‫الرئيسية‬ أخبار رئيسية تركيا لديها الكثير لتخسره.. تداعيات “مسرحية” طرد السفراء تبدأ

تركيا لديها الكثير لتخسره.. تداعيات “مسرحية” طرد السفراء تبدأ

أردوغان يعدل عن قراره طرد عشرة سفراء غربيين طالبوا بالإفراج عن الناشط كافالا.

تفاديًا لوقوع تركيا في عاصفة دبلوماسية، وعزلة سياسية، وكارثة اقتصادية، تراجع أردوغان عن التهديد بطرد جماعي لـ10 سفراء غربيين، وبقي تهديده معلقًا في الهواء أقل من 24 ساعة، قبل أن يتراجع.

أردوغان

وفيما بدا أنه تواطؤ بين أردوغان ووزير خارجيته جاويش أوغلو لشراء الوقت، لم تنفّذ وزارة الخارجية تعليمات أردوغان بطردهم على الفور، ولم يتلق السفراء أي إشعار رسمي بالمغادرة، كما لم يعلق جاويش أوغلو، المسؤول عن تنفيذ الأمر على الأمر.

وأصدرت سفارة الولايات المتحدة والعديد من السفارات الأخرى، يوم الاثنين، بيانات مماثلة، بينما أعاد بعضهم تغريد تغريدة السفارة الأمريكية، قائلين إنهم “يحترمون اتفاقية الأمم المتحدة التي تلزم الدبلوماسيين بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلد المضيف”.

ولم تتضمن رسائل تويتر الواردة من السفارات أي اعتذار أو تراجع عن المشاعر المتضامنة مع عثمان كافالا، والتي انتقدت بشدة أيضاً القضاء التركي.

بل إن واشنطن ذهبت إلى أبعد من ذلك، حيث قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن “البيان السابق بشأن الالتزام بالمادة 41 من اتفاقية فيينا كان يهدف إلى التأكيد على أن تصرفات المبعوث الأمريكي كانت تتماشى مع شروط الاتفاقية”، وهو ما وصفته الصحف الأمريكية على أنه إصرار من واشنطن على عدم التراجع.

لكن البادرة نفسها المتمثلة بهذه التغريدات، بدت كحبل نجاة بالنسبة لأردوغان للخروج من الحفرة التي أوقع نفسه وتركيا بها.

كما كتب ناميك تان، السفير التركي السابق لدى الولايات المتحدة، على موقع تويتر: “يبدو أن السفراء العشرة ألقوا بحبل لإخراجنا من الحفرة التي وقعنا فيها”، أو كما رأى آخرون من الداخل التركي، سلمًا للنزول عن الشجرة، التي اعتاد الرئيس تسلقها كلما تراجعت شعبيته.

وهذا ما أكده سونر كاجابتاي، مدير برنامج الأبحاث التركي في معهد واشنطن، بقوله: “لقد أدرك أردوغان أن الاقتصاد سينهار لأن من بين الدول الـ10 الموقعة على بيان كافالا أكبر الشركاء التجاريين لتركيا”، وأضاف: “سيقدم أردوغان هذه الحلقة للجمهور التركي على أنها انتصار، حيث نجح الضغط وعلّم الغرب احترام تركيا، سيواصل القول لقد قلت للسفراء الغربيين إنهم لا يستطيعون التدخل في شؤون تركيا”.

وبالفعل، خرج أردوغان في خطاب متلفز بعد اجتماع للحكومة، الإثنين، وزعم أن قرار طرد السفراء هو التزام بحماية السيادة التركية، وقال: “إرادتنا هي ألا نتسبب في أزمة أبداً، وهكذا، فإن نفس السفراء اليوم ببيان جديد تراجعوا عن تشويههم لسمعة قضاءنا وبلدنا”، مضيفًا: “أعتقد أنه من الآن فصاعداً سيكونون أكثر حرصاً بشأن تصريحاتهم فيما يتعلق بالحقوق السيادية”.

لماذا تراجع أردوغان؟

لقد تراجع أردوغان بعد أن أدرك أن الوقت بدأ ينفد من بين يديه ولا سبيل لتداركه بالصراخ والتلويح بالطرد الجماعي للسفراء، وأنه على وشك السقوط في أكبر كارثة اقتصادية، كما قال تيموثي آش، محلل الأسواق الناشئة في BlueBay Asset Management إن “طرد السفراء، سيضر بأردوغان، حيث ستقلل الدول الـ10 من التعامل مع نظامه، وستعاني الاستثمارات في تركيا.”

