بأن جميع الوعود التي قدمتها قطر بشأن عدد الغرف الفندقية التي أعدتها للبطولة، قد تكون أقل بكثير من كل معيار متوقع.

فقد وعدت السلطات القطرية بحوالي 5000 إقامة فندقية جديدة قبل بداية نوفمبر، بالإضافة إلى أنه في عام 2016، خصصت الإمارة الغنية بالغاز 18٪ من ناتجها المحلي الإجمالي لمشاريع البنية التحتية.

ومع ذلك تلجأ إلى التقنين الفندقي وعدم السماح بالحجوزات كونها لم تتمكن من تأمين العدد الكافي من الغرف لاستيعاب المشجعين.

ويتساءل الأشخاص الذين اشتروا بطاقات لحضور المونديال، ترى هل سيكون متاحا لهم مأوى في قطر، أم أنهم سيبيتون بالعراء.

إلى ذلك تمتد أزمة السكن لتشمل العمال الأجانب المغلوب على أمرهم والذين تعرضوا لانتهاكات متنوعة خلال أكثر من عشر سنوات، فيما يبدو أنهم سيتعرضون لانتهاك آخر ينسف كل إصلاحات تميم المزعومة في مجال تحسين أوضاع العمال.

فبحسب العمال الذين تحدثوا لـQLeaks دون الكشف عن أسمائهم خشية من العقاب، فإن أرباب العمل رفعوا أجور وبدلات الإقامة، مما أثار المخاوف بأن العمال الذين بنوا كأس العالم قد يجبرون على المبيت في العراء خلال فترة المونديال لعدم قدرتهم على سداد النفقات، فضلا عن وجود شريحة عمالية واسعة شكت من عدم تلقيها أجورها في الأشهر الأخيرة.

Exit mobile version