تغمل قطر بجهد متواصل وعطاء منقطع النظير من خلال الثروة المالية الضخمة التي منحها لها القدر لبث نفوذها داخل المجتمعات، وفقًا لأجندتها الخاصة، وهو ما يظهر بجلاء في سياستها المالية نحو الجامعات والمعاهد التعليمية الأمريكية.
تكشف تقارير متعددة عن المبالغ الباهظة التي تقدمها الدولة الخليجية كتبرعات للجامعات الأمريكية، وبذلك يعد تدخل قطر نافذًا داخل الحرم الجامعي من دولة ترعى الإرهاب والجماعات المتطرفة.
كما أن هذه التبرعات يتم تقديمها بسخاء أكثر من مرة في السنة منذ عام 2012 ولا تزال مستمرة حتى الآن، والمعروف أن قطر تنفق تلك الأموال عن طريق “مؤسسة قطر” التي تدعي بأنها هيئة غير هادفة للربح.
تنتهج قطر استراتيجية مختلفة لدعم الجماعات الإرهابية، إذ تسعى لمد نفوذها في المجتمعات الغربية من أجل خلق مظلة تحميها و تضمن مخططاتها للبقاء الآمن.
من الجدير بالإشارة، أن محاولات اختراق البرلمان الأمريكي لم تكن جديدة، بل شملت جهود سابقة، إذ قدم مستشار الأمن القومي “كريس جوباتز” اتهامًا إلى السيناتور أندريه كارسن، ونائب ولاية مينيسوتا عن الحزب الديمقراطي كيث إليسون بالعمل لمصلحة جماعة الإخوان التي ترعاها قطر ماليًّا ولوجستيًّا.
وباعتبار قطر هي الممول الرئيسي لجماعة الإخوان وهي الراعي الرسمي لتحركات مفتي الجماعة يوسف القرضاوي، قامت جماعة الإخوان المسلمين بحملة لجمع التبرعات للنائب الديمقراطي جيري كونولي.
بناء على ذلك، جمع عناصر جماعة الإخوان في الولايات المتحدة تبرعات لصالح تمويل حملة نائب ولاية فيرجينيا جيري كونولي، الذي اشتهر بالاجتماع مع خيرت الشاطر قبل خوض الجماعة لانتخابات الرئاسة المصرية في 2012، وربما تفسر تلك الأموال المماطلة التشريعية في إعلان جماعة الإخوان هيئة إرهابية في البلاد.
وشارك في الحملة أكرم الزند وسامح الحناوي، الحليفان من جماعة الإخوان المسلمين ومقرهما الولايات المتحدة، في استضافة حملة لجمع التبرعات لصالح كونولي.
الدور الأمريكي في تنشيط المعارضة السعودية
بدأت المعارضة السعودية تنخرط في منظمات وأحزاب وحركات مدنية داخل الولايات المتحدة، وذلك بالتزامن مع تبلور موقف أمريكي جديد يجنح نحو توفير مظلة لهذه المعارضة.
ومع حلول الذكرى الثانية لمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في إسطنبول، بدا معارضو الخارج من السعوديين أكثر جرأة ووقاحة.
وقدم النائب الديمقراطي جيري كونولي عن ولاية فرجينيا، حيث كان يعيش خاشقجي، مشروع قانون لحماية المعارضين السعوديين، بدعم من النائب الجمهوري مايكل ماكول عن تكساس، مما أثار احتمالات تمرير التشريع.
من جهة أخرى، صادقت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي على قانون حماية المعارضين السعوديين.
The Protection of Saudi Dissidents Act, my bill to hold Saudi Arabia accountable for Jamal Khashoggi's death, just passed the House Foreign Affairs Committee.
The United States cannot tolerate the intimidation or killing of Saudi dissidents abroad.https://t.co/kZLSc7aDmn pic.twitter.com/X0eSnLqXpk
— Rep. Gerry Connolly (@GerryConnolly) October 1, 2020
تستمر قطر في ملاطفة السعودية في العلن بينما تمول المنظمات وتدفع للنواب الأمريكيين لطعنها من الخلف وإضعافها بالخفاء.