‫الرئيسية‬ أخبار رئيسية الذكرى الخامسة والعشرون لانطلاق الأفعى القطرية قناة الجزيرة

الذكرى الخامسة والعشرون لانطلاق الأفعى القطرية قناة الجزيرة

سجل الجزيرة المضلل والملطخ بدماء الشعوب يؤكد أنها ذراع إرهابي إعلامي.

عند تأسيس قناة الجزيرة في 1 نوفمبر من العام 1996 لم يتضح وقتها أنها بوق يطلق عبره نظام الحمدين مخططاته التخريبية الكبرى، ويستخدمه أداة لمصالحه في المنطقة، حتى غدت الجزيرة أحد الأجهزة المدربة والفاعلة في صناعة الفوضى وتجنيد الخلايا الإرهابية وجعلها جزءا من المشهد السياسي في المنطقة، لتصبح الرؤية الواضحة اليوم أنها وكالة استخبارات قطرية بغطاء مهنية إعلامية واهية، وانكشف تأثيرها على الرأي العام، وقدرتها على توجيه العقول إلى روايتها الخاصة وما تحمله من خراب للدول.

ولطالما اتبعت القناة القطرية أسلوب استغلال المراسلين للقيام بمهمات استخباراتية ذات دلالات واضحة تكشف تآمر تنظيم الحمدين وتشويه سمعة الدول العربية والتآمر عليها.

الجزيرة

كما استغلت القناة القضية الفلسطينية على مر السنين لزيادة عدد متابعيها واستعطافهم، في حين يتواجد مكتب لها في إسرائيل، وهذا بحد ذاته يشير إلى مدى تضارب التوجهات لدى القناة، كما أنها تتقصد توجيه الرأي العام لقضايا تخدم المصالح الإسرائيلية الإيرانية في المنطقة، ولعل مصطلح “الربيع العربي” الذي أوجدته وروجت له، خير شاهد على ذلك، والذي أثبت نواياها في افتعال الأزمات وتنفيذ ما أسند إليها من مهام في المشروع التقسيمي للشرق الأوسط.

أجندة استخباراتية

لعل الدعوات السابقة المطالبة بمقاطعة الجزيرة، باعتبارها ليست مجرد قناة فضائية بل هي وكالة استخبارات تقدم خدماتها للدول الكبرى، تكشف الوعي بالدور التحريضي للقناة وتنفيذها لأجندة استخباراتية، تسمى الاستقطاب والتقطيب، تبيع شعوبا بأكملها حسب مصالح تميم، وهذا ما فعلته في الحالة الفلسطينية والليبية.

ويجادل خبراء في المنطق الرباعي، ممن أجروا قياسا لعشرة أخبار مختلفة على شاشات الجزيرة، بأنهم وجدوا أن عموم أخبار الجزيرة تركز على صناعة الانقسام والصراع الفئوي بين أفراد المجتمع الواحد ومكونات المجتمع الواحد، حتى أنها استثمرت في الانقسام الحاد الذي تعيشه المجتمعات الشرق أوسطية، وحولت مشجعي الرياضة مثلا إلى أحلاف متحاربة بشكل فعلي ومنقسمة حول قضايا تُضاف إلى القضايا المصيرية للشعوب.

سجل حافل بالأكاذيب

ما زالت الجزيرة المختبئة تحت شعار “الرأي.. والرأي الآخر”، تثبت أن لا علاقة لها بالإعلام الحرّ، وأنها في الواقع تمتهن تأليف الأكاذيب وتزييف الحقائق تنفيذًا لأجنداتها .

الجزيرة

والمتابع لهذه القناة لن يجد صعوبة في اكتشاف أن ما تبثه من برامج، وما تطرحه من مواضيع يستند على معلومات ومصادر استخباراتية وليس على المصادر الخاصة بها وبمراسليها، ويؤكد ذلك انفرادها بعدد من الحوارات والأخبار المحظور نشرها دوليا، ومنها لأشخاص مصنفين بقوائم محظورة دوليا أو إقليميا وإبرازهم بتوجيهات من أجهزة استخباراتية مقرّبة تحتضنهم وتوفّر لهم ملجأ آمنا داخل قطر، وأكد ذلك ما أدلى به أكثم سليمان، مدير مكتب الجزيرة السابق في مدينة برلين، عندما استقال وأرجع سبب استقالته بما وصفه بتدخل المخابرات القطرية في سياسة القناة ودعمها لما يسمى بالربيع العربي، وقال حينها عبارته الشهيرة “الحمد لله.. أقلعت عن التدخين”.

