Site icon Qatar leaks

وثائق سرية واعترافات.. تركيا تجنس الإرهابيين

تركيا

تركيا تجدد العهد وتحتضن جماعات الدم وتمنحهم مزيدا من الحقوق أبرزها الجنسية والمشاركة السياسية، فقد منحت السلطات التركية جنسيتها لعدد من الإرهابين و الإخوان المسلمين الفارين إليها، كما أثبتت الأحداث والوقائع على مدى السنوات الماضية تورط نظام أردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية بدعم وتمويل وتسليح التنظيمات الإرهابية.

إذ كشف موقع نورديك مونيتور وثيقة رسمية تثبت منح تركيا جنسيتها لداعمي للإرهاب، فقد أعلنت الحكومة التركية في الجريدة الرسمية في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني أنها صادرت أصول عدة أشخاص في نطاق قانون منع تمويل الإرهاب، ومن بين أولئك الذين تم الاستيلاء على أصولهم مشتبه بهم يُعتقد أنهم قدموا دعما لمنظمات جهادية متطرفة في الشرق الأوسط.

واتضح أن مواطنا عراقيا مُنح الجنسية التركية رغم الاتهامات له بتحويل أموال إلى حماس وتنظيم داعش في العراق وسوريا وصُنف كراعٍ للإرهاب من قبل وزارة الخزانة الأمريكية عام 2019.

هذا الإرهابي العراقي اسمه مروان مهدي صالح (المعروف أيضا باسم مروان مهدي صالح الراوي) وحددته وزارة الخزانة الأمريكية كرئيس تنفيذي لشركة Redin Exchange، التي كان اسمها التركي الرسمي Redin Danışmanlık İç ve Dış Ticaret Limited Şirketi، وهي شركة استشارات وتجارة خارجية تمت المصادقة عليها من قبل الولايات المتحدة في 10 سبتمبر 2019 وتقوم بتحويل الأموال إلى حماس.

مروان مهدي صالح

وأدرجت وزارة الخزانة الأمريكية أيضا في إعلانها الرسمي المنشور في 2019 تحويلات مالية يعتقد أنها تمت من خلال شركة Redin، حيث تم تحويل اثنتين من هذه التحويلات بقيمة 6 ملايين دولار من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي إلى حماس وحزب الله في عام 2018.

تفصيل آخر مهم في القرار الذي نشرته تركيا اعتبرت من خلاله أن مروان صالح البالغ من العمر 37 عامًا هو مواطن من جمهورية تركيا ويستخدم الاسم التركي بولات ديفيجي أوغلو، لكن صالح، المولود في العراق، لم يُشار إليه كمواطن تركي في وثائق شركة Redin الرسمية في عام 2015، وربما حصل على الجنسية التركية بعد ذلك.

وعلى الرغم من تصنيف مروان على أنه الممول لحماس وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، فإن الإعلان التركي عن انتمائه إلى داعش فقط هو انعكاس لحقيقة أن تركيا لا تعتبر حماس وفيلق القدس منظمتين إرهابيتين.

وقد اعتادت الحكومة التركية أن تعلن بسرعة أنها أدرجت في القائمة السوداء الأشخاص والشركات التي فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عليها عقوبات، في محاولة منها للقضاء على مزاعم دعمها للجماعات الإرهابية.

ويذكر أن حكومة الرئيس أردوغان قد أخفت سابقا تحقيقا جنائيا سريا مع عملاء وكيانات فيلق القدس في فبراير 2014، وكان التحقيق، الذي بدأ في عام 2010، يبحث في الشركات والجمعيات والكيانات المرتبطة بفيلق القدس، و تم إدراج بعض كبار المسؤولين الحكوميين، بمن فيهم اثنان من كبار مستشاري أردوغان، في قائمة المشتبه بهم في التحقيق.

وبالإضافة إلى صالح، تم معاقبة شخصين آخرين لمساعدة التنظيمات الإرهابية المتطرفة، تم تصنيفهم كرعاة للإرهاب من قبل وزارة الخزانة الأمريكية في 28 يوليو 2021، وهما حسن الشعبان المتهم بتنسيق نقل القاعدة للأموال إلى تركيا، وفاروق فوركاتوفيتش فايزيماتوف المتهم بتقديمه الدعم لهيئة تحرير الشام.

ولم تكن الوثائق التي نشرها موقع نورديك مونيتور هي الوحيدة التي تدين تركيا بمنح جنسيتها للإرهابيين بل أن هناك العديد من الحالات التي ظهرت للعلن إما عبر التسريبات السرية أو وسائل الإعلام أو باعتراف الإرهابيين المجنسين أنفسهم.

“رب لا تمتني مصريا”

فذلك الذي قال “رب لا تمتني مصريا” هو ياسر العمدة، الإخواني الهارب من مصر، وقال كلماته هذه عقب حصوله على الجنسية التركية.

