‫الرئيسية‬ أخبار رئيسية البقاء للأقوى.. قيادات الإخوان “تأكل بعضها”

البقاء للأقوى.. قيادات الإخوان “تأكل بعضها”

جماعة الإخوان المسلمين تعيش أسوأ أيامها منذ مائة عام.

تتزايد الخلافات والاضطرابات بين جماعة الإخوان المسلمين وتكشف مدى عجز التنظيم وعدم قدرته على مواكبة المرحلة الجديدة في ظل صراع القيادات الإخوانية على المناصب والثروات وضياع الشباب في الانقسامات والصراع.

وكشفت مصادر مطلعة إقدام نائب المرشد العام والقائم بأعماله، إبراهيم منير، على إيقاف 6 من قيادات الجماعة وإحالتهم للتحقيق، لمخالفاتهم للائحة الجماعة الداخلية، حسب وصفه.

وتضم لائحة القيادات الموقوفين، الأمين العام السابق للجماعة وعضو مكتب الإرشاد محمود حسين، ومسؤول رابطة الإخوان المصريين بالخارج محمد عبد الوهاب، وعضو مجلس الشورى العام ومسؤول مكتب تركيا السابق همام علي يوسف، وعضو مجلس الشورى العام مدحت الحداد، وعضو مجلس الشورى العام ممدوح مبروك، وعضو مجلس الشورى العام رجب البنا.

بيان

وما زال مجهولًا مصير القيادات المعتقلين وماهية الإجراءات التي سيتم اتخاذها بحقهم عقب ظهور نتائج التحقيق.

تجدر الإشارة إلى أنه منذ اختيار إبراهيم منير قائمًا بأعمال مرشد الجماعة بعد أيامٍ من توقيف أجهزة الأمن المصرية محمود عزت العام الماضي2020، والجماعة تشهد حالة من التخبط والانقسامات الداخلية، لاسيما بعدما قرَّر إبراهيم منير حلَّ الأمانة العامة، وتشكيل لجنة لإدارة الجماعة، في محاولةٍ منه لإنهاء صراع بدأ على الفور بينه وبين الأمين العام محمود حسين الذي يرى نفسه الأحقَّ من منير بقيادة الجماعة.

إبراهيم منير

وكان إبراهيم منير قد أصدر سلسلة قرارات تنظيمية شملت إلغاء منصب الأمين العام للجماعة الذي شغله محمود حسين، رئيس رابطة الإخوان المصريين بالخارج، وتشكيل لجنة إدارية جديدة لتسيير أعمال الجماعة.

وقرر القائم بعمل مرشد الإخوان أن ينوب عنه محيي الدين الزايط، في رئاسة اللجنة، في حال غياب الأول؛ بما يعني ضمنيًا استبعاد الأمين العام السابق للجماعة محمود حسين، من أي منصب تنفيذي حقيقي باللجنة الجديدة، والإبقاء على وجوده كعضو ضمن 6 أعضاء مكلفين بإدارة الإخوان، في تلك الفترة.

وعلى الجهة الأخرى، رفض محمود حسين تسليم الملفات التي بحوزته، أهمها الملف المالي، وملف الشؤون الإدارية، لصالح الإدارة الجديدة، معلنًا أنه تولَّى الإشراف على هذه الملفات بموجب تكليف من القائم السابق بعمل المرشد محمود عزت، وأن الأخير هو الوحيد الذي يحق له عزله من منصبه.

ولجأ محمود حسين إلى تدعيم موقفه بأعضاء مجلس الشورى الموالين له، رافضًا القرارات الصادرة عن القائم الحالي بعمل مرشد الجماعة، واستمرت السجالات والتجاذبات الداخلية لعدة أشهر؛ بحيث تخطت “مهلة الـ6 أشهر” التي أعلنها منير لإنهاء خلافات الإخوان.

محمود حسين

وسعى إبراهيم منير لاستبعاد جميع القيادات المخالفة له عبر الدعوة إلى انتخابات قاعدية، في يوليو 2021؛ لاختيار قيادات عليا جديدة، شريطة ألا يترشح لها أي عضو تتجاوز سنه 45 عامًا؛ بما يعني ضمنيًا استبعاد محمود حسين وجميع الموالين له من المناصب واللجان المركزية المهمة داخل الجماعة، وهو ما رفضته المجموعة الأخيرة، معتبرةً أن ذلك يُمثل مخالفة للائحة الإخوان العامة، كما أن الظروف التي تعيشها الجماعة تحول دون إجراء انتخابات تنظيمية.

وأمام تلك التطورات المتعاقبة، أصدر القائم بعمل المرشد قرارًا بحل مكتب الإخوان الإداري في تركيا، وحل مجلس شورى القطر، وتأجيل الانتخابات المقررة في يوليو 2021، مدة 6 أشهر، في ما عُدّ انقلابًا على محمود حسين ورفاقه

وفي المقابل، حاول الأمين العام السابق وأعضاء مجلس الشورى المحسوبون عليه، القيام بانقلاب مضاد على إبراهيم منير، فأجروا اجتماعًا داخل مدينة اسطنبول التركية، وقرروا عدم الاعتداد بقرارات القائم بعمل المرشد، واعتبار أنها “صدرت من غير ذي صفة”، كما أطلق أنصار محمود حسين حملة عبر “اللجان الإلكترونية” التي يُسيطر عليها ويمولها، وعبر مواقع الجماعة الرسمية؛ لرفض استبعاده من إدارتها.

واعتبر حسين، في مقال نشره موقع الجماعة الرسمي “إخوان أون لاين”، أن إقالة أعضاء مجلس شورى الجماعة لا تتم إلا عبر انتخابات جديدة، لا يمكن إجراؤها في ظل الظروف التي تمر بها الجماعة، وأن تعديل اللوائح الداخلية بحجة الوضع الاستثنائي أمر غير ممكن.

وبعد عدة أشهر من التدافع الداخلي بين مكتبَي الإخوان في لندن برئاسة إبراهيم منير، وتركيا برئاسة محمود حسين، استقر الطرفان على إجراء انتخابات داخلية، مطلع سبتمبر الجاري، وأسفرت تلك الانتخابات، التي أُجريت بمنطقة الفاتح في اسطنبول التركية، عن استبعاد محمود حسين، وهمام علي يوسف، أحد المقربين من الأمين العام السابق، وأحد المشرفين على الملف المالي سابقًا، وعدد آخر من القيادات المحسوبة على مكتب تركيا.

همام علي يوسف

مما دفع همام علي يوسف ورفاقه المحسوبون على محمود حسين، بعدم الاعتراف بنتائج الانتخابات الأخيرة، أو تسليم الملفات التي بحوزتهم إلى الأعضاء المنتخبين المحسوبين على إبراهيم منير؛ لأن تلك الانتخابات مشوبة بتجاوزات، على حد وصفه، مؤكدًا أن صراع النفوذ والمصالح بين قيادات الإخوان ما زال مستمرًا حتى إشعار آخر.

يذكر أن التنظيم الإرهابي يعيش أسوأ أيامه منذ مائة عام فهو مستمر في الترنح والسقوط في العديد من الدول العربية نتيجة انكشاف حقيقته لدى معظم الشعوب وليست مشاكله التنظيمية هي الفشل الوحيد له.

‫شاهد أيضًا‬

فضيحة من العيار الثقيل.. الفساد القطري يصل للأمير تشارلز

كشفت الصحافة البريطانية عن حصول ولي عهد المملكة المتحدة الأمير تشارلز على حقائب تحتوي على …