وهذا ما حصل في كل من الحرب السورية والحرب في اليمن والحرب في ليبيا، والتي تشترك جميعها بحقيقة الصراع الأهلي، الذي تدخلت فيه الجزيرة بشكل متعمد ومقصود وبخطط طة ممنهجة، واتخذت طرفا في هذه النزاعات لتبدأ حملاتها الداعمة لأذرعتها، ولم تكتف بعرض آراء هؤلاء وتهجمهم على دولهم، بل وكلت نفسها متحدثا ومدافعا عن أي شخصية معارضة لدولة عربية أو مطلوبة لدى دول عربية من خلال نشر تصريحاتهم أو استضافتهم في برامجها.

في المقابل تمتنع هذه القناة عن توجيه أي انتقاد لقطر وتعتبرها تحت سلطة النقد، إذ لم يسبق لها منذ تأسيسها أن عرضت أو استضافت معارضين لحكومة قطر رغم كثرتهم، وابتعدت عن طرح ومناقشة قضايا تتعلق بحقوق المواطن القطري وحرّية التعبير داخل قطر، والذي بات ضحية العزل والمقاطعة ودفع ثمنها غاليا، وما زال عرضة للتضليل وتجاهل حقوقه وتصرّفات حكومته العدائية ضد جيرانها.

لعبة مكشوفة

هناك تنسيق واضح بين الجزيرة وجهاز الاستخبارات القطري، حيث تدعم القناة حسابات وتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي تُدار من قسم خاص بجهاز المخابرات القطرية بأمن الدولة يسمى “الإدارة الرقمية”، حيث يتم تقديمها على أنها حسابات تعود لمواطنين سوريين أو سعوديين وإماراتيين أو من دول عربية أخرى، ويتم من خلالها ترويج لشائعات كاذبة وأخبار مغلوطة عن دولهم أو كتابة ودعم هاشتاقات وتغريدات معادية لها، وإظهارها بأنها على لسان مواطني الدولة المستهدفة بغرض الإساءة لها، وهو ما كشفه أعضاء بجهاز أمن الدولة القطري الذين تم إلقاء القبض عليهم في الإمارات.

ضابط مخابرات قطري يعترف بالمؤامرة على السعودية والإمارات

كادر مشبوه

من المثير للريبة والشك أن معظم عاملي الجزيرة قدِموا لها من المنفى بسبب ملاحقة، ووجهت لأغلبهم اتهامات انتسابهم وعملهم لحساب أجهزة استخباراتية دولية، في حين تلاحق عددا آخر منهم دول ومنظمات دولية بتهمة التعامل مع تنظيمات محظورة، ومنهم مراسلها في إسبانيا تيسير علوني الذي اعتُقل في العام 2003 بتهمة تقديم دعم مادي لأعضاء تنظيم القاعدة، بل إن بعضا منهم ما زال مطلوبا لدى دول موطنهم ويعيش في المنفى كفيصل القاسم المطلوب لدى الحكومة السورية، وأحمد منصور المطلوب لدى حكومة بلده مصر.

أحمد منصور

استنتاج

إن سجل الجزيرة المضلل والملطخ بدماء الشعوب يحتم علينا أن ندرك أنها حقا ذراع إرهابي إعلامي، وأن منظور التعامل معها يجب أن يكون على أساس على أنها وكالة استخباراتية حالها حال الوكالات الاستخباراتية العالمية، وأن القناة الفضائية، التي ترفد طواقمها العاملة بأشخاص يثبتون يوما بعد يوم أنهم يبيعون أوطانهم من أجل المال، ليست قناة إعلامية موصوفة بالمهنية، وليست جديرة بالمتابعة وتقصي المعلومات منها، إنما هي في حقيقتها أفعى تبث سمومها على الأوطان والشعوب.

‫شاهد أيضًا‬

فضيحة من العيار الثقيل.. الفساد القطري يصل للأمير تشارلز

كشفت الصحافة البريطانية عن حصول ولي عهد المملكة المتحدة الأمير تشارلز على حقائب تحتوي على …