‫الرئيسية‬ أخبار رئيسية صراع الإخوان.. فصل جديد ومسارات متوقعة

صراع الإخوان.. فصل جديد ومسارات متوقعة

هزائم كبيرة لحقت بالإخوان عربيا ودوليا بينما تنهك الصراعات الداخلية جسد التنظيم الإرهابي.

بدأ عام 2022 وصراع الإخوان ما زال قائما متجددا إذ كشفت مصادر مطلعة من داخل التنظيم الإرهابي أن جبهة محمود حسين المقيم في اسطنبول أرسلت قبل أيام بيانا داخليا لعناصر الإخوان في مختلف الدول، حذرتهم فيه من إعلان التأييد لإبراهيم منير ومجموعته، وفي حال المخالفة فسيتعرضون للفصل النهائي من الجماعة.

محمود حسين

البيان الذي جرى تداوله داخليا أظهر ميل استخباراتي لدى جبهة اسطنبول فأصبحت توظف مصادرها لمراقبة من يتواصل مع الجبهة الأخرى، وبحسب المصادر فإن آلية المراقبة المعروفة ستتم من خلال لجان تتابع المنصات الخاصة بقيادات الإخوان والأعضاء البارزين، حيث يجري اصطياد أي هفوة قد تظهر ميل صاحب المنصة للجبهة المناوئة حتى يلاقي مصيرا مجهولا.

ولم تكن جبهة لندن بزعامة إبراهيم منير بأحسن حال إذ أصدر الأخير بيانا مشابها حذر فيه من اتباع مجموعة اسطنبول، وقال إنهم مجموعة “الساعين إلى الفرقة”، وأي شخص يتبعهم سيتم التعامل معه بشكل حاسم من جانب لجان التحقيق الداخلية، وقد يصل الأمر إلى فصله أيضا.

إبراهيم منير

وتحدثت مجلة “إيكونوميست” عن الصراع الإخواني من خلال تقرير أعدته جاء فيه “أن أقدم حركة إسلامية تمزق نفسها، ويتبادل قادتها في لندن واسطنبول الشتائم ويتهمون بعضهم البعض بالفساد”.

ونقلت الصحيفة عن أسامة جاويش، الإخواني السابق الذي يعيش في بريطانيا قوله: “بدلا من التضحية بأنفسهم فإنهم يضحون بالحركة”، كما اعتبر عزام التميمي، أن “الحركة الدولية لم تعد موجودة”، إذ أن هزائم كبيرة لحقت بها عربيا ودوليا بينما تنهك الصراعات الداخلية جسد التنظيم الإرهابي.

عزام التميمي

وفي هذا السياق حددت صحيفة الوطن السعودية ثلاثة مسارات متوقعة حول الصراع الإخواني، أولها أنها قد تراوح في المكان، وهو سيناريو مرجح، بمعنى أن تتواصل الأزمة وتتوسع الخلافات دون قدرة أي من الطرفين على حسم الأمور لصالحه، لا سيما وأنهما يعتمدان مقاربة “كل شيء أو لا شيء”، ويستند كلاهما على مرجعيات مشتركة قوامها الإقصاء الكلي والقضاء على الطرف الآخر، ويبدو أن مسارات الصراع تسير وفقا لهذه المقاربة حال استمرارها لصالح تيار منير، استنادا لعامل حاسم في الخلافات التاريخية الإخوانية وهو أن من يملك مالية التنظيم ستكون له الغلبة، بالإضافة لاستثمارات أخرى عبر قائمة من الشركات والمؤسسات التي تعمل في الأسواق بما فيها أسواق العقار، وهو ما يفتقده تيار تركيا الذي يعتمد في تغطية نفقات التمويل على قيادة لندن، بما في ذلك رواتب وامتيازات قياداته وتكاليف منصاته الإعلامية.

أما السيناريو الثاني، فيكمن في التوصل إلى مصالحة تقودها الرموز والشيوخ، تحت شعارات الحفاظ على الجسم الإخواني ووحدته، لكن احتمال هذه المصالحة يبدو ضعيفا، وحتى لو تمت فإن احتمالات نجاحها لن تضمن عودة التنظيم موحدا، وهي احتمالات تبدو غير واقعية، خاصة أنه في كل مرة تم اللجوء فيها للمصالحة سرعان ما عادت المواقف للتؤجج.

أما ثالث السيناريوهات، فيتحدث عن تفاقم وتصعيد إلى مستويات أعلى، خصوصا مع تشابك وتداخل السياقات الإقليمية والدولية، ومع التضييق الذي تعانيه فروع التنظيم دوليا، وفشل تجاربهم في دول شمال أفريقيا والمشرق العربي، إضافة لرفع الغطاء عن التنظيم من قبل أنقرة، عبر سلسلة إجراءات وقرارات عميقة، كان أبرزها ضبط منصات الإخوان الإعلامية وتقييد تحركات قياداتها على الأراضي التركية تحت مراقبة أجهزة الأمن، بالإضافة لضغوطات ومطالبات من داخل التنظيم بالتجديد وتحديدا في الساحة المصرية، وذلك بعد سلسلة أخطاء أسهمت في الإطاحة بهم عن الحكم.

الإخوان المسلمون في مصر

تسهم هذه العوامل كلها في ترجيح سيناريو التفاقم والحسم، ويبدو أن الكفة تميل لصالح جناح لندن بقيادة منير رغم تركيز جناح أنقرة على رفض قيادة الأخير لكونه يحمل جنسية بريطانية، الأمر الذي يخالف اللوائح الداخلية الإخوانية، كما أن هناك عاملا آخر يعد معيارا قويا لكيفية توقع انتهاء الصراع، وهو أن غالبية قيادات التنظيم الدولي من المصريين، والتنظيم الإخواني المصري يشهد صراعات أكثر حدة بعد الاعتقالات الأمنية التي طالته، وبعد تراجع شعبيته وظهور تيار شبابي إخواني يرفض القيادات التاريخية التي يمثلها جناح أنقرة في الصراع، وهو ما يعني أن كفة منير ستكون الأرجح في الاستيلاء على قيادة التنظيم.

‫شاهد أيضًا‬

فضيحة من العيار الثقيل.. الفساد القطري يصل للأمير تشارلز

كشفت الصحافة البريطانية عن حصول ولي عهد المملكة المتحدة الأمير تشارلز على حقائب تحتوي على …