وبالمثل، اعتبرت الصحافية دوري بوسكارين، أن أردوغان تراجع بعد أن أدرك أنه “لو تم طرد السفراء وسبعة منهم في حلف الناتو، فإنه يخاطر حقًا بعزل الولايات المتحدة، الشريك العسكري الضخم، وألمانيا، الشريك التجاري الأكبر، وكذلك هولندا، المصدر الهائل للاستثمار الأجنبي في تركيا”.

وأضافت بوسكارين: “أدرك أردوغان أيضًا أنها معركة ضخمة مع الغرب ولا يتعين عليه الخوض فيها، لأن هذه الدول قد تختار بعد ذلك طرد الدبلوماسيين الأتراك كنوع من المعاملة بالمثل، وإذا حدث ذلك، فإن المخاطر التي سيتعرض لها الاقتصاد التركي هائلة”.

وأشار سونر كاجابتاي إلى أن أردوغان هو من تراجع خطوة إلى الوراء وليس السفراء كما زعم، وقال: “أعتقد جازمًا أن السبب وراء هذا التراجع هو أن مستشاريه أخبروه أن تركيا الفقيرة بالموارد، بحاجة إلى استثمارات دولية لاستعادة النمو، وقبل ذلك إلى استعادة ثقة المستثمرين، وبالتالي في حال قطعت علاقاتها مع أهم شركائها الاقتصاديين من الدول الأوروبية فلن يكون ذلك فقط تدمير لاقتصاد البلاد، ولكنها ستدمر أيضًا ما تبقى من قاعدته الشعبية”.

لماذا هذا الغضب بسبب كافالا؟

من نافلة القول، إن أردوغان أراد من وراء مسرحية طرد السفراء متذرعًا بحماية السيادة التركية، صرف غضب الرأي العام التركي بشأن تدهور الاقتصاد، حيث سبق هذه “المسرحية” أسبوعًا حافلًا بالتطورات السلبية لتركيا، بعد أن وضعتها مجموعة العمل المالي (غافي) على لائحتها الرمادية بسبب قصور في مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، وبعد تسجيل تراجع مفرط في سعر صرف الليرة وخطر التضخم المفرط.

كافالا

وفي هذا السياق، اعتبر إمري بيكر، من مجموعة أوراسيا للاستشارات ومقرها لندن، أن تهديد أردوغان بطرد السفراء، بسبب ما أسماه تدخلًا في الشؤون التركية، في وقت يواجه فيه الاقتصاد تحديات هائلة، “هو تصرف في أحسن الأحوال غير مدروس، وفي أسوأ الأحوال مناورة حمقاء لتعزيز شعبيته المتدهورة”. مؤكداً أن “أردوغان يواجه خطر جر الاقتصاد التركي إلى أزمة من صنع الرئيس”.

وقال محللون لصحيفة واشنطن بوست إن دوافع أردوغان لتصعيد نزاع السياسة الخارجية بدلاً من تهدئته، خلال حلقة كافالا: “كشفت عن قلقه بشأن تراجع شعبيته، وكذلك رغبته في صرف الانتباه عن الأزمة الاقتصادية التي لم يتمكن من حلها”.

وهذا ما أكده أيضًا سفير الاتحاد الأوروبي السابق في تركيا، مارك بيريني، في تصريح ليورونيوز، قال فيه إن أردوغان “يحاول صرف الانتباه عن مشاكله الداخلية، بوصفة عمرها قرون، وهي افتعال مشاكل خارجية”، وأضاف: “إذا نظرت عن كثب، فإن الليرة تتراجع باستمرار بسبب السياسات التي يفرضها الرئيس.. إذًا لديك توتر كبير للغاية في الداخل، ووصفة عمرها قرون، عندما تسوء في الداخل، تضرب بالخارج، هذا ما حدث يوم السبت”، في إشارة إلى إعلان أردوغان طرد السفراء.

وكانت المعارضة التركية اتهمت أردوغان بخلق أزمة مع شركاء تركيا الغربيين، لصرف الانتباه عن انهيار الاقتصاد، وقال كمال كيليجدار، زعيم حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة إن “قرار طرد السفراء هو مجرد تبرير مصطنع للتغطية على الاقتصاد الفاشل الذي دمره أردوغان بنفسه.. إنه يجر البلاد إلى الهاوية”.

وصرّح يافوز أجير علي أوغلو، نائب رئيس حزب الخير المعارض التركي “الشعب شاهدنا هذا الفيلم من قبل.. المشكلة الحقيقية تكمن في حل الأزمة الاقتصادية وليس بطرد السفراء”.

