‫الرئيسية‬ أخبار رئيسية أفغانستان.. مصير غامض وأجندات تركية قطرية لتحويل البلاد إلى ملاذ آمن للإرهاب

أفغانستان.. مصير غامض وأجندات تركية قطرية لتحويل البلاد إلى ملاذ آمن للإرهاب

أردوغان يسعى إلى استنساخ تجربة التدخل الليبية في أفغانستان.

بعد استيلاء حركة طالبان على السلطة في أفغانستان في أغسطس 2021، لا تزال البلاد تتجه نحو عدم الاستقرار، مع مأساة إنسانية تلقي بظلالها على المشاهد بأجندات تركية قطرية خاصة لتحويل البلاد إلى ملاذ آمن للإرهاب.

لقد كان الانسحاب الأمريكي من أفغانستان بعد عقدين من الحرب بمثابة بداية منافسة إقليمية ودولية لملء الفراغ، في حين عززت قطر وباكستان علاقاتهما مع الحاكم الجديد في البلاد (طالبان) من خلال لعب ما تسميه “دور الوسيط”.

وعلى مر التاريخ، دفعت أفغانستان ثمنا بموقعها الاستراتيجي، وتكلفة الغزو العالمي، في بعض الأحيان، لأنها في موقف يتسم بأهمية جغرافية استراتيجية بالغة الحساسية؛ فهي تقع وسط المناطق الآسيوية الرئيسية مثل آسيا الوسطى وجنوب وغرب القارة والشرق الأقصى.

فإن تمتع أفغانستان بهذا الموقع الجغرافي الحساس، جعلها ممرا هاما لعبور صادرات النفط والغاز الطبيعي من آسيا الوسطى إلى بحر العرب، ناهيك عن ثروتها في الموارد الطبيعية وغيرها من الموارد المعدنية.

أفغانستان

وقبل الانسحاب الأمريكي من البلاد في آب/ أغسطس، أعلنت الولايات المتحدة موافقتها بأن تتحمل تركيا المسؤوليات الأمنية هناك بعد الانسحاب، وخاصة تأمين مطار كابل، وهو المرفق الاستراتيجي الحيوي، بالتعاون مع قطر، التي تشارك في تركيا في دعم الجماعات الإسلامية السياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ويبدو أن أردوغان يسعى أيضا إلى استنساخ تجربة التدخل الليبية في أفغانستان، إذ كشفت صحيفة “لو فيجارو” الفرنسية أن شركة أمنية قريبة من أردوغان ترسل دفعات من المرتزقة إلى أفغانستان.

تركيا وقطر تعززان دورهما

عززت قطر وتركيا، وهما أقرب البلدين إلى الحركات الإسلامية المتطرفة، دورهما في البلاد من خلال الحوار الدبلوماسي مع طالبان، تحت اسم الإشراف على مطار كابول، كما أبرمت مؤخرا اتفاقية بين واشنطن والدوحة لإدارة المصالح الدبلوماسية للولايات المتحدة في أفغانستان.

وفي تصريح لمنير أديب، الباحث في الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، قال: “إن أسباب تعزيز قطر وتركيا لموقفهما في أفغانستان يأتي من خلال إقامة علاقات دبلوماسية مع طالبان وارتباط الطرفين الوثيق بالمنظمات الإرهابية”، وأضاف: “أن وجود حركة طالبان في السلطة أمر عظيم بالنسبة لكل من قطر وتركيا، ولذلك فقد كانا الداعمين الرئيسيين في المفاوضات، وأعتقد أنهما كانا وما زالا يقدمان الدعم لضمان نجاح تجربة الطالبان في الحكم”.

منير أديب

وتابع قائلا: “إن تحقيق هذه المسألة سينعكس إيجابيا على كل من تركيا وقطر، حيث يدعم البلدان منظمات الإسلام السياسي، ويصب نجاح تجربتها في مصلحة كل منها، لأن هذا الدور الداعم والترحيبي للمنظمات يوفر الملاذ الآمن للإسلام السياسي، لا سيما مع الضغوط الدولية على البلدين لمنع استقبال المنظمات الإرهابية على أراضيهما، والبديل هنا هو أفغانستان، لأن وضعها السياسي يسمح باستقبال قادة هذه المنظمات”.

إلى ذلك وتحت مزاعم الوساطة القطرية الشكلية، التقى ممثلو حكومة طالبان بمسؤولين أمريكيين وأوروبيين منذ انسحاب الولايات المتحدة، لإجراء محادثات قيل أنها تهدف إلى معالجة عدة قضايا بما في ذلك توفير المرور الآمن لأولئك الذين يرغبون في مغادرة أفغانستان، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، واحترام حقوق المرأة، وتجنب تحول أفغانستان إلى ملاذ للجماعات الإرهابية ولكن لم يتحقق أي تقدم على أرض الواقع.

وكانت المخاوف التي حذر منها المتخصصون في شؤون الإرهاب ، من أن أفغانستان ستصبح بؤرة للإرهاب وتجارة المخدرات قد تحققت بالفعل بعد أن استولت الحركة على السلطة، إذ أن التفجيرات الإرهابية تضرب البلد من وقت لآخر.

