‫الرئيسية‬ أخبار رئيسية وثائق سرية.. قطر تدعم جمعية تركية مولت الإرهاب بملايين الدولارات

وثائق سرية.. قطر تدعم جمعية تركية مولت الإرهاب بملايين الدولارات

"IHH" قدمت الدعم اللوجستي لمختلف الجماعات الجهادية بما في ذلك تنظيم القاعدة وداعش.

تلقت مؤسسة حقوق الإنسان والحريات والإغاثة الإنسانية في اسطنبول (İnsan Hak ve Hürriyetleri ve İnsani Yardım Vakfı أو IHH)، وهي مؤسسة “خيرية” تعمل مع وكالة المخابرات التركية، تمويلا بـ 85.2 مليون ريال قطري (23.4 مليون دولار) بين عامي 2012 و 2018.

IHH

وبدأ التمويل القطري من خلال 81 شريحة على مدى أربع سنوات من قبل جمعية الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية، والمعروفة أيضا باسم جمعية عيد الخيرية، وحصل هذا في العام 2012، عندما مولت حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان المتمردين والمسلحين في سوريا بما في ذلك الجماعات الجهادية.

وأكدت البيانات المسربة من قبل منتدى الشرق الأوسط، وهي مؤسسة فكرية مقرها فيلادلفيا، والتي نشرها موقع نورديك مونيتور التركي، إقدام مؤسسة عيد الخيرية على تمويل هيئة “IHH” والعديد من المنظمات الإسلامية الأخرى في جميع أنحاء العالم، بعضها له صلات بجماعات إرهابية.

واتهمت الوثائق كل من هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية “IHH” وجمعية عيد الخيرية بتمويل الإرهاب، وخاصة عمليات القاعدة في مناطق مختلفة من العالم.

كما ظهرت أدلة تشير إلى أن منظمة “IHH” قدمت الدعم اللوجستي لمختلف الجماعات الجهادية الإسلامية بما في ذلك تنظيم القاعدة وداعش.

وقد قُدمت أولى التهم الخطيرة ضد شبكة هذه المؤسسة الخيرية المثيرة للجدل من قبل المدعي العام التركي في كانون الثاني/ يناير 2014 بعد أن كشف تحقيق للشرطة عن قيام هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان بتهريب أسلحة إلى جهاديين تابعين للقاعدة في سوريا.

وأدى التحقيق الجنائي، إلى كشف حجم المساعدات المالية والمستلزمات الطبية التي تلقاها الإرهابيون في سورية بمساعدة تركيا.

حسب استنتاج المدعي العام أن المنظمة شاركت في المخطط وهي تعلم جيدا ماأهية المشاركة فيه، فلم تكن مشاركتها عشوائية أو فردية، بل كانت مخططا متعمدا بمعرفة الإدارة العليا لـ “IHH”.

وخوفا من أن يؤدي توسيع التحقيق إلى ظهور شخصيات بارزة في هيئة “IHH” وكشف الروابط مع الحكومة التركية، سرعان ما تحرك رئيس الوزراء أردوغان لإلغائه، وقامت الحكومة بإقالة واعتقال جميع رؤساء الشرطة والمدعين العامين الذين كشفوا عن التعاملات السرية لـ “IHH” مع الجماعات الجهادية.

وفي السياق ذاته شهد علي فؤاد يلمازر ، الرئيس السابق لقسم استخبارات الشرطة المتخصص في الجماعات الدينية المتطرفة، في جلسة استماع أمام المحكمة بتاريخ 16 أغسطس 2016 أن “حملات IHH مصممة لتقديم المساعدة للجهاديين المنخرطين في الإرهاب في جميع أنحاء العالم وتقديم المساعدة الطبية، والتمويل واللوجستيات والموارد البشرية للجهاديين”.

وأضاف يلمازر أنه قدم بنفسه تقارير مفصلة عن علاقات منظمة “IHH” الإرهابية بأردوغان عندما كان رئيسا للوزراء.

