‫الرئيسية‬ أخبار رئيسية العين على الإخوان.. القاعدة تبحث عن حليف بعيدا عن طالبان

العين على الإخوان.. القاعدة تبحث عن حليف بعيدا عن طالبان

أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة يستعجل عقد صفقة مع الإخوان المسلمين.

مضى ستة أشهر عقب سيطرة طالبان على أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي منها، هذا الانسحاب الذي أتى نتيجة توقيع الحركة بنود اتفاقية الدوحة مع الولايات المتحدة في شباط/ فبراير 2020، لكنه حتى اليوم لم تعترف أي دولة بحكومة طالبان، وما زالت تسعى الحركة كامل جهدها لتنال حكومتها الاعتراف الدولي وتتبوأ مقعدا في الأمم المتحدة وما إلى ذلك من استعادة الأرصدة المجمدة لها في المصارف الخارجية وغيره الكثير.

وإن رغبة طالبان في تكريس نشاطها فقط بالداخل الأفغاني، وهو أمر ليس بغريب على الحركة لأن طالبان تعبر عن أيدولوجية قبلية وعرقية ودينية، فطلاب المدارس الدينية التي اشتهرت في المناطق الحدودية، بين أوساط اللاجئين الأفغان، خلال الغزو السوفيتي تحولوا إلى قوة عسكرية تعبر عن القومية البشتونية (أكثر من40 % من الأفغان) وتعبر دينيا عن المذهب الحنفي والمدارس الديوباندية، وبالتالي فإن طالبان ببنيتها القومية-الدينية لم تكن لتستقطب سوى الأفغان البشتون، على عكس القاعدة العابرة للجنسيات والقوميات التي جذبت كثيرا من الشبان من مختلف أنحاء العالم.

من جهة أخرى فإن باقي الحركات والتنظيمات الإرهابية في أفغانستان مثل تنظيم القاعدة والتي تربطها علاقة شراكة قوية مع طالبان بدأت تشعر باضمحلال دورها وبأن طالبان تسعى منفردة في اتجاه آخر ما قد يدفع تلك التنظيمات للتحرك وبناء استراتيجيات جديدة تمكنها من إكمال مشاريعها الإرهابية، وخاصة بعد أن تلقت فترة استراحة مكنتها من دراسة الأوضاع الحالية وتحديد خياراتها وما يمكنها فعله في ظل التطورات العالمية.

وعلى صعيد الجماعات الإرهابية عموما، فإن أكثر الجماعات التي تعاني من وضع يمكن وصفه بالسيء هي تلك الجماعة التي كانت منبع الإرهاب ومصدر التطرف في دول العالم والتي انبثقت عنها معظم المجموعات الإرهابية، وهي “جماعة الإخوان المسلمين” وذلك نظرا لهزائمها الأخيرة في الدول العربية وإزاحتها من الحكم في عدة دول، فضلا عن الانقسامات والتشرذم الداخلي الذي يعصف بالتنظيم الإرهابي والخلافات بين قادته.

الإخوان المسلمون

بالتالي فإن تنظيم القاعدة بات يسعى جديا لتفكيك الروابط الوثيقة مع حركة طالبان والبحث عن حلفاء جدد، ولم يجد أمامه سوى الإخوان المسلمين في وضعهم الضعيف، من أجل حثهم على تفعيل جناحهم العسكري لزيادة قوة كلا التنظيمين ومتابعة نشاطهم الإرهابي بزخم أكبر.

وتشير مصادر خاصة لـ QLeaks بأن أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة بات يستعجل عقد صفقة مع الإخوان المسلمين ليتجنب نكسة جديدة قد تلحق بالقاعدة في ظل محاولات تنظيم داعش الظهور مجددا في العراق وسوريا عبر خلايا نائمة، والذي تعتبره القاعدة منافسا قويا لها.

الأمر الذي دفع الظواهري لكتابة مقال عبر مجلة أمة واحدة التابعة لتنظيم القاعدة، ولخصته العرب اللندنية، حيث قدم فيه الظواهري تصورات مختلفة بهدف استعادة نشاط التنظيم من خلال قيادات جديدة تجتهد في بلورة رؤية مع شركاء جدد حول العالم وفق الأيديولوجية الرئيسية للقاعدة المتمثلة في الجهاد المعولم العابر للحدود.

وحدد الظواهري نوعية القيادة التي يحتاجها تنظيمه، وأنه من الضروري أن تكون شبيهة بعبد الله عزام أو أسامة بن لادن أو سيد قطب أو عمر عبد الرحمن الذين لعبوا الدور الأكبر في بعث الجهاد العالمي وتجنيد الشباب في التنظيمات المتطرفة العابرة للحدود، فضلا عن وضع الأسس الفكرية التي قامت عليها فكرة الجهاد العالمي، مثل أفكار الحاكمية والجاهلية والطاغوت والخلافة العالمية.

أيمن الظواهري

وظهرت رغبة الظواهري الواضحة بالتحالف مع الإخوان من خلال دعوته لهم للعودة إلى العمل المسلح والاتحاد تحت قيادة واحدة دون الالتزام بالقطرية في العمل.

وحاول الظواهري إقناع قيادات الإخوان والجماعة الإسلامية والجهاد بفكرته تلك من منطلق حديثه عن فشل ما عُرف بثورات الربيع العربي وسقوط حكم الإخوان في معظم الدول العربية نتيجة انتهاجها السلمية، زاعما أن الطريق الوحيد لإنقاذ مجمل تيار الإسلام السياسي في العالم من التشتت والانهيار والتشرذم هو التوحد حول مشروع واحد بقيادة موحدة والعودة لأيديولوجية التغيير بالقوة وفرض الأمر الواقع والانفراد بالسلطة.

وعمد الظواهري لتقديم مغريات لقادة الإخوان لدفعهم لاعتناق فكرته والموافقة على مبادرته، حيث تحدث عن قيادات العمل الإسلامي الموجودة في السجون والمنافي داعيا إلى الالتفاف حولها كنواة صلبة يعول عليها لإخراج الحركة الإسلامية من أزمتها.

وضرب على وتر عجز قيادات الإخوان والجماعات الأخرى عن حل أزمتها بوضعيتها الحالية في ظل استقلال كل جماعة بنفسها وانفراد الأنظمة بها، وأن الحل لإخراج المسجونين منهم وإعادة المنفيين يكمن في تشكيل تحالف إسلامي موسع بين القاعدة والإخوان والجماعة الإسلامية والدفع باتجاه المواجهة الشاملة، وهو السبيل الوحيد – وفق مزاعم قائد القاعدة – لإنهاء محنة قيادات الإخوان والجماعات الجهادية الأخرى.

‫شاهد أيضًا‬

فضيحة من العيار الثقيل.. الفساد القطري يصل للأمير تشارلز

كشفت الصحافة البريطانية عن حصول ولي عهد المملكة المتحدة الأمير تشارلز على حقائب تحتوي على …