من جهة ثانية، ووفقًا لمحللين ومنهم الصحافية بوسكارين، فإن الوقت الصعب الذي تمر به تركيا افي خضم أزمة مالية هائلة، “كان عنصرًا هامًا ليختار أردوغان لغة التهديد والتصعيد في قضية كافالا، فهناك سجناء سياسيين في تركيا، وكافالا ليس سياسيًا وليس منافسًا لأردوغان، مثل صلاح الدين دميرتاش، الذي أصدرت حكومات أجنبية تصريحات مؤيدة له تطالب بالإفراج عنه، لكن هذه الدعوات لم تتصاعد إلى مستوى الأزمة الدبلوماسية التي افتعلها أردوغان بعد بيان السفراء حول كافالا.. التوقيت مهم”.

بينما يرى سونر كاجابتاي، أن أردوغان “يستخدم كافالا وآخرين كرموز للقمع، ليوحي للمعارضة ومنظميها وقادة المجتمع المدني أنه إذا لم يتمسكوا بأعناقهم، فسيتم اعتقالهم أيضًا”.

أردوغان لديه الكثير ليخسره

وكان سفراء كل من ألمانيا وفرنسا وفنلندا والدنمارك وهولندا والنرويج والسويد وكندا ونيوزيلندا والولايات المتحدة، أصدروا بيانًا، يوم الثلاثاء، في الذكرى الرابعة لاعتقال كافالا، وحثوا الحكومة التركية على الالتزام بحكم المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، وإطلاق سراحه، لعدم إدانته بارتكاب جريمة، قائلين إن المخالفات في قضيته “تلقي بظلالها على احترام الديمقراطية وسيادة القانون والشفافية في نظام القضاء التركي”.

واعتبرت الصحافة الأمريكية أن تراجع أردوغان لا يعني إغلاق قضية كافالا، المسجون لدوافع سياسية، بل إن هذه القضية ستظل نقطة مشتعلة في العلاقات بين تركيا والغرب.

ورغم تراجعه السريع، وتصويره للأمر على أنه انتصار، عززت تهديدات أردوغان بطرد السفراء، المخاوف من تصاعد التوترات بين الغرب وتركيا، فهبطت الليرة الضعيفة بالفعل إلى مستوى قياسي جديد، كما ازدادت مخاوف المستثمرين، من تضرر استثماراتهم، بسبب تناقضات أردوغان السياسية، وقبل ذلك قراراته الاقتصادية “غير الرشيدة”، وهيمنته على البنك المركزي، واستمراره في خفض أسعار الفائدة، التي يصفها “بالشيطان” لخفض معدل التضخم على عكس ما يقوله معظم الاقتصاديين.

وقالت صحيفة فورين بوليسي إن السياسة النقدية التركية: “لا تزال تتعرض لانتقادات باعتبارها غير منطقية وقريبة جدًا من تفكير أردوغان غير التقليدي. فبينما تدرس البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم زيادة أسعار الفائدة للحد من التضخم، خفضت تركيا بدلاً من ذلك سعر الفائدة بمقدار 200 نقطة الأسبوع الماضي”.

واعتبرت الصحيفة أنه وفي ظل هذا التدهور الاقتصادي، “يبدو أن الرأي العام ينقلب ضد حزب أردوغان، العدالة والتنمية، حيث تُظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن ثلث الناخبين فقط سيدعمون حزب العدالة والتنمية في انتخابات يونيو 2023”.

الأمر الذي أكدته سي بي سي الأمريكية بأن “الدعم الشعبي لحزب العدالة والتنمية الحاكم منذ عقدين من الزمن، بدأ بالتآكل بشكل كبير قبل الانتخابات القادمة، ويرجع ذلك جزئياً إلى الارتفاع الحاد في تكلفة المعيشة”.

حزب العدالة والتنمية الحاكم

وفي ظل هذا التدهور الاقتصادي، واتجاه أردوغان إلى افتعال أزمات خارجية، حذر سفير الاتحاد الأوروبي السابق في تركيا، مارك بيريني، من أن “افتعال الأزمات الخارجية لصرف الانتباه عن الأزمات في الداخل التركي أمر لن ينجح لفترة طويلة”.

ويضيف بيريني: “على الرغم من حقيقة أن النظام التركي يسيطر على معظم وسائل الإعلام، فإن الناس على دراية جيدة للغاية بما يحدث، وفي النهاية سوف يصوتون، عندما تأتي الانتخابات في يونيو 2023. وسوف ينظرون إلى شيء واحد، مثل أي ناخب.. هل أنا أفضل حالًا اليوم مما كنت عليه في العام الماضي أو العام السابق، وهذا ما سيحدث فرقًا”.

وتابع بيريني: “لديك الآن بطالة هائلة في تركيا. الناس يفهمون غريزيًا أن التحركات التخريبية مع أكبر شركائك التجاريين والمستثمرين، مثل الدول الأوروبية أو شركاء الدفاع مثل الولايات المتحدة، ليست جيدة لتركيا، لكن الأمر متروك للناخبين”.

