
وثائق مسربة تكشف تمويل أردوغان لجماعة إسلامية في هولندا
أردوغان يستثمر في توسيع نطاق الأيديولوجية الإخوانية في تركيا وخارجها باستخدام الموارد الحكومية.
نشر موقع Nordic research and Monitoring Network وثيقة مسربة من أرشيف مؤسسة تركية تديرها عائلة الرئيس رجب طيب أردوغان تكشف عن عمل المؤسسة للترويج للإسلام السياسي في هولندا، باستخدام أموال الحكومة التركية.
ووفقا للوثيقة المكونة من صفحتين، بعنوان إعلان الشراكة، أنشأت مؤسسة الشباب التركي المعروفة اختصارا بتوغفا (TÜGVA) مشروعا مشتركا مع جبهة إسلامية سياسية في هولندا ومقرها روتردام في يونيو 2016، وتمت تغطية التمويل من قبل الحكومة التركية.
ويملك مؤسسة توغفا نجم الدين بلال أردوغان، نجل الرئيس، ويعمل بشكل وثيق مع وكالة الاستخبارات التركية، وهذا ما يؤكد الفضيحة الكبرى التي انتشرت الشهر الفائت حول قيام أردوغان، بتأسيس “دولة موازية” داخل الدولة من خلال مؤسسة تابعة لنجله بلال.

وتؤيد الجبهة الإسلامية الهولندية أيديولوجية جماعة الإخوان المسلمين التي تهدف إلى تعزيز الإسلام السياسي في حكم البلاد، والتي يأتي أردوغان من خلفيتها، الذي استثمر بقوة في توسيع نطاق الأيديولوجية الإخوانية في تركيا وخارجها، باستخدام الموارد الحكومية.
ويحمل الإعلان توقيع نجلاء أردوغان، رئيسة منظمة الرؤية الوطنية للمرأة في جنوب هولندا، نيابة عن الجبهة القومية الإسلامية، بينما وقع صالح جيل، المدير العام آنذاك لتوغفا، وثيقة المؤسسة، كما تم تفويض جيل لتوجيه المشروع المشترك.
واللافت أن هذا المشروع هو واحد من العديد من المشاريع التي تسعى توغفا والمنظمات الشقيقة لها للمساعدة في الترويج لأيديولوجية أردوغان في أوروبا.
وقد أثارت حملة التدخل التي شنتها الحكومة التركية أزمة دبلوماسية في العام 2017 عندما رفضت الحكومة الهولندية منح الإذن للوزراء الأتراك بالظهور في التجمعات الانتخابية في روتردام لحشد الدعم للتعديلات الدستورية التي من شأنها أن تمنح أردوغان سلطات رئاسية شبيهة بالإمبراطورية.
ورغم الحظر، عبرت الوزيرة التركية، فاطمة بتول سايان كايا، وهي إسلامية متشددة، إلى هولندا من ألمانيا بعد عدم السماح لطائرة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بالهبوط في 11 مارس 2017، وطُردت من قبل الشرطة، ما أدى إلى اشتباكات بين أنصار أردوغان والشرطة الهولندية.

وشبه أردوغان الهولنديين بالنازيين لرفضهم السماح لوزرائه بالتحدث في التجمعات الحاشدة في هولندا، ووصفهم بـ”بقايا النازيين والفاشيين”، وهدد بأن “يدفع الهولنديون ثمنا” لأفعالهم.
وظلت الحكومة الهولندية بقيادة رئيس الوزراء مارك روته متحدية على الرغم من تهديدات أردوغان وقالت إنها قد تتخذ مزيدا من الإجراءات إذا لم يخفف أردوغان من لهجته التحريضية.
وفي العام الماضي، أبرم أردوغان صفقة مع أوغوزان أصيل تورك، زعيم الرؤية الوطنية ورئيس مؤسسة الرؤية الوطنية، من أجل توسيع قاعدة دعمه وجذب بقية الإسلاميين الذين شككوا في حكمه، لكن المشروع توقف بوفاة أصيل تورك في 1 أكتوبر 2021.
وشغلت حكومة أردوغان العديد من مناصب الخدمة المدنية بأشخاص لديهم خلفية من الرؤية الوطنية بعد حملة تطهير واسعة النطاق في عام 2016 تم فيها طرد ما يقرب من 150 ألف شخص من الخدمة العامة بموجب مراسيم رئاسية أصدرها أردوغان.
كما عيّن الرئيس التركي رفيقه الإسلامي، شعبان ديشلي، سفيرا لهولندا في سبتمبر 2018.
في الوقت الذي صدر فيه الإعلان المشترك مع الجماعة الإسلامية الهولندية، كان إسماعيل إيمانت، الصديق المقرب لبلال نجل أردوغان، رئيسا لـ توغفا، وهو الآن عضو في المجلس الاستشاري الأعلى للمؤسسة.
تم التحقق من صحة المذكرة من قبل “Enes Eminoğlu”، الرئيس الحالي لـ توغفا، الذي اعترف بأن شخصا ما من الداخل قد سرب الوثيقة.
تجدر الإشارة إلى أن الجبهة القومية الإسلامية ليست الجماعة الإسلامية التركية الوحيدة التي تدعم توغفا، فقد قامت مؤسسة ديانت الهولندية خلال الخلاف مع هولندا في مارس 2017، بحشد الشباب الأتراك للتجمع أمام القنصلية العامة الهولندية في اسطنبول للاحتجاج على حظر الحملة في هولندا.
فضيحة من العيار الثقيل.. الفساد القطري يصل للأمير تشارلز
كشفت الصحافة البريطانية عن حصول ولي عهد المملكة المتحدة الأمير تشارلز على حقائب تحتوي على …