كما تم إثبات صلات منظمة “IHH” بداعش في قضية قضائية في تركيا، وفقا لشهادة امرأة تركية تُدعى ميرف دوندار، زوجة المقاتل الداعشي محمود غازي دوندار، وكلاهما مدرجان على أنهما انتحاريان مشتبه بهما من تنظيم داعش، إذ شهدت أمام المحكمة بأن هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان قدمت الإمدادات اللوجستية إلى المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش.

وزعمت أنها “كانت توزع الإمدادات التي تقدمها منظمة IHH على المحتاجين”.

إلى ذكرت وثائق سرية أيضا أن منظمة “IHH” أرسلت أسلحة إلى الجماعات الإسلامية في ليبيا، باستخدام سفينة لإيصال الإمدادات الإنسانية.

وفي المقابل كشفت روسيا عن تورط دامغ لمنظمة “IHH” بالأنشطة الإرهابية، وفقًا لوثائق استخباراتية تم تقديمها إلى مجلس الأمن الدولي في 10 فبراير 2016، حيث كشف السفير الروسي فيتالي تشوركين، الممثل الدائم لدى الأمم المتحدة في ذلك الوقت، عن وثائق استخباراتية روسية تفيد بأنها سجلت أرقام لوحات الشاحنات التي أرسلتها هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى سوريا محملة بالأسلحة والإمدادات الموجهة للجماعات الجهادية بما في ذلك جبهة النصرة.

علي بن خالد الهاجري، رئيس إدارة المشاريع في مؤسسة عيد الخيرية ، يلقي كلمة في بلدة الريحانية التركية الحدودية قبل إرسال الشاحنات إلى سوريا في يونيو 2013 بمساعدة هيئة الإغاثة IHH

وليس من المستغرب أن يكون مدير الرواتب القطري للرابطة، عيد الخيرية، موضع جدل أيضا بشأن صلاته بالجماعات الإرهابية.

فوفقا لمنظمة كارنيجي للسلام الدولي، إن المنظمة “ربما تكون أكبر منظمة إغاثة تسيطر عليها السلفية وأكثرها نفوذا في العالم”.

وتم وصف مؤسسها عبد الرحمن النعيمي على أنه إرهابي عالمي من قبل وزارة الخزانة الأمريكية في 18 ديسمبر 2013.

وذكرت وزارة الخزانة أن النعيمي يقدم دعم مالي كبير للقاعدة في العراق والصومال واليمن ويعمل كمحاور بين قادة القاعدة في العراق والجهات المانحة التي تتخذ من قطر مقرا لها.

وفي 23 سبتمبر 2014، أضافت لجنة الجزاءات المفروضة على تنظيم القاعدة التابعة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اسمه إلى قائمة الأفراد والكيانات الخاضعين للجزاءات المالية المحددة الهدف، وحظر السفر، وحظر توريد الأسلحة، كما اتُهم العديد من المسؤولين الآخرين في جمعية العيد الخيرية برعاية الإرهاب.

وعمل النعيمي على نحو وثيق مع علي بن عبد الله السويدي، وهو مواطن قطري آخر والمدير العام لمنظمة العيد الخيرية.

وفي حزيران/ يونيو عام 2017، تم تعيين السويدي كمموّل للإرهاب في قائمة مشتركة وضعتها المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والبحرين.

علي بن عبد الله السويدي، المدير العام لجمعية عيد الخيرية، مع رئيس منظمة IHH فهمي بولنت يلدريم في أبريل 2016 مقاطعة هاتاي الحدودية التركية

يذكر أن منظمة عيد الخيرية ليست المنظمة القطرية الوحيدة التي أرسلت التمويل إلى الجمعية، حيث مولت مؤسسة قطر الخيرية، والهلال الأحمر القطري، والعديد من المؤسسات الأخرى ، العمليات العالمية التي قامت بها الهيئة.

‫شاهد أيضًا‬

فضيحة من العيار الثقيل.. الفساد القطري يصل للأمير تشارلز

كشفت الصحافة البريطانية عن حصول ولي عهد المملكة المتحدة الأمير تشارلز على حقائب تحتوي على …