وفي هذا السياق قال قائد القيادة المركزية الأميركية فرانك ماكنزي إنه من الواضح أن تنظيم القاعدة كان يحاول إعادة بناء وجوده داخل أفغانستان ، مضيفا أن بعض المتشددين كانوا قادمين إلى البلاد عبر حدودها الهشة، ولكن كان من الصعب على الولايات المتحدة أن تتتبع الأرقام.

ملاذ الإرهاب الآمن

ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن الآلاف من المقاتلين ومؤيدي طالبان يتدفقون الآن إلى أفغانستان، قادمين من باكستان المجاورة؛ استجابة لنداءات القادة ورجال الدين ذوي النفوذ، بهدف تعزيز قدرات الحركة القتالية وزيادة خبرتها الإدارية.

عناصر طالبان

وتعليقا على هذا، قال منير أديب، الباحث في الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي: “لقد تحولت أفغانستان، تحت حكم طالبان، إلى ملاذ آمن لكل مجموعات العنف والتطرف والتنظيمات الإسلامية السياسية، بدءا بتنظيم القاعدة ومرورا بتنظيم داعش وغيره من المنظمات التي قد تكون محلية أو إقليمية انتشرت في المنطقة العربية”.

وأبرز أديب الدعم الذي قدمته الحركة لتنظيم القاعدة في السابق، بقوله: “واستضافت طالبان القاعدة التي نفذت تفجيرات 11 أيلول/ سبتمبر 2001، فضلا عن رفضها تسليم أسامة بن لادن، أحد مؤسسي القاعدة، وقال الملا محمد عمر، زعيم حركة طالبان حول ذلك الأمر حينها أن أسامة بن لادن هو ضيف أفغانستان ولن يسلموه إلى الولايات المتحدة الأمريكية”.

حذر أديب من أن أفغانستان ستصبح وجهة لمنظمات الإسلام السياسي ومرتزقة داعش. فمن المتوقع أن تتزايد حالات القتل والعنف في أفغانستان لأن طالبان حركة متطرفة.

تجارة المخدرات لدعم تمويلها الذاتي

تؤكد تقارير عديدة أن حركة طالبان تعتمد على تجارة الأفيون لتمويل نفسها.

الأفيون

وفي هذا السياق، ذكر مكتب الأمم المتحدة المختص أن إيرادات إنتاج المواد الأفيونية الأفغانية خلال عام 2021 تراوحت بين 1.8 بليون دولار و2.7 بليون دولار ، أي ضعف ما كانت عليه من قبل.

وعادة ما يتم تهريب معظم المخدرات من أفغانستان عبر إيران إلى تركيا، حيث يتم نقلها إلى جماعات المافيا في جميع أنحاء العالم.

وكشف زعيم المافيا التركية، سادات بكر، خلال سلسلة من التغريدات والفيديوهات له في السابق، عن تورط حكومة أردوغان ووزرائه في قضايا الفساد وتهريب الأموال والاتجار بالمخدرات.

الأزمة الإنسانية والاقتصادية

تتزايد حالات القتل وانتهاكات حقوق الإنسان وعدم الاستقرار بشكل كبير في أفغانستان، وبما أن هذا البلد قد صنف كأقل البلدان أمنا خلال عام 2021 وفقا لمعهد الاقتصاد العالمي والسلام، وبالإضافة إلى الواقع الاقتصادي المتدهور الذي يعيشه الأفغان، وكما صنفت لجنة الإنقاذ الدولية أفغانستان، التي يبلغ عدد سكانها نحو 40 مليون نسمة كأسوأ منطقة مشاكل إنسانية في العالم، في قائمة لجنة رصد الطوارئ الخاصة لأبرز الأزمات في جميع أنحاء العالم.

وأظهرت آخر دراسة استقصائية أجراها برنامج الأغذية العالمي أن 98 في المائة من الأفغان لا يملكون ما يكفي من الغذاء، وتوقع صندوق النقد الدولي أن يتقلص الاقتصاد الأفغاني بنسبة 20-30 في المائة في عام 2022.

بعد نحو أربعة أشهر من الإطاحة بالحكومة الأفغانية واستيلاء طالبان على السلطة في كابول، يعاني الشعب الأفغاني من الفقر، ويعاني أكثر من نصف السكان الأفغان من الجوع الشديد، بمن فيهم مليون طفل معرضون للجوع.

ولا تزال حقوق الإنسان منتهكة، ويزداد الفساد وتختفي النزاهة، وزادت معدلات الفقر بشكل كبير، ناهيك عن الحالة الأمنية التي تشهد تدهورا كبيرا نتيجة للانفجارات التي ضربت البلد، وبالإضافة الى حالات القمع وانتهاك الحريات التي تتعرض لها المرأة في البلد.

وحتى الآن، لم تظهر أي مؤشرات إيجابية من حركة طالبان فيما يتعلق بحقوق الإنسان، وتناقضت القوى العالمية مع نفسها من خلال إقامة علاقات دبلوماسية مع الحركة دون إيلاء أي اهتمام للملف الإنساني، وشكل الإدارة في البلاد، والحقوق والحريات.

‫شاهد أيضًا‬

فضيحة من العيار الثقيل.. الفساد القطري يصل للأمير تشارلز

كشفت الصحافة البريطانية عن حصول ولي عهد المملكة المتحدة الأمير تشارلز على حقائب تحتوي على …