Site icon Qatar leaks

اضطهاد المثليين وملاحقتهم.. قطر بين مطرقة الفيفا وسندان جدري القرود

جدري القرود

تحولت قضية المثليين في قطر من قضية للمتاجرة بها والترويج لها سرا إلى قضية تثير القلق والتخوف للسلطات القطرية بعدما انتشرت الأنباء عن انتشار مرض جدري القرود بشكل ملحوظ بين “المثليين ومزدوجي الميول الجنسية”.

وكانت قطر تعد آلية بالتعاون مع الفيفا لاستقبال المثليين في قطر وتأمين إقامة لهم لممارسة نشاطاتهم ورفع أعلامهم وشعاراتهم خلال كأس العالم، لكنها اليوم تتوجس خيفة من اليوم الموعود.

مونديال قطر

ويأتي الخوف القطري نتيجة ضعف القطاع الصحي لديها، والذي كشفته عدة تقارير إعلامية سابقا، إذ يُجبر المريض في قطر على انتظار دوره ربما لأشهر، وأحيانا يموت دون أن يأتي دوره في المستشفيات القطرية، وهذا قبل توافد مئات الآلاف لحضور المونديال، وبالتالي فإن العجز سيكون هو سمة القطاع الصحي الوحيدة في حال تفشي الوباء الجديد في الدوحة.

لكن الدكتور القطري ناصر المحمد صرح لـ “بي بي سي” بأن المثلية منتشرة أصلا في قطر، وأضاف بأنه يدافع عن حقوق المثليين في قطر آملا أن يصنع تغييرا إيجابيا في البلد الذي اضطر إلى مغادرته واللجوء إلى الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة ميوله الجنسي.

وهو ما يؤكد بأن القمع الذي تمارسه السلطات القطرية ضد المثليين موجود فعلا وقد ازدادت وتيرته بعد أن صرّحت سوزان هوبكنز، كبيرة المستشارين الطبيين في وكالة الأمن الصحي البريطانية لصحيفة “دايلي ميل” بأنه “تم تسجيل نسبة ملحوظة من الحالات الحديثة لمرضى جدري القرود في المملكة المتحدة وأوروبا بين المثليين من الذكور ومزدوجي الميول الجنسية”.

فيما تتداول مصادر محلية أنباء عن إصابات عديدة في جدري القرود حصلت في الدوحة، لكن السلطات تحاول إخفاء هذه الحقيقة حتى لا يتم ربطها بقضية المثليين والإضطهاد الذي تمارسه ضدهم.

إلى ذلك يقول الخبراء بأن الاضطهاد الذي بدأت تمارسه السلطات القطرية ضد مجتمع الميم سيؤدي إلى نتائج كارثية على عكس ما تتوقعه قطر، ويؤكد ماثيو كافانو، نائب مدير برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس الإيدز إن “هذه الوصمات والملامات تقوض الثقة والقدرة على مواجهة تفشي هذا المرض، بفاعلية”، مشيرا إلى أن هذه الحملات العنصرية أو المعادية للمثليين “تتسبب بحلقة من الخوف تدفع الأفراد إلى تجنب المراكز الصحية ما يحد من نطاق الجهود لتحديد حالات العدوى وتشجع على اتخاذ تدابير قسرية غير فعالة”.

ماثيو كافانو

وترى وكالة الأمم المتحدة التي تستند إلى خبرتها الطويلة مع مرض الإيدز أن هذا النوع من الخطاب يمكن أن يقوض بسرعة كبيرة الجهود القائمة على العلم والحقائق العلمية لمكافحة المرض.

أضف إلى ذلك أن قطر بسبب صغر مساحتها والاحتكاك الكبير الذي سيحدث بين الناس خلال المونديال، يمكن أن تصبح أفضل بلد حاضن لجدري القرود، بل وقد تصبح مركز انتشار للمرض إلى بقية الدول.

ويتخوف النظام القطري من هذا الأمر لأنه إذا حصل سيؤدي إلى فرض الحجر عليها كليا، وبذلك ستخسر جميع استثماراتها في المونديال والتي عملت من أجلها أكثر من عقد من الزمن.

في المحصلة لقد أودت هذه المعطيات بقطر لتصبح بين مطرقة الفيفا التي تضغط عليها كي لا تنتهك حقوق المثليين، وسندان جدري القرود الذي دفع السلطات القطرية لاضطهاد المثليين وملاحقتهم، فيما ينتشر الجدري ببطء دون أن يجرؤ المصابين على مراجعة المراكز الصحية تجنبا للاضطهاد والتعنيف من السلطات.

Exit mobile version