‫الرئيسية‬ أخبار رئيسية “صوت داعش” في قبضة العدالة

“صوت داعش” في قبضة العدالة

قصة محمد خليفة تبرز مدى اهتمام التنظيمات الإرهابية بالإعلام.

كشفت وزارة العدل الأمريكية أن المعلق على مقاطع فيديو تنظيم داعش باللغة الإنجليزية، الذي يوصف بأنه “صوت داعش”، محتجز في الولايات المتحدة.

وأفاد بيان لوزارة العدل الأمريكية بأنه جرى القبض على محمد خليفة أو كما يطلق على نفسه “الحارس أبو رضوان”، وهو مواطن كندي، ولد في السعودية ويبلغ من العمر 38 عامًا، من قبل قوات سوريا الديمقراطية في يناير/ كانون الثاني عام 2019.

وأضاف البيان أن خليفة نُقل مؤخرًا إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي.

ووصف راج باريخ القائم بأعمال المدعي الأمريكي للمنطقة الشرقية من ولاية فرجينيا خليفة بأنه “الصوت الذي يقف وراء أعمال العنف”.

ويُتهم خليفة بأنه عمل مع داعش لنحو 6 سنوات بعد سفره إلى سوريا في عام 2013 ليصبح مقاتلًا أجنبيًا، وعمل في قسم الإعلام باللغة الإنجليزية، في التعليق الصوتي والترجمة للدعاية.

وقالت وزارة العدل إن خليفة ترجم وروى حوالي 15 مقطع فيديو لداعش.

وزارة العدل الأمريكية

وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد انفردت بأول لقاء صحفي مع خليفة وكشفت أنه درس في كلية في تورونتو، وعمل سابقًا في شركة متخصصة في تكنولوجيا المعلومات، لديها تعاقد مع شركة “IBM”.

ووصف محمد خليفة نفسه، كونه صاحب التعليق الصوتي على مقطع فيديو عام 2014 المعروف باسم “لهيب الحرب”، بأنه موظف صاحب منصب رفيع المستوى في وزارة إعلام داعش، وهي الوحدة المسؤولة عن نشر لقطات فيديو لجرائم بربرية وحشية.

كيف تأكد تورط خليفة بجرائم داعش؟

للتحقق من إدعاء خليفة، استعانت صحيفة “نيويورك تايمز” بـ3 خبراء في الطب الشرعي لمقارنة الصوت المجهول في فيديو “لهيب الحرب” ببيان تلفزيوني ألقاه خليفة وتم بثه في سوريا بعد وقت قصير من القبض عليه.

وقد خلص جميع الخبراء إلى أنه من المرجح بدرجة كبيرة أن خليفة هو من قام بأداء التعليق الصوتي.

فيلم “لهيب الحرب”

وعبر خليفة عن عدم شعوره بالندم لصحيفة نيويورك تايمز.

يذكر أن إصدار فيديو “اللهب للحرب” في 19 سبتمبر 2014 كان بمثابة نقطة تحول بالنسبة لداعش، وجاء بعد أقل من 3 أشهر من تأسيس ما أطلق عليه التنظيم الإرهابي “الخلافة”.

فحتى ذلك الحين، كان تنظيم داعش ينشر مقاطع فيديو أقصر وأقل طموحًا، ولكن تم تصوير هذا الفيلم جزئيًا من قبل مقاتلة تابعة لداعش مزودة بكاميرا من “GoPro”.

استغرق مقطع الفيديو 55 دقيقة يصاحبه تعليق صوتي بالإنجليزية مما سهل عملية ترويجه بين من تم تجنيدهم في التنظيم الإرهابي من أستراليا وبريطانيا وأميركا الشمالية، بحسب ما ذكر تشارلي وينتر، الباحث البارز في المركز الدولي لدراسة التطرف في كلية كينغز في لندن.

البداية والاستقطاب

روى محمد خليفة أنه في البداية استمع في عام 2013 إلى محاضرات عبر الإنترنت من قبل داعية تنظيم القاعدة أنور العولقي.

أنور العولقي

وتحمس للدعوة لما يصورونه بضرورة الجهاد، لكنه عندما شاهد مقطع فيديو على يوتيوب في وقت لاحق، يظهر مجموعة من المقاتلين البريطانيين يتحدثون الإنجليزية على الخطوط الأمامية في سوريا، حدثت نقطة التحول وقرر أن ينضم إليهم.

ويقول خليفة إنه تم اختياره لمهمة التعليقات الصوتية بواسطة مشرف أسترالي يكنى أبو عبد الله، وقال: “كان أبو عبد الله يعطيني نصًا للتعليق ولمراجعته، ومن ثم نقوم بالتسجيل الصوتي”.

بحسب ما ذكره خليفة، كان يتم تسجيل الصوت في استوديو احترافي، تتوافر به جدران معزولة جيدًا، وتم استخدام برنامج “Magix Samplitude” للدمج الصوتي، ثم يتم بث المنتج النهائي من خلال طبق محمول على اتصال بالقمر الصناعي.

إلا أنه ومع تقهقر تنظيم داعش في سوريا وإجباره على الهروب، قال خليفة إنه توقف عن العمل في الوحدة الإعلامية، وحمل بندقية للدفاع عن التنظيم.

في المحصلة تثير قصة خليفة مدى اهتمام داعش والتنظيمات الإرهابية عمومًا بالإعلام وتوظيفه كسلاح مضاف لأسلحتها سواء في بث الرعب بين المدنيين وترويعهم أو لغايات ترويجية لتجنيد العديد في صفوفهم من مختلف الجنسيات.

‫شاهد أيضًا‬

فضيحة من العيار الثقيل.. الفساد القطري يصل للأمير تشارلز

كشفت الصحافة البريطانية عن حصول ولي عهد المملكة المتحدة الأمير تشارلز على حقائب تحتوي على …