‫الرئيسية‬ حقوق الانسان السجون الإيرانية.. اغتصاب وتعذيب وما خفيّ أعظم

السجون الإيرانية.. اغتصاب وتعذيب وما خفيّ أعظم

الاستخبارات الإيرانية تحول النظام القضائي إلى أداة قمع بالتعاون مع المحكمة الثورية.

يتزايد قلق منظمات مدافعة عن حقوق المعتقلين في إيران منذ وصول الرئيس إبراهيم رئيسي للسلطة وهو القادم إليها من النظام القضائي المتهم بتنفيذ آلاف الإعدامات بحق معارضين للثورة الإسلامية خارج إطار القانون.

ويأتي تنامي هذا القلق وسط تقارير عن “سوء معاملة فظيعة” لحقت بسجناء بارزين نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقالت إحدى كبار الباحثات في الشؤون الإيرانية في منظمة هيومن رايتس ووتش، تارا سيبيريفار، إن “منظومة الاستخبارات الإيرانية حوّلت النظام القضائي إلى أداة قمع، بالتعاون الوثيق مع المحكمة الثورية”.

وأضافت أن “الضحايا يواجهون معاملة مروعة، ويتركون بدون الوسائل اللازمة لطلب الإنصاف والمساءلة”.

ومن هذه الإساءات قضم محام جزءًا من لسانه بعدما تم حقنه بمادة غير معروفة فيما أظهرت أشرطة فيديو حراسًا يضربون معتقلين بشكل مبرح أو إعادة اعتقال سجينة كانت في إطلاق سراح مؤقت بعدما تحدثت عن انتهاكات معممة للحقوق في سجون النساء.

ففي الأسبوع الماضي، وجهت هيومن رايتس ووتش ومركز حقوق الإنسان في إيران ومقره نيويورك، تحذيرًا بشأن حالة بايام ديرفشان المحامي الذائع الصيت الذي دافع بشكل خاص عن نسرين سوتوده محامية حقوق الإنسان المسجونة.

يُذكر أن ستوده اعتقلت في حزيران/ يونيو 2018 ونقلت إلى سجن إيفن ذات السمعة السيئة في طهران، وفي آذار/ مارس 2019، حكم عليها بالسجن لمدة 38 سنة وبالجلد 148 مرة على خلفية “جرائم أمنية” مزعومة لم تحدد بشكل كامل.

وأكد زميل لبايام، يدعى سعيد دهقان على مواقع التواصل الاجتماعي أن هذا المحامي حقن بمادة مجهولة بعد فترة وجيزة من اعتقاله في يونيو 2020 قبل أن يصاب بتشنجات ويعض قسمًا من لسانه.

وتقول منظمة هيومن رايتس ووتش إنها تأكدت من صحة هذه الوقائع من مصدر مستقل.

وأرسل لبايام إلى مستشفى للأمراض النفسية حيث قيل إنه خضع لعلاج بالصدمات وأعطي بعدها إجازة طبية وأفرج عنه بصورة مشروطة.

وقد أثير الجدل الأخير بعدما قامت مجموعة تطلق على نفسها اسم “عدالة علي” بنشر صور ملتقطة من كاميرات المراقبة في سجن إيفين في طهران في أغسطس تظهر حراسًا يسيئون معاملة معتقلين.

سجن إيفين

في رد فعل نادر على هذه الصور التي تداولتها بشكل كبير وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية العاملة خارج إيران، وصف مدير منظمة السجون الإيرانية محمد مهدي حاج محمدي هذا السلوك بأنه “غير مقبول” فيما طلب رئيس النظام القضائي غلام حسين محسني إيجئي فتح تحقيق بهذا الشأن.

سجن إيفين

ما خفيّ أعظم

قالت منظمة العفو الدولية إن هذه الأشرطة ليست سوى “الشق الظاهر من وباء التعذيب” كما أوردت في تقرير عام 2020 متحدثة عن ممارسات مثل الضرب والجلد والصعقات الكهربائية والأوضاع المجهدة والإعدام الوهمي والتعذيب بالماء والعنف الجنسي.

في سبتمبر اتهمت هذه المنظمة غير الحكومية أيضاً إيران بالتقاعس عن الإبلاغ عن وفاة 72 شخصًا على الأقل قيد الاعتقال منذ يناير 2010 “رغم معلومات موثوقة تفيد بأن هذه الوفيات ناجمة عن تعذيب أو سوء معاملة أو استخدام قاتل للأسلحة النارية والغاز المسيل للدموع من قبل السلطات”.

آخر حالة وفاة اعتبرت “مشبوهة” من قبل منظمة العفو الدولية هي حالة شاهين ناصري في سبتمبر بعدما نقل من سجن في طهران إلى مكان مجهول.

وكان ناصري البالغ من العمر 49 عامًا، قد شهد من بين أمور أخرى على التعذيب الذي تعرض له المصارع نويد أفكاري من ضرب وحقن للكحول في الأنف، والذي أثار إعدامه في سبتمبر 2020 موجة استنكار عالمية.

و عبرت منظمات غير حكومية أيضًا عن قلقها إزاء مصير سبيده غوليان (26 عامًا)، الناشطة التي اعتقلت للمرة الأولى في 2018 بسبب إضرابات في مصنع لتكرير السكر.

وحضر أكثر من عشرين عنصرًا من قوات الأمن الإيرانية بحسب عائلتها، إلى منزلها في مدينة الأهواز فيما كانت تستفيد من إذن خروج، ليتم اقتيادها إلى سجن إيوين.

سبيده غوليان

وتحدثت سبيده غوليان عن إذلال وتجاوزات جنسية مؤكدة أن المعتقلات كن يجبرن على أداء خدمات جنسية للحراس، وحرمن من ملابسهن الداخلية على مدى أسابيع حتى في فترات الحيض.

وأشارت إلى أنه تم إرغام معتقلة على نزع ملابسها عند تدقيق الحضور، كعقاب لها.

ربط ناشطون اعتقال سبيده مجددًا وبين ما كتبته على تويتر في سبتمبر حول ظروف اعتقالها في سجن بوشهر قائلة إنه “مكان قريب من نهاية العالم، جحيم منسي، لم تكن لتتصور مدى وحشيته”.

وجمعت سبيده غوليان تجربتها في مقال نشر على موقع “إيران واير” الإخباري، وجاء فيه: “أنا خائفة من ألا أنجو، القول إنني أشعر بالرعب لا يعبر عن مشاعري، أشعر بشيء حارق يخرج من جسمي، أنا غير قادرة على الكلام، لا يسعني حتى الأنين عندما يضربونني”.

‫شاهد أيضًا‬

فضيحة من العيار الثقيل.. الفساد القطري يصل للأمير تشارلز

كشفت الصحافة البريطانية عن حصول ولي عهد المملكة المتحدة الأمير تشارلز على حقائب تحتوي على …