‫الرئيسية‬ أخبار رئيسية قطر.. دولة ما بين الدويلة والجزيرة

قطر.. دولة ما بين الدويلة والجزيرة

قرارت عجائبيّة يتّخذها أمير قطر بين ليلة وضحاها ودون سابق إنذار تنسف مكوّناً أساسيّاً من مكوّنات المجتمع القطري.

استيقظ القطريّون على أمرٍ أميري يستثني قبيلة عن بكرة أبيها من المشاركة في انتخابات مجلس الشورى القطري ويسلب حقّ أبنائها في التّرشح أيضًا.

لمن لا يعلم، فإن المجتمع القطري يتألّف في تركيبته الأساسيّة من مجموعة من القبائل العربيّة شكّلت فيما بينها إمارة وكيانًا ودولة، وتُعتبر قبيلة “آل مرة” إحدى هذه القبائل الأساسيّة والأصيلة المشكلة للنسيج القطري، بل وتشكّل ما نسبته ربع عدد السّكّان في قطر.

مفهوم “الدولة”

تقوم الدّول في تكوينها على ثلاث عناصر أساسيّة تتمثل بـ “السيادة، الأرض، الشعب” وتعتمد عليها كركائز، بغضّ النّظر عن الشّكل السّياسي للدّولة سواء أكان ملكيّاً أو ملكيّاً دستوريّاِ أو جمهوريّاً، لكن ما صنعته “التّميميّة السّياسيّة” مؤخّراً لا يعدو عن كونه بلطجة سياسيّة موصوفة والمستهدف هم مواطني قطر أنفسهم، فبينما تسعى دول العالم لمنح امتيازات للمبدعين واستقطاب الكفاءات والعقول، تنحو “التّميميّة السّياسيّة” منحى آخر عبر تجنيس لاعبين رياضيين عرب وأجانب وبنفس الوقت تقصي مواطنين قطريين أصيلين في مفارقة أقلّ ما يقال عنها أنّها مضحكة ففي الوقت التي تحارب دول العالم التمييز العرقي والعنصري، تبهرنا قطر بعقليتها المتخلفة القائمة على التمييز القبلي والعشائري.

في تغريدة له يرى المحامي القطري هزّاع بن علي أنّ إنجاز محكمة دستوريّة في قطر استغرق 15 عاماً من التّأجيل ويسأل الأمير تميم: لماذا هذا التأجيل؟ وطالما أنّ الأمير تفرّد بالرّأي بهذه الطّريقة، أين هو مفهوم الدّولة والدّستور والقانون أصلًا؟

المحامي القطري هزّاع أبوشريدة المرّي، من قبيلة آل مرة، وفي فيديو له نشره على اليوتيوب، قال موّجهاً كلامه لأمير قطر: “وضعتم هذه القوانين غير الدّستوريّة لتُرفض، وسنطالب بحقوقنا من داخل الوطن حتّى لو كُتب لنا الموت في السّجون، نموت بشرف ولا نعيش بثوب الانتقاص، نسألك ألّا تدفعنا إلى ما تكرهه منّا ونكرهه منك”.

على مايبدو أن لعنة الشّاعر القطري “محمد بن فطيس المري” لحقت قبيلته أيضاً كونه أوّل من رفع الصّوت من آل المرّي في وجه ظلم واستبداد تميم ونظامه السّياسي.

هجومٌ على “الدّيمقراطيّة” المزعومة في قطر بشكلٍ عام وبحثٌ عميق عن مشاكل دستوريّة عالقة ومزمنة وتذكيرٌ بانقلاب الابن على الأب والأب على الجدّ كشفت عن المهازل الّتي يعيشها من يظنّ أنّ قطر تّتبع أي معايير سياسيّة أو دستوريّة أو قانونيّة قائمة في معظم الدّول الّتي تحترم شعبها و تقدّس ديموقراطيّاتها و تؤكّد أنّ “دولة قذر” ليست سوى محاولات “Show off” سياسي خوفاً على العصابة الحاكمة ترافقها تعنّت تلك العصابة في التّعاطي مع البيت الخليجي خاصّةً والعربي عامّةً الّلذان يشكّلان ضماناً حقيقيّاً لوجودها و أمنها بينما تسعى باحثةً عن تحالفٍ هنا و تموضعٍ ضمن تحالفاتٍ دوليّة هناك لتُعلي من شأنها المتواضع وتضع رأسها بين رؤوس الدّول الإقليميّة و العالميّة الكبيرة لكن في الحقيقة هي أداة صغيرة تستخدمها الدول الكبرى لتحقيق مصالحها و ستنتفي الحاجة إليها بانتفاء تلك المصالح.

من جهةٍ أخرى تشير مصادر مطّلعة في تونس أنّ الإجماع الشّعبي على ضرورة لجم حليف قطر كان بيضة القبّان التي كسرت عنجهيّة السّلوك القطري للأبد، فحسابات قطر حول تجييش ما تظنّه أغلبيّات إسلاميّة للسّيطرة على محيطها كانت خاطئة، ومن موقع معرفتنا الدّقيقة للتّكوين الدّيموغرافي العربي لا بدّ للنّظام القطري أن يقتنع من أنّ فشل جميع مخطّطاته عبر تمويل الإسلام السّياسي في عدّة دول عربيّة ما هو إلّا استمراريّة لفشل تسييس الإسلام في جميع دول الكوكب على مرّ العقود.

إنّ المراهقة السّياسيّة الّتي يعاني منها النّظام القطري وانتفاخ محفظته الماليّة جعلته يمارس نوعاً من النّازيّة السّياسيّة و يشجّع تنظيمات تقارب إيديولوجيّاتها الفكر النّازي في محاولةٍ ربّما للبحث عن أصالةٍ ما يشعر بعقدة النّقص حيالها، هذه المراهقة جعلت من هذا النّظام نظاماً منبوذاً حتّى في محيطه القريب كونه غير قادر على استخلاص الدّروس المستفادة، بل على العكس تماماً، زاد في عنجهيّته ضارباً بعرض الحائط جميع المواثيق الدّوليّة الّتي تنظّم العلاقات بين الدّول، ومواثيق حقوق الإنسان الّتي ترعى حقوق الشّعوب، معتقداً أنّ لعبة الإعلام الّتي يتقنها عبر “جزيرته” ستمكّنه من حصد النّتائج دائماً لصالحه عبر شيطنة الآخر، غير مدركٍ أنّ لسان حال الآخر: “ما أفصح القحباء عندما تحاضر في الشّرف”.

‫شاهد أيضًا‬

هل ستسيطر قطر على تويتر من خلال إيلون ماسك؟

كشف موقع “prolificsolns” تفاصيل جديدة بخصوص صفقة تويتر لرجل الأعمال الأمريكي إ…