Site icon Qatar leaks

لماذا يقلق الإخوان من الدراما؟

مسلسل "الاختيار 3"

تعرضت جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية إلى العديد من الانتكاسات خلال السنوات الأخيرة، بداية من طردهم من السلطة في الدول العربية مرورا بالخلافات الداخلية فيما بينهم التي أدت إلى شق صف الجماعة وتحويلها إلى عدة أجنحة متصارعة، وربما ليس انتهاء بكشف فضائحهم علنا عبر الدراما المصرية في مسلسل “الاختيار 3″، الأمر الذي يشكل قلقا كبيرا عند الجماعة الإرهابية.

مسلسل “الاختيار 3”

إن صناع الدراما المصرية، لم يعتمدون على تصوير قصص من الخيال، بالطريقة المعتادة من خلال العزف على أوتار المشاعر وإثارتها لكسب أكبر عدد ممكن من المتابعين وبالتالي تحقيق الشهرة والربح، بل اعتمدوا هذه المرة على الوثائقيات والمقاطع المصورة والمسجلة من داخل الغرف السرية وسراديب جماعة الإخوان المظلمة، التي كانت تحوي من مخططات ومؤامرات وخيانة وإرهاب يعجز أي صانع دراما عربية أو عالمية على أن يأتي بمثلها.

اللافت في الأمر أن هذه الدراما لاقت نجاحا باهرا ومتابعة كثيفة، فضلا عن التفاعل الواسع حولها على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ أن الجميع يتداولون المقاطع المصورة أو المسجلة التي تظهر بها قيادات الحركة الإرهابية وهي تخطط وتنفذ الأعمال الإجرامية في الحقبة القصيرة التي حكمت فيها جمهورية مصر.

محمد مرسي

إن ما يثير قلق الإخوان أكثر هي أن تلك الوثائقيات لا تقبل النقض ويصعب عليهم تكذيبها أو الإلتفاف عليها وكانت بمثابة تعرية لحقيقتهم السوداء، بعد قرابة قرن من الزمن حاول فيها الإخوان المسلمون من خلال أدبياتهم وتعاليمهم إخفاء تلك الحقيقة، حتى ظهرت الأدلة الثاقبة على مدى تورطهم بالإرهاب والعمالة ومناقضة أهم شعاراتهم الرنانة التي ثقبوا بها آذان الشعوب.

فبعد أن انتشرت هذه الدراما بشكل كبير واطلع عليها الصغير قبل الكبير، أصبح لدى الجماعة مشكلة جديدة في كيفية استقطاب الأجيال الجديدة، التي كانت تستميلها بسهولة سابقا عبر الشعارات والأقوال، والدعوة للتمسك بالدين والشرع وسوق الاتهامات للسلطة بالكفر ومخالفة شرع الله.

يقول مراقبون أن أكثر ما عجل بهزيمة الإخوان المسلمين وتقهقرهم هو وصولهم إلى السلطة، فعندما كانوا خارجها، كان البعض يصدقهم أو يتعاطف معهم، ويتبنى مشروعهم أو ينخرط به حتى، لكنهم بمجرد الوصول إلى السلطة عجزوا عن تطبيق أي شعار من شعاراتهم وبات شغلهم الشاغل كيف يتمسكون بكرسي الحكم لأطول فترة ممكنة.

ولم تلاقي الشعوب منهم عندما كانوا في السلطة إلا القمع والاستغلال الذي أدى بنهاية المطاف إلى أزمات كبيرة لحقت بالبلاد التي حكموها.

ولعل من أهم التسريبات التي كشفها مسلسل الاختيار ذلك التسريب الذي يكشف تناقض الشعارات مع الحقيقة، فالجماعة التي تزعم عداء إسرائيل تبين أنها تتحالف معها، وتعمل على حمايتها وضمان أمنها، جاء ذلك على لسان القيادي بتنظيم الإخوان خيرت الشاطر، والذي كان يشغل منصب نائب المرشد العام للإخوان، عندما قال: “لو حصلت ثورة جياع، في خطر على مصالحكم، وعلى مشروع إسرائيل، اليوم، عندما قال الشعب إنه عايز يروح للحدود مع إسرائيل، وقفنا وقلنا لا، واتصلنا بخالد مشعل (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس)، وقلنا له طلع بيان على الإعلام، قول فيه إننا لا نريد من المصريين أن يذهبوا.. نحن اليوم لا نريد انهيار البلد، لا نريد فوضى، ولا تخريب ضد مصالحهم.. ولسنا في حرب مع أحد”.

ويستمر المسلسل المصري حتى اللحظة بعرض ما لديه من وثائق وإدانات للتنظيم الإرهابي، وسط غضب وتخبط لدى الجماعة الإرهابية، التي لم تعد تعاني المظلومية كما كانت تزعم، ولم تعد أجهزة المخابرات وسلطات الدولة تترصدها فحسب، بل أصبحت مدانة أمام الرأي العام العربي بالكامل ومن الصعب عليها إن لم يكن مستحيلا تحصيل دليل براءة أمام الشعوب التي خبرتها سنين طوال وعاينت كل ما في جعبتها من كذب وتضليل وإرهاب.

Exit mobile version