وهذا ما أشار إليه أيضًا ستيفن كوك، خبير الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية وكاتب عمود في فورين بوليسي، لصحيفة مورنينغ بريف، بأن “من بين الأسباب للاعتقاد بأن أردوغان يعني ما يقول، أي طرد السفراء، هو أن الاقتصاد التركي يتدهور منذ شهور، لكن لقد فات الأوان لاستخدام الإلهاء”.

من غير المرجح أن يكون طرد السفراء آخر مسرحيات أردوغان، ستتاح له بالتأكيد الكثير من الفرص الأخرى لافتعال أزمات مع الغرب، مع وجود جمهور جاهز وراغب في استقباله، أو كما يقول ستيفن كوك: “إن مهاجمة الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، هي استراتيجية سياسية ناجحة في تركيا”. لكن إلى متى؟!

في وقت، أشار كاجابتاي، إلى أن أردوغان “استفاد في السنوات الأخيرة من صورة الرجل القوي محليًا، لكن تصرفه الأخيرة بالتهديد بطرد السفراء ومن ثم التراجع، بالتأكيد، سيكون له تأثير كبير في اهتزاز صورة الرجل القوي”.

من جهة ثانية، من المتوقع أيضًا أن يفرض مجلس أوروبا خلال دورته المقبلة في 30 نوفمبر عقوبات على أنقرة إذا لم يتم الإفراج عن كافالا حتى ذلك الحين.

وتتراوح هذه العقوبات بين تعليق حق التصويت في المجلس أو تعليق العضوية، حيث من المفترض أن يمثل كافالا أمام المحكمة في 26 نوفمبر وقد يواجه عقوبة السجن مدى الحياة.

تغطية الكذبة بكذبة أكبر

وغرّد ناشطون على تويتر بأن مزاعم أردوغان عن تراجع السفراء واعتذارهم، هو محاولة لتغطية كذبة طرد السفراء بكذبة أكبر، معتبرين أن هذا لن يوقف انهيار الليرة، ولن يستر تخبط أردوغان وضعفه وتراجعه المذل، وهو يعلم جيدًا أن السفراء لم يتراجعوا ولم يعتذروا.

وأعاد مغردون إلى الواجهة، قضية القس الأمريكي برونسون، الذي احتجزته السلطات التركية عام 2016 ووجهت له تهم ارتكاب جرائم باسم منظمتي غولن وبي كاكا تحت مظلة رجل دين، قبل أن تفرج عنه عام 2018 وبأمر من الولايات المتحدة “أطلقوا سراح برونسون الآن”، علمًا أن أردوغان كان ظهر في فيديو وأكد أن “القس برونسون لن يخرج من السجن طالما أن الفقير، كما وصف نفسه، في الحكم”.

القس برونسون

ثم وبعد أن أعاد برونسون معززًا بطائرة خاصة إلى الولايات المتحدة بعد محاكمة استمرت لعدة دقائق، حاول أردوغان، كعادته، حفظ ماء الوجه، وزعم في تصريح لوكالة رويترز أن “القضاء لا الساسة هم من قرروا مصير القس”.

وفي تعليق على الحادثة وصف مغردون أردوغان، بأنه “مجرد ظاهرة صوتية، وصاحب خطابات نارية لكن بدون أفعال، لا هدف له سوى البقاء في الحكم” أو كما قال أحدهم “عنتريات أردوغان تنتهي دائمًا ما تنتهي بالخنوع” وتساءل مغرد آخر “على من يكذب أردوغان بمسرحية طرد سفراء 10 دول؟ إذا كانت المقاطعة الخليجية للمنتجات التركية قد دمرت اقتصاده بالفعل، فكيف سيتحمل عقوبات أمريكا وتبعات مقاطعة 10 دول؟” .

وشارك مغردون تعليقًا ساخرًا لأحد النواب الأتراك الذي عبر عن ندمه لأنه صدق أردوغان وتضامن معه في دعوته إلى مقاطعة المنتجات الأمريكية، وحطم هاتفه الآيفون، لكن أردوغان خذله وسارع إلى مصالحة ترامب في أول فرصة سنحت له بذلك.

بينما كانت قناة الجزيرة القطرية، عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، أول المطبلين لإعلان أردوغان طرد السفراء وقالت “إن الرئيس التركي اختار أقسى أشكال الاحتجاج الدبلوماسي بين الدول”، وأول المزمرين عندما قالت أنه “تراجع واعتذار من قبل سفراء الدول الغربية”.

‫شاهد أيضًا‬

فضيحة من العيار الثقيل.. الفساد القطري يصل للأمير تشارلز

كشفت الصحافة البريطانية عن حصول ولي عهد المملكة المتحدة الأمير تشارلز على حقائب تحتوي على …