‫الرئيسية‬ أخبار رئيسية التفجير التركي الفاشل.. عمل إرهابي أم عملية استخباراتية قطرية!؟

التفجير التركي الفاشل.. عمل إرهابي أم عملية استخباراتية قطرية!؟

الشرطة التركية تعثر على قنبلة تحت سيارة ضابط كان مكلفا بتأمين لقاء حضره أردوغان.

طالما كانت التفجيرات الإرهابية غايتها القتل الأعمى وحصد أكبر عدد من الأرواح كما تصورها لنا كاميرات الإعلام، حتى يتم نسب العمل الإرهابي لتنظيم متشدد وتضيع الجريمة الأساسية بعدها أو الشخص المستهدف، إلا أن الحقيقة المخفية تشير إلى معظم التفجيرات تقف خلفها أيدي استخباراتية توجهها وتحدد زمانها ومكانها وطريقة تنفيذها.

ومن خلال دراسة خلفيات التفجير التركي المزعوم نقرأ الخبر إذ عثرت الشرطة التركية على قنبلة مُعدّة للتفجير عن بعد، تحت سيارة ضابط كان مكلفا بتأمين لقاء حضره الرئيس رجب طيب أردوغان في شرق البلاد.

قنبلة

وأفادت تقارير نقلتها وكالة رويترز بأنّ القنبلة اكتُشفت في مدينة نصيبين الصغيرة على الحدود السورية، حيث كان من المقرر أن يقود الضابط سيارته منها مسافة 200 كيلومتر إلى الشمال الشرقي، حيث مدينة سيرت التي عقد فيها أردوغان مؤتمرا جماهيريا في مكان مفتوح للإعلان عن افتتاح مصنع لصهر الزنك بتركيا بالشراكة مع قطر.

أردوغان يفتتح مصنع لصهر الزنك

وبحسب وكالة “الأناضول”، ينتمي الشرطي إلى قوة مكافحة الشغب في قضاء نصيبين التابع لماردين.

وذكرت الوكالة أنّ الشرطي الذي وُضعت المفخخة في سيارته كان من أفراد الفريق المقرر إرساله كقوة تعزيز إلى ولاية سيرت أمس، على هامش زيارة أردوغان لها.

وأوضحت الشرطة في بيان أنّ فرق التحقيق قامت برفع البصمات في الموقع، وأطلقت الشرطة عملية أمنية لاعتقال المشتبه بهم.

وقال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم حمزة داغ: “إنّ الشرطة أرجأت الكشف عن المعلومات إلى ما بعد انتهاء لقاء أردوغان الجماهيري لتجنب إثارة الذعر”.

إلا أن الأمر الذي لم تتطرق إليه وسائل الإعلام هو الإجابة عن الأسئلة المشروعة التي طرحها المراقبون ومن جملتها: “لماذا تم تفخيخ السيارة قرب الحدود السورية؟ وهل كان الهدف أردوغان شخصيا؟ ولماذا يحصل التفجير خلال افتتاح الرئيس التركي لمصنع بالشراكة مع قطر؟”.

بعد قراءة هذه الأسئلة يتبادر للذهن إجابات أقرب للدقة، فمكان إعداد القنبلة قريب من الحدود السورية حيث قطر لديها آلاف العملاء من الإخوان المسلمين والإرهابيين الذين زرعتهم في سوريا منذ عشرة سنوات، وهؤلاء يشعرون بالغضب الشديد من أردوغان عقب التقارب التركي الإماراتي كون الإمارات تعتبر من أهم الدول المناهضة لإرهاب الإخوان، وكذلك تأجج الغضب الإخواني مؤخرا من تركيا بعد قيامها بطردهم وإبعادهم عن أرضها سعيا منها لتحقيق مصلحتها وإعادة علاقاتها الدبلوماسية وتحسين اقتصادها المتهالك نتيجة دعمها لهم والعلاقة الخاسرة مع قطر.

محمد بن زايد وأردوغان

إلى ذلك التقت مصالح الطرفين قطر والاخوان أمام حليفهم القديم أردوغان الذي ربما يتحول إلى خصم عنيد، ورأت الاستخبارات القطرية أن أفضل حل هو التخلص من هذا الخصم قبل أن يشكل تهديداً فكان الإيعاز لاستهدافه والتخلص منه.

ولعل أفضل طريقة للتخلص من الخصوم السياسيين هي استهدافهم بعمل إرهابي فتضيع معالم الجريمة ويبقى الفاعل مجهولا.

وبالعودة إلى الأسئلة تثير إشارة الاستفهام التالية العديد من الشكوك فمن المعروف أن الرؤساء يحيطون أنفسهم سرية مطلقة سواء في تحركاتهم أو نشاطاتهم عدا عن ذلك فإن الرئيس التركي الذي يواجه انتقادات كبيرة نتيجة فشله بالحفاظ على الاقتصاد التركي وارتفاع نسبة البطالة وتدهور قيمة الليرة التركية، يحيط نفسه بإجراءات أمنية مشددة وبسرية مطلقة في التحرك والانتقال، فلو لم تكن قطر طرفا وشريكا في الافتتاح الذي كان مقررا للقنبلة أن تنفجر به فكيف لها التكهن بحضور الرئيس التركي إلى المكان؟

كل ذلك يشير إلى أن هذا العمل الذي كان معد له أن يحدث ليس عملا إرهابيا، إنما هو عملية استخباراتية دقيقة تم كشفها، والجميع يتساءل اليوم كيف سترد تركيا على قطر في قادم الأيام .

‫شاهد أيضًا‬

فضيحة من العيار الثقيل.. الفساد القطري يصل للأمير تشارلز

كشفت الصحافة البريطانية عن حصول ولي عهد المملكة المتحدة الأمير تشارلز على حقائب تحتوي على …