
قطر والتلاعب بقضية الإيغور
نظام تميم يسعى لتحويل الإيغور من أقلية مسلمة مضطهدة إلى تنظيم مسلح.
الغباء السياسي عادة لا يمكن التخلص منه، خصوصًا عندما يكون صانع القرار مجرد دمية لتنفيذ مصالح دول أخرى، حتى لو اضطر به الأمر لسحق شعبه أو المتاجرة بشعوب الأرض كلها، فمن يتشبث بمنصبه وكرسيه لا يمكن تصديقه عندما يحاضر في الأخلاق، وهنا نكشف لكم تباعا فصول تلاعب قطر بقضية الإيغور.
الإيغور أقلية عرقية تنتمي عرقيًا وثقافيًا إلى منطقة وسط وشرق آسيا، ويُعرفون على أنهم مواطنين في منطقة شينجيانغ الإيغورية ذاتية الحكم في جمهورية الصين الشعبية.
في لقاء على قناة الجزيرة عام 2019 كشف حبيب الله كوسني عضو “هيئة علماء تركستان الشرقية، وهي جزء من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين”، أنه تلقى تعليمه في جامعة قطر عام 1996، وهي الحقبة التي وسعت فيها قطر استضافتها لقيادات الإخوان المسلمين، الذين أشعلوا الحروب في جميع الدول التي منحتهم فيها قطر صلاحيات تحت ستار الدين، ويمثل هذا العام أيضًا سقوط كابل عاصمة أفغانستان بيد حركة طالبان حديثة النشأة حينها، وللمفارقة أيضًا فإن عام 1996 هو العام الذي تأسست فيه قناة الجزيرة التي باشرت مهمتها من اللحظة الأولى بأن تكون الذراع الإعلامية للإسلام السياسي وفكر الإخوان الذي تروجه قطر.
إذًا حاولت قطر منذ ذلك الزمن جر الإيغور إلى زاويتها بحيث تحولهم من أقلية مسلمة مضطهدة إلى تنظيم مسلح يكوي خاصرة التنين الصيني بالإرهاب.
ما الذي يريده تميم أيضًا؟
عند انبلاج فكرة عدم انصياع الإيغور للأجندة القطرية ركز تميم معظم اهتمامه على التحالف مع الصين ومع تركيا للهروب من المقاطعة الخليجية، لذلك بدأ التصعيد شرقًا محاولًا تبييض أموال إيران ومساعدتها على فتح طريق بري آمن باتجاه الصين لتتجاوز العقوبات الدولية عليها، وفي نفس الوقت أوجد للصين التي كان يحاول هو وأسلافه معاداتها سابقًا، مصدرًا للنفط الرخيص.
ليس هناك عجب من هذا فإيران عدوة الأمس أيضًا جعلها حليفة اليوم وربما غدًا تعود عدوة حسب مصالح نظام تميم ورغباته.
وللتأكيد نعود لقصة الإيغور ففي عام 2017 قالت وكالة بلومبيرغ أن قطر تراجعت عن خطاب أصدرته يدعم حق الحكومة الصينية في ملاحقة المتمردين ممن ينتمون إلى أقلية الإيغور المسلمة تحت ضغوط من واشنطن.
وقد تراجعت سلطات الدوحة عن قرارها بترحيل ناشط صيني مسلم مهتم بقضية الإيغور كان قد تم اعتقاله في مطار الدوحة.
فقطر تعتقل ثم تتراجع بضغط أمريكي فترضي الطرفين، لتغازل الصين بغمزة أنها اعتقلت وتغازل أمريكا بغمزة أنها تراجعت! وتعطي خدها للإيغور لعلهم يقبلون الإنصياع لرغباتها والانضواء تحت راية مخططاتها الإرهابية.
ماذا عن الداخل؟
كعادته يقع نظام تميم في معضلة الغباء السياسي إذ من الغباء أن يدين نفسه بقرارين متناقضين حول قضيتين متشابهتين تمامًا، ونسأل هنا ما هو الفرق بين الإيغوري بالنسبة للصين والمري بالنسبة لقطر؟
لماذا يحق لنظام تميم سجن أحرار آل مرة وسحب جنسية البعض منهم وحرمانهم من حقوقهم الدستورية؟!
ضعف تميم يجعله مستعدًا لتقديم شعب قطر كله كبش فداء لمصالحه، فمن أدمن التراجع عن المواقف والأذى ثم ترجى العفو لا نفع من إصلاحه.
فضيحة من العيار الثقيل.. الفساد القطري يصل للأمير تشارلز
كشفت الصحافة البريطانية عن حصول ولي عهد المملكة المتحدة الأمير تشارلز على حقائب تحتوي على …