‫الرئيسية‬ أخبار رئيسية فصل جديد من الصراع.. الإخوان أصبحوا جماعتين

فصل جديد من الصراع.. الإخوان أصبحوا جماعتين

جماعة الإخوان المسلمين تنشطر إلى نصفين.

أعلن القيادي الإخواني محمود حسين أحد طرفي النزاع المحتدم في جماعة الإخوان المسلمين عن تنصيب القيادي مصطفى طلبة، مرشدا عاما جديدا بديلا عن إبراهيم منير، الذي يمثل الطرف الأخر للصراع، الأمر الذي سبب ضجة كبيرة لدى أوساط التنظيم الإرهابي واعتبره مراقبون أنه بمثابة إعلان عن انشطار الجماعة إلى جماعتين وكل جماعة لها مرشد عام لوحدها.

محمود حسين

وأصدرت جبهة إسطنبول التي يتزعمها محمود حسين مساء الجمعة بيانا، أعلنت خلاله “تشكيل لجنة مؤقتة باسم اللجنة القائمة بأعمال المرشد العام من بين أعضائه، وتقوم بمهام المرشد العام للجماعة لمدة ستة أشهر، على أن يتم الإعلان عن هذه اللجنة في الوقت الذي يحدده المجلس، وأن القيادي الإخواني مصطفى طلبة سيكون ممثلا لها”.

وطلبة هو أحد قيادات مجلس شورى الإخوان في تركيا، وتضعه مصر على قوائم الإرهاب، ويعمل أستاذا في الجراحة العامة وحاصل على الجنسية البريطانية واسمه بالكامل مصطفى فهمي طلبة حسن، ومسؤول مع شقيقه علي فهمي طلبة عن إدارة استثمارات ضخمة من أموال الإخوان.

وكانت مصادر إعلامية قد كشفت قبل أيام أن جبهة إسطنبول عقدت مؤتمرا لعناصرها في كافة أنحاء تركيا بمشاركة إدارة القطر المصري المعنية بالتحضير للانتخابات، تمهيداً لتعيين قائم بأعمال مرشد الجماعة، وبحضور عدد كبير من قيادات الجبهة وأعضاء مجلس الشورى العام.

وانعقد المؤتمر الذي شهد تواجدا نسائيا ملحوظا في أحد فنادق إسطنبول وتحت شعار ملتقى أوفياء للثوابت والأصول لبحث كيفية التحضير للانتخابات وتعيين لجنة لإدارة الجماعة في تركيا بدلا من اللجنة التي تم انتخابها مؤخرا ونالت ثقة جبهة لندن بقيادة منير.

إبراهيم منير

وطالبت العناصر الإخوانية الموالية لجبهة حسين منح القائم الجديد بعمل المرشد صلاحيات واسعة مع تحديدها، وإعلانه بها رسميا من جانب أعضاء مجلس الشورى العام، وأن يصدر مجلس الشورى قرار تكليف رسمي باسم القائم الجديد، وإخطار صفوف الجماعة به.

ودعت عناصر الجماعة إلى تشكل لجنة أساسية تكون داعمة للقائم الجديد، ولمدة 3 شهور لحين تثبيت أركان عمله، وتزويدها بالخبراء من الاستراتيجيين والسياسيين والإعلاميين، مع إنشاء مركز إعلامي قوي يكون داعما لعمل القائم، ومشرفا على تمرير رسائله إلى صفوف الجماعة في الداخل والخارج، وكذلك قادة وحكومات دول العالم.

واتفقت عناصر وقيادات الجماعة في تركيا على ضرورة إنشاء فريق إعلامي بخلاف المركز الإعلامي بجانب القائم الجديد بعمل المرشد تكون مهمته، إرسال أول رسالة له لدول العالم ووسائل الإعلام العالمية وأن تكون مكتوبة باللغة الإنجليزية وليس العربية.

واقترحت قيادات الجماعة أن تكون مهمة الفريق الإعلامي التسويق لقرارات المرشد الجديد، ورصد ردود الأفعال سلبا وإيجابا، والرد الفوري على الشبهات، والتواصل مع المؤسسات الدولية والبحثية ومراكز الدراسات لتقديم صورة ذهنية متطورة عن الجماعة وعملها وأدائها وأهدافها.

يذكر أن محمود حسين الأمين العام السابق لجماعة الإخوان وزعيم ما عرف بجبهة إسطنبول قد أدلى بتصريحات بثتها مواقع الجماعة قبل أيام، أكد فيها بطلان قرارات إبراهيم منير القائم بعمل المرشد العام وعزله من منصبه، واختيار لجنة مؤقتة تقوم بمهام القائم بعمل المرشد.

هل انتهى التنظيم الإرهابي؟

رغم مرور العديد من الأزمات التنظيمية والإدارية بتاريخ الإخوان المسلمين إلا أن هذه الأزمة والصراع الداخلي الذي وصل إلى أعلى الهرم التنظيمي للإخوان هو أمر استثنائي لم يسبق له الحدوث بتاريخ الجماعة، وكذلك الهزائم المتتالية التي شهدها التنظيم في السنوات الأخيرة والتي تميزت أيضا بأنها لم تأتي إليهم من أنظمة الحكم أو أجهزة المخابرات، إلا أنها جاءت من الشعب الغاضب من سياستهم وفشلهم عقب تسلم الإخوان دفة الحكم في العديد من الدول العربية قبل أن تثور الشعوب عليهم وتنقلب ضدهم.

إلا أنه ورغم كل ذلك ما زال الاخوان موجودين ومنتشرين في العديد من بقاع العالم، وما زال فكرهم الإرهابي المتشدد يغزو المواقع الإلكترونية والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي، كما أن مخططاتهم وإرهابهم على الأرض لم يتوقف، وهم ينتظرون الفرصة المناسبة للانقضاض ثانية على المناصب والمكاسب وخاصة في الدول العربية، وهذا الأمر الذي يراهنون عليه، فالذاكرة الجمعية للشعوب ضعيفة، والدليل على ذلك أنه لم يمضي على رحيل الخلافة العثمانية التي حكمت الدول العربية أربعة قرون باسم الدين، سوى سنوات قليلة حتى خرج حسن البنا عام 1928 وأسس تنظيم الاخوان المسلمين في مصر في محاولة السيطرة على الحكم وتعميم الإسلام السياسي والحكم باسم الدين مجددا.

حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين

وقد لاقى البنا نجاحا لأن شعاراته كانت براقة والذاكرة الجمعية للشعوب كانت ضعيفة، فلم تتذكر ويلات الإسلام السياسي والحكم باسم الدين الذي لاقته في عهد العثمانيين، لذلك تجد الترقب مستمر لدى الناشطون والمراقبون السياسيون رغم هزيمة التنظيم الإرهابي وتخبطه بالفشل، إلا أنه لم يعلن عن وفاته المرجوة أحد بعد.

‫شاهد أيضًا‬

فضيحة من العيار الثقيل.. الفساد القطري يصل للأمير تشارلز

كشفت الصحافة البريطانية عن حصول ولي عهد المملكة المتحدة الأمير تشارلز على حقائب تحتوي على …