Site icon Qatar leaks

ناقوس الخطر يدق في الرافدين.. فهل عاد داعش إلى العراق؟

داعش

تطور خطير بدأ يشهده العراق، وبات الوضع الأمني يتجه نحو التصعيد شمال البلاد وجنوبها وخاصة بعد سيطرة تنظيم داعش على قرية لهيبان في محافظة كركوك للمرة الأولى منذ دحر التنظيم وإعلان هزيمته في العام 2017.

السيطرة التي لم تستمر سوى ساعات قليلة قبل أن يفر عناصر داعش أمام ضربات القوات المشتركة ولكن هذه السيطرة حملت معها نتائج قاسية ذكرت العراقيين بجرائم التنظيم وويلاته التي جرها للعراق سابقا، وبحسب شهود عيان فإن إرهابيي داعش تمكنوا من السيطرة على القرية طوال الليل، وقاموا بتهجير أهلها وحرق مزروعاتهم ومنازلهم، وقتلوا عددا من الماشية.

الخاصرة الرخوة

يعيش في قرية لهيبان غالبية من العراقيين الأكراد وهي تتوسط مناطق سيطرة البيشمركة الكردية والجيش العراقي، وتقع في منطقة تسمى “الحياد الأمني” التي لا يسمح لقوات الطرفين بالدخول إليها.

وتشكل منطقة الحياد الأمني أو كما يطلق عليها محليا اسم “مناطق الفراغ الأمني” خاصرة رخوة للعراق يسهل على التنظيم الإرهابي استهدافها والاستيطان فيها، فهي تشكل ملاذا آمنا لعناصر التنظيم بسبب وعورتها وكثافة الأشجار فيها فضلا عن غياب التنسيق الأمني بين قوات البيشمركة والجيش العراقي.

قوات البيشمركة

يشار إلى أن هذا الهجوم ليس الأول من نوعه فقد نفذ داعش هجمات قبل أيام استهدف إحداها قضاء مخمور أسفر عن مقتل 15 شخصا بينهم مدنيين وآخرين من قوات البيشمركة، كما استهدفت هجمات التنظيم قرى “خضر جيحة” في جبال “قرة جوغ” بين محافظتي نينوى وأربيل، وأدى ذلك إلى مقتل عدد من البيشمركة، واستهدف هجوم آخر قبل نحو أسبوع قرية “كولجو” قرب منطقة كفري، التي تقع قريبا من حدود مشتركة لمحافظتي ديالى وصلاح الدين العراقيتين.

كذلك تحدثت مصادر أمنية عراقية عن إفشالها عملية تسلل لعناصر التنظيم الإرهابي عبر الحدود بين سوريا والعراق، محملين بكميات كبيرة من قذائف الهاون.

الوجود السري

وأشار تقرير للأمم المتحدة نشر في فبراير الماضي إلى أن “تنظيم داعش يحافظ على وجود سري كبير في العراق وسوريا ويشن تمردا مستمرا على جانبي الحدود بين البلدين مع امتداده على الأراضي التي كان يسيطر عليها سابقا”.

بينما تتحدث تقارير غربية أيضا بأن هناك نحو 10 ألف عنصر من تنظيم داعش يتوزعون ما بين بغداد وسوريا.

كل هذه الأحداث والمعلومات استدعت التحرك من الجيش العراقي والبيشمركة وتكثيف الجهود من أجل التعاون للقضاء على التنظيم الإرهابي وعدم السماح له بالظهور ثانية وهو ما أكده يحيى رسول الناطق الإعلامي للقائد العام للقوات المسلحة العراقية بقوله : “إن التنسيق عالي المستوى متواصل مع قوات البيشمركة لتأمين المناطق الفاصلة ومنع أي محاولة لبقايا داعش لإرباك الوضع الأمني”.

وقالت مصادر عسكرية، نقلت عنها صحيفة “عكاظ”: “إنّ قائد الجيش العراقي والمسؤولين الأكراد اتفقوا على زيادة عدد الألوية العسكرية من الجانبين، لشنّ هجمات على البؤر المعروفة التي يتحصن بداخلها “داعش”، ولفتت إلى أنّ التقارير الأمنية نصحت القيادة السياسية بإعلان حالة الطوارئ الجزئية.

هذا، وطالب قادة سياسيون عراقيون، مثل زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم ، وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في بيانات منفصلة، الحكومة والقوات الأمنية بـ”عدم التراخي”.

ومن جانبه استبعد رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي إمكانية عودة التنظيم الإرهابي إلى العراق، إذ قال “إنه لا مجال لعودة تنظيم داعش إلى المدن، ولا وجود لحواضن الإرهاب في البلاد”، جاء ذلك خلال كلمة ألقاها أمام قيادات الجيش والشرطة و”البيشمركة” في قضاء مخمور بمحافظة نينوى شمالي البلاد، الذي وصل إليه في وقت سابق الأربعاء، وفق بيان صدر عن مكتبه.

مصطفى الكاظمي

كذلك قال المتحدث الرسمي باسم جهاز مكافحة الإرهاب في العراق صباح النعمان “إن عمليات داعش الإرهابية لا ترتقي إلى مستوى التهديد الكبير، ولا يهدد التنظيم الإرهابي استقرارية المدن، لكنّ عملياته تُعدّ حوادث مؤسفة”.

كما شدد على أنّ قوات الأمن العراقية تقوم بتتبع ومراقبة عناصر تنظيم داعش الإرهابي، والضغط عليه في جميع المناطق، وهي كفيلة بحدّ حركة التنظيم الذي لا يستطيع التمدّد إلى المدن والقرى المجاورة.

Exit mobile version