وكشف العمدة، وهو إرهابي مدان بعدة قضايا في مصر “أن السلطات التركية منحته الجنسية”، مضيفا أن عددا من مذيعي قنوات الإخوان المقيمين في إسطنبول حصلوا على الجنسية أيضا ويستعدون لاستلام جوازات سفرهم الجديدة.

وأضاف العمدة: “تشرفت بالجنسية التركية، والجنسية التركية هي شيء كبير بالنسبة إليَّ”، مشيرا إلى أنها إحساس مختلف، معبرا عن فخره بالانتماء إلى تركيا باعتبارها قوة اقتصادية وعسكرية، مؤكدا أن مساعيه في ما سماه بـ”التحرر” وعدم استجابة الناس لدعاوى الحرية تجعله يشعر بالغضب.

منح الجنسية لـِ 12 قياديا في حركة حماس المُصنّفة إرهابية

كشفت صحيفة التلغراف البريطانية سابقا أن تركيا تمنح الجنسية لكبار قادة حماس فضلا عن توفير الملاذ الآمن لهم، مما يثير مخاوف بشأن تنامي قدرة الحركة الفلسطينية على تنفيذ هجمات إرهابية، وتساؤلات حول علاقة أنقرة بالمنظمات المتطرفة.

وقال مصدر لم يكشف عن اسمه لصحيفة التلغراف إن سبعة من الأعضاء الـ 12، الذين يمثلون كبار المسؤولين في حركة حماس، حصلوا على الجنسية التركية بالإضافة إلى جوازات السفر.

وقالت التلغراف إن بعض أعضاء حماس يعيشون بأسماء تركية مستعارة، مُشيرة إلى أنّها اطلعت على أوراق هوية تركية تُظهر أن واحداً على الأقل من بين الأعضاء الـ 12 المذكورين حصل على الجنسية التركية.

ووصفت التلغراف الأعضاء بأنهم “خلية إرهابية تابعة لحماس”، حيث تمّ تصنيف الحركة، التي تدعمها إيران أيضا، على أنها منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدّة دول عربية، كما تمّ حظر جناحها المسلح في بريطانيا.

مرتزقة ليبيا و وعود أردوغان

في وقت سابق، أكد الجيش الوطني الليبي، ظهور عناصر لتنظيم داعش الإرهابي، ضمن جحافل المرتزقة التي نقلها النظام التركي إلى طرابلس.

وكشفت القيادة العامة للقوات المسلحة، إنشاء أردوغان لشركة أمنية، تحولت إلى ذراع لتنظيم الإخوان، من أجل تنفيذ عمليات إرهابية، وذلك لمنحهم الجنسية التركية.

وأثبتت الأدلة تورط الرئيس التركي في دعم الإرهاب بالأراضي الليبية، بعد أن وعد أردوغان بمنح الجنسية التركية للمرتزقة، وذلك لتفادي أي شبهة إرهاب في المستقبل، بالرغم من أنهم متطرفون، ويشكلون خطرا على جل دول العالم.

واتهم الجيش الليبي، النظام التركي، بالعمل على إيواء الإرهابيين الموالين له في ليبيا.

ويحصل هؤلاء المرتزقة على دعم كبير من تركيا، من المال والسلاح والحصول على الجنسية، مقابل القتال في ليبيا، وقد حصل الكثير من القادة الميليشيات المسلحة على الجنسية التركية وجوازات سفر.

وكشفت الباحثة التركية، إليزابيث تسوركوف، المتخصصة فى حقوق الإنسان 7 يناير 2020، أن الحكومة التركية وعدت المرتزقة الموالين لها، بالحصول على الجنسية التركية، في حال الاستمرار في القتال في ليبيا، لمدة 6 أشهر.

كما كشف أيضا نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي فتحي أشيكال أن الإرهابيين من تنظيم داعش يحصلون على الجنسية التركية بمساعدة من حكومة أردوغان.

ونقلت صحيفة زمان التركية عن أشيكال تأكيده في تقرير بأن حكومة أردوغان منحت الجنسية لعشرات الآلاف من الأشخاص بينهم العديد من ذوي الخلفيات المتطرفة والإرهابية.

وأوضح أن التنظيمات الإرهابية باتت تستقر في تركيا وإرهابيي داعش يحصلون على جنسيتها مؤكدا أن “الهجرة غير المنضبطة أسفرت عن تغييرات جذرية في الهيكل الثقافي والاجتماعي لتركيا”.

وكان رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال كليتشدار أوغلو جدد التأكيد مؤخرا على أن أردوغان يتحمل مسؤولية المشاكل التي تعاني منها البلاد في سياساتها الخارجية.

كمال كليتشدار أوغلو

رغم هذا الكرم التركي في توطين الإرهاب وتجنيسه يبقى اللاجئ العادي مضطهد من الحكومة التركية، فهل يهدف أردوغان إلى تحويل الجنسية التركية إلى جنسية إرهاب؟

Exit mobile version