
هل يضحي الإخوان المسلمون بحركتهم؟
الجماعة تفقد تميزها التنظيمي بسبب الصراعات الداخلية المحتدمة على القيادة.
مضى قرن من الزمان على تأسيس جماعة الإخوان المسلمين، وقد أرخت تلك الجماعة بظلالها على السياسات العالمية والعربية نظرا لما لاقته من دعم واستثمار من القوى العالمية من أجل توظيفها لخدمة مصالحها ومطامعها وخاصة في الساحة العربية، الأمر الذي أطال بعمر الجماعة الإرهابية وجعلها تتغلغل في العديد من المجتمعات.
ولكن بعد هذه المدة ربما بدأت الجماعة تفقد تميزها التنظيمي، إذ تعيش حاليا أصعب فتراتها بسبب الصراعات الداخلية المحتدمة على القيادة، صراعات تصطدم مع المبادىء التي وضعها حسن البنا لأقدم جماعة إسلامية، وفق تقرير من مجلة “الإيكونوميست”
ويقول التقرير بأن قادة الجماعة في اسطنبول ولندن باتوا اليوم يتبادلون الإهانات، ويتهمون بعضهم البعض بالفساد، بل الأسوأ من ذلك أنهم أصبحوا يتهمون بعضهم بالعمل لصالح وكالات التجسس الأجنبية.
وتعليقا على ذلك، يقول أسامة جاويش العضو السابق بالجماعة والذي يعيش في بريطانيا: “بدلا من التضحية بأنفسهم، فإنهم يضحون بالحركة”.
ومنذ إنشائها، كانت الخلافات موجودة داخل جماعة الإخوان المسلمين حول الاستراتيجية والتكتيكات، لكنها تفاقمت في عام 2013.
ونشأت الخلافات بعد أن أعطى “الحرس القديم” الأولوية لبقاء الإخوان على قيد الحياة ودافعوا عن نهج براغماتي في التعامل مع الدولة المصرية، في حين فضل آخرون موقفا أكثر تصادمية، ودعوا إلى العنف.

كما نشأ خلاف جديد بين أعضاء الحرس القديم حول من يجب أن يقود جماعة الإخوان، فمن جهة، هناك إبراهيم منير، الذي خلف محمود عزت في منصب مرشد الجماعة بالنيابة بعد القبض على الأخير في مصر العام الماضي.
ومن جهة أخرى هناك محمود حسين، الأمين العام السابق للجماعة، الذي علق عمله منير في أكتوبر/ تشرين الأول، مع خمسة أعضاء بارزين آخرين، بسبب مزاعم فساد.
وبعد رفضه قرار تعليق عمله، أصدر محمود حسين والأعضاء الخمسة بيانا يقيل منير من منصبه.

وفي حين يشرف منير الذي يعيش في لندن على التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وله علاقات جيدة مع الحكومات الأجنبية، فإن حسين الذي يعيش في اسطنبول يسيطر على موقع الجماعة على الإنترنت، إضافة إلى حسابات الجماعة المصرفية، كما يسيطر على قناة وطن التابعة للجماعة التي تتخذ من اسطنبول مقرا لها.
ويواجه حسين انتقادات بأنه يطيح بخصومه فضلا عن قيامه بوقف المدفوعات المالية لأسر المعتقلين التابعين للجماعة، ويقول عزام التميمي القيادي في جماعة الإخوان المسلمين بالأردن إن “محمود حسين يتعامل مع الإخوان على أنها ملك له”.

وأدى الخلاف العلني غير المعتاد، الذي ينطوي على حملات تشويه من الجانبين، إلى إلقاء جماعة الإخوان المسلمين في حالة اضطراب، في وقت تتلقى به الجماعة الضربات القاسية في عدة بلدان عربية.
فقد أطاحت الانتخابات بهم في المغرب من الحكومة، بينما أزاحهم قيس سعيد من البرلمان والسلطة في تونس وفقدوا الحكم أيضا في السودان.

فضلا عن ذلك كله فإن أبرز دولتان داعمتان للجماعة هما قطر وتركيا اللتين قدمتا الملاذ للإخوان في المنفى، ودعمت كل منهما الجماعة كوسيلة لإظهار النفوذ.
وهما حاليا في وضع مختلف، فالأولويات تتغير مع الزمن وإن كانت قطر مستمرة بدعم الإخوان المسلمين إلا أن فاتورة المونديال أرهقتها وهي اليوم شاهدة على فشل الجماعة وخلافاتها ولا يمكن لها أن تبدد أموالها في دعمهم بلا فائدة.
أما تركيا الدولة التي تعاني من تدهور في اقتصادها والعديد من المشاكل الداخلية فضلا عن العزلة الدولية التي تسببت بها سياستها الداعمة للإخوان باتت تحاول التخلص منهم وطردهم خارج الديار التركية، وكل ذلك امتثالاً لرغبة بعض الدول وفي مقدمتها مصر التي اشترطت وقف الدعم التركي للإخوان وطردهم مقابل تطبيع العلاقات بين الدولتين.
ويقول التميمي: “الحركة العالمية لم تعد موجودة”.
لقد انتعش الإخوان في ظل موجات القمع في الماضي، لكن ليس من الواضح كيف سيحدث ذلك الآن، حيث يقع على عاتق قادتها عادة تسوية الخلافات الداخلية.
وفي حين أن الأعضاء منقسمون حول من يتبعونه، يشعر الكثير منهم بخيبة أمل، كما يشتكي الأعضاء الأصغر سنا من قلة الوجوه الجديدة في قمة التنظيم.
فضيحة من العيار الثقيل.. الفساد القطري يصل للأمير تشارلز
كشفت الصحافة البريطانية عن حصول ولي عهد المملكة المتحدة الأمير تشارلز على حقائب تحتوي على …