‫الرئيسية‬ أخبار رئيسية قطرستان.. حكاية صناعة ولاءات جديدة

قطرستان.. حكاية صناعة ولاءات جديدة

يقوم تميم بتجنيس الإرهابيين لضمان أمن نظامه ولإيجاد مقاتلين يظن أنهم قد يؤمنون الحماية له حسب معتقداته.

تحدث الأمير الوالد حمد بن خليفة مع قناة “سي بي إس” الأمريكية قبل عشرة أعوام تقريبُا عن الديمقراطية وعن حرية الشعوب وحقها في اختيار طريقة حكمها، بل ذكر في اللقاء أنه لا يمانع حكم الشعب نفسه بنفسه، ويكاد يخيل لمن يسمعه أنه “كارل ماركس” أو “أفلاطون”.

واليوم بعد أن آلت السلطة في قطر إلى تميم وبوصاية الحمدين، عاد حمد للحديث عبر شاشة القناة ذاتها عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وعن المقاطعة، بل زعم أيضًا إن مشكلة دول المقاطعة الخليجي مع نظامه هي “انحيازه للشعب”.

تجنيس إرهابيين وإقصاء مواطنين

عقب وصول تميم للسلطة ضغط على آل مرة لأنهم وقفوا إلى جانب الأمير الوالد في “شرعنة” حكمه عندما انقلب على أبيه، وقام بسحب الجنسية من مواطنين كُثُر من آل مرة، ومارس عليهم مع أجهزته المختلفة، التي يسلطها على رقاب الشعب القطري، مختلف أنواع القمع وتكميم الأفواه ومنع الحريات واستمر ذلك الحال إلى أن فضح التناقض في سياساته حقيقة نظرته لشعب بلاده، إذ إن الأمير الداعم للحريات والربيع العربي ولكل انقلاب على أي ولي أمر لا يبدو مسرورًا بتبني النظرية ذاتها عندما يتعلق الأمر بشعب قطر، فهو ولي الأمر الذي لا يجوز التطاول عليه وهو مستعد أن ينحاز لأي شعب على ظهر الكوكب إلا مطالب الشعب القطري.

هزاع بن علي المري

ما الفائدة من المجنّسين “الإرهابيين”؟

يقوم تميم بتجنيس الإرهابيين لضمان أمن نظامه ولإيجاد مقاتلين يظن أنهم قد يؤمنون الحماية له حسب معتقداته، ومع كل التأكيدات والأبحاث والدراسات لا تبدو مساحة قطر كافية لوجود أي عمق استراتيجي يسمح أصلًا بالاستفادة من جيش تميم المجنّس، الذي يسعى لتشكيله عبر نقل وتدريب وتجنيس تلك الأعداد الهائلة من الإرهابيين.

ويبدو أن أمرًا مهمًا للغاية قد فات تميم، وهو أن أمن أي دولة بما فيها قطر ينشأ من ولاء الشعب أولًا ومن احترام حقوقه ثانيًا، وهو أمر كشفت الأحداث الأخيرة أنه ليس على سلم أولويات نظام تميم.

وعلى الرغم من أن الأمير الوالد قبل 10 أعوام صرّح بأن العلاقة مع الولايات المتحدة جيدة وأنها ليست مبنية على منفعة مادية، إلا أن تسارع أحداث فضيحة اعتقال عناصر من الإيغور في العام 2017، والانصياع لمصالح واشنطن آنذاك كشف عن دولة هشّة للغاية.

ويرى أحد الخبراء العسكريين أن الدوحة في سياساتها تضع نفسها أمام تحديات كبرى قد تجعلها في موضع خطير بما لا يسمح حتى لإرهابييها المجنسين حماية أمير الإرهاب تميم لساعات معدودات.

قد تكون حكاية صناعة ولاءات جديدة، أو ربما “عشائر” جديدة، خاضعة لما يعتبره مستشارو تميم نجاحًا في كرة القدم عبر تجنيس أفضل اللاعبين الممكن اصطيادهم لفريق كرة القدم القطري، فجلب الأسلوب ذاته إلى الميدان السياسي والديموغرافي، وأصبحوا يختارون محترفي الإرهاب كما يختارون محترفي الكرة المستديرة، ومن يدري؟ قد يكون لدى تميم قريباً بدل مونديال في كرة القدم وآخر في الإرهاب.

‫شاهد أيضًا‬

فضيحة من العيار الثقيل.. الفساد القطري يصل للأمير تشارلز

كشفت الصحافة البريطانية عن حصول ولي عهد المملكة المتحدة الأمير تشارلز على حقائب تحتوي على …