‫الرئيسية‬ أخبار رئيسية أردوغان لن يتخلى عن الإخوان

أردوغان لن يتخلى عن الإخوان

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم يبدل جلدته الإخوانية.

قام قيادي في جماعة الإخوان المسلمين بزيارة إلى تركيا مؤخرا، وقد لقي الزائر أسامة جمال الأمين العام لمجلس المنظمات الإسلامية بالولايات المتحدة والوفد المرافق له معاملة حسنة واستقبال حفيف من قبل مسؤولي حكومة أردوغان، مما يشير إلى أن الرئيس التركي ليس مستعدا للتخلي عن جماعة الإخوان المسلمين رغم محاولة حكومته تطبيع العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر وإسرائيل وسط مصائب بالاقتصاد التركي.

أسامة جمال

واجتمع أسامة جمال، مع الرئيس أردوغان وعددا من المسؤولين الحكوميين في 25 مايو 2022، وتمت استضافة الوفد في القصر الفخم الذي بناه أردوغان في واحدة من المساحات المفتوحة النادرة المتبقية في أنقرة وسط احتجاج وانتقاد كبير.

تظهر الصورة المسربة من الاجتماع المغلق أن جمال كان جالسا على يمين أردوغان، مقابل نائب الرئيس فؤاد أقطاي، وإسلامي آخر هو أفكان علاء وزير داخلية سابق، الذي يدير عمليات خارجية نيابة عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، وكذلك كان ضمن الاجتماع أيضا المبعوث الرئاسي الخاص إلى ليبيا، أمر الله إشلر، الذي يحمل آراء متعاطفة مع تنظيم داعش.

أسامة جمال يجلس بجانب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في القصر الرئاسي

وفي وقت لاحق، قام علي أرباش، رئيس مديرية الشؤون الدينية التركية (ديانت) باستقبال جمال والوفد المرافق له.

أسامة جمال والوفد المرافق له يلتقطون صورة أمام مبنى ديانت

وطلب أرباش من الوفد عقد اجتماعاته في المجمع الديني الذي بنته تركيا في لانهام بولاية ماريلاند عام 2016 بتكلفة 110 ملايين دولار، علما أن المركز تديره ديانت ويعمل كذراع تبشيرية لحكومة أردوغان في تصدير الإسلام السياسي إلى الخارج.

كما طلب من الوفد أن يكونوا أكثر فعالية في الولايات المتحدة وكندا، قائلا إنهم بحاجة إلى محاربة ما وصفوه “العداء تجاه الإسلام”.

وتأتي زيارة جمال ووفده في وقت يتخذ فيه أردوغان خطوات لتطبيع العلاقات مع السعودية والإمارات ومصر وإسرائيل، فيما يبدو أن التقارير التي تفيد بأن حكومته كانت تضييق الخناق على أنشطة الإخوان المسلمين في تركيا لم تكن إلا أساليب تكتيكية أكثر من كونها إعادة تنظيم استراتيجي من أجل كسب الود في القاهرة والرياض وأبوظبي.

ويقول مراقبون إنه رغم التنازلات الواضحة التي قدمها أردوغان في ملف الإخوان المسلمين ودعمهم، إلا أن هذه التنازلات لم يكن لها وزن أو دلالة جذرية على تخليه عنهم، ففي جميع تنازلاته للقاهرة لم يسلم إخوانيا واحدا للسلطات المصرية، رغم مطالبتها بتسليمها الفارين.

كما أنه عندما ذهب وطبع علاقاته مع الإمارات والسعودية لم يخرج منه تصريح واحد يدين الإخوان المسلمين، كما أنه في معظم تنازلاته ونشاطاته لم يقل عن الجماعة يوما بأنها إرهابية كما تصفها جميع الدول التي يعمل أردوغان جهده على تطبيع العلاقات معها.

مما يدل على أن أردوغان لم يتخلى عن الإخوان المسلمين، إنما يمارس تكتيك سياسي لركوب الموجة، ومحاولة إنقاذ نفسه من الورطة الكبيرة التي أوقع نفسه بها جراء دعمهم على مدى سنوات، والتي أودت باقتصاد تركيا إلى حافة الانهيار.

كذلك لا بد من الإشارة إلى أن أردوغان عندما كثف من دعم الإخوان المسلمين وحمل لواء قضيتهم واعتبر نفسه خليفة المسلمين، كان يريد تحقيق غايات عديدة من خلالهم، إلا أن مشروع الإسلام السياسي ذهب أدراج الرياح، وأصبح الإخوان في حالة يرثى لها سياسيا وحتى تنظيميا نتيجة الخلافات بين بعضهم.

الإخوان المسلمون

ولهذا فإن الرئيس التركي المحسوب على الإخوان لا بد أن يأفل نجمه مع أفول نجمهم ولهذا من الطبيعي أن نشهد فتور في العنجهية الأردوغانية وانخفاض التصريحات الرنانة والتمويل والدعم السياسي للتنظيم، لأن هذا الوضع فرضته الحالة الراهنة ولا يعتبر تغير في سياسة أردوغان وحزبه الحاكم.

وما جرى في تونس مؤخرا وقيام الرئيس التركي بدعم حركة النهضة الإخوانية والوقوف إلى جانبها ضد الرئيس التونسي قيس سعيد ورفض إجراءاته الدستورية ضد الإخوان المسلمين، ما هو إلا مثال بسيط على أن أردوغان لا يمكن أن يبدل جلدته الإخوانية مهما حصل.

‫شاهد أيضًا‬

فضيحة من العيار الثقيل.. الفساد القطري يصل للأمير تشارلز

كشفت الصحافة البريطانية عن حصول ولي عهد المملكة المتحدة الأمير تشارلز على حقائب تحتوي على …