هروب الأفغان.. إنسانية طالبان بعين الجزيرة القطرية

صورٌ عديدة ظهرت أمامنا خلال الأيّام الماضية، لقطات هوليودية تُظهر امتطاء المواطنين الأفغان لطائرات نقل أمريكية وهي تغادر مطار كابول، عشرات الآلاف يحاولون التقاط بارقة أمل تأخذهم بعيداً عن بطش طالبان التي باتت تستبيح مدينتهم وتعيث فيها شراً وإرهاباً.

مشاهد تنذر بأن ملايين غيرهم سينزحون إلى أي وطن بديل عن بلدهم المستباح من طالبان وداعميها.

موجات نزوح الأفغان كانت قد بدأت منذ أوائل يونيو الماضي، بعد إعلان الولايات المتحدة بسحب قواتها من أفغانستان وتجلي صورة الاتفاق بينها وبين حركة طالبان، وقد سجل شهر يونيو فقط مئات الآلاف من اللاجئين إلى تركيا وإيران وباكستان وطاجكستان.

وبحسب مراقبين فإن ثلث الشعب الأفغاني سينزح عن بلاده في الأيام المقبلة.

“إرهاب” المدنيين وتعامي الجزيرة

رغم حركة النزوح الكبيرة وحالات الهلع المتزايدة إلا أن المتابع للوضع الأفغاني عبر شاشات الجزيرة القطرية لن يشاهد إطلاقاً أي حالات اعتداء من قِبل عناصر طالبان على الأهالي، القناة التي اعتمدت سابقاً “الشّاهد العيان” كراوٍ حصري وموثوق خلال ثورات الربيع العربي، والقناة التي قسمت شاشتها لعشر شاشات واستحدثت عدة قنوات متفرعة عن القناة الأم فقط لتضخيم الأحداث وإصدار أوامر العمليات وإيهام العالم بسقوط مدن بيد “الثوار” بينما هم في الحقيقة بعيدين عن أسوارها عشرات الكيلومترات.

كما لم توثق عدسات الجزيرة انتهاكاً واحداً ارتكبه مقاتلو طالبان بحق المدنيين.

ما نراه اليوم أن الجزيرة تسوق لحركة طالبان الإرهابية بتلميع صورتها وإظهارها بمظهر حضاري وإنساني قابل للحياة، وتحث دول العالم على إقامة علاقات طبيعية ودبلوماسية معها كمقدمة لتكون طالبان لاعباً إقليمياً فاعلاً في المنطقة بحكم الموقع الجغرافي المتميز لأفغانستان.

ولأجل ذلك لم تلتفت الجزيرة إلى عشرات المقاطع التي عرضت على المواقع العالمية ومعظم القنوات الإعلامية التي توثق اعتداء طالبان على الأهالي في أفغانستان، لأنها تضحد بشكل قطعي روايتها المزعومة عن “إنسانية طالبان”.

وكعادتها على قلب الحقائق روجت الجزيرة كذبتها وادعت أن حركة النزوح الهائلة للأهالي ما هي إلا دليل على إنسانية حركة طالبان بقولها إن الحركة تفتح المجال للهاربين بشكل حضاري دون أن تعترض أحداً منهم.