‫الرئيسية‬ أخبار رئيسية قطر تمول 140 مشروعا إخوانيا في أوروبا

قطر تمول 140 مشروعا إخوانيا في أوروبا

الدوحة تحاول أن تفرض على القارة العجوز الإسلام السياسي الذي تدعو إليه جماعة الإخوان المسلمين.

في حلقة أعيد بثها في برنامج على قناة ART البلجيكية، جرى عرض فيلم وثائقي حول قطر و تأثيرها على الإسلام في أوروبا، ويكشف الفيلم مخططا قطريا لتمويل شبكة كبيرة من الجمعيات المتوافقة مع إيديولوجية الإخوان المسلمين في أنحاء أوروبا، وذلك عبر منظّمة “قطر الخيرية”.

قطر الخيرية

حقيقة “قطر الخيرية”

المنظّمة غير الحكومية التي تأسّست عام 1992 في قطر والمنتشرة في أكثر من 70 دولة من أجل “مساعدة الأطفال ضحايا الأزمات والكوارث”، وفق موقعها الإلكتروني، دفعت أكثر من 120 مليون يورو لتمويل 140 مشروعا تابعا لجمعيات قريبة من الإخوان المسلمين في أوروبا تركز معظمها في بعض الدول، إذ شملت 47 مشروعا في إيطاليا و22 في فرنسا و11 مشروعا في كل من إسبانيا وبريطانيا وعشرة مشاريع في ألمانيا، بحسب ما أظهرت آلاف الوثائق السرية والتحويلات المصرفية والرسائل الإلكترونية التي قدّمها مخبر لقناة “آرتي” في ملف في أواخر العام 2016.

قطر الخيرية

وفي العام 2014 حين قالت السعودية والبحرين والإمارات ومصر إن قطر تمول جماعات إسلامية متشدّدة، والإخوان المسلمين بشكل خاص، تحت غطاء المساعدات الإنسانية عبر “قطر الخيرية”، نفت الدوحة ذلك وادعت أن المنظمة مستقلة ولا علاقة مباشرة لها بالدولة، وقالت “قطر الخيرية” إن جميع مشاريعها تدخل في صلب مبادرة من أجل “تعزيز الثقافة الإسلامية في العالم”، إلا أن الوثائق التي عرضتها “آرتي” تتعارض مع هذه الادعاءات، وكشفت أن عددا من أبناء أسرة آل ثاني القطرية الحاكمة هم أبرز المتبرعين للمنظمة، بمن فيهم محمد بن حمد وسعود جاسم أحمد وخالد بن حمد بن عبدالله وجاسم بن سعود عبدالرحمن، إضافة إلى الديوان الأميري لحاكم قطر تميم بن حمد آل ثاني.

وكانت صحيفة ليبراسون الفرنسية، قالت في تقرير لها بعنوان “وثائقي عن قطر.. هذا الممول الجديد للإسلام المتطرف الأوروبي”، إن الفيلم يكشف الطموحات الخبيثة للإمارة الغنية في أوروبا، ويشير الفيلم الوثائقي إلى أن القطريين ينظرون إلى الإسلام في أوروبا والمسلمين بشكل عام كسوق تجاري مربح يمكن الاستفادة منه اقتصادياً والاستثمار فيه.

“مركز النور” الإخواني

وفي تفاصيل التقرير، دعمت “قطر الخيرية” إنشاء “مركز النور” في فرنسا، وقال رئيس جمعية مسلمي الألزاس ناصر القاضي للقناة إن نحو نصف كلفة المشروع، التي بلغت نحو 28 مليون يورو، كانت من تبّرعات أفراد وجمعيات من الكويت وقطر، ونقلتها هذه الأخيرة عبر “قطر الخيرية” من دون فرض شروط وفق قوله، ومن الصعب التصديق أن تكون هذه التبرّعات من دون مقابل أو أهداف.

وقال مدير “برنامج التطرّف” في جامعة جورج واشنطن لورنزو فيدينو للقناة التلفزيونية “هناك جهود مبذولة من القطريين لتمويل شبكات الإخوان المسلمين في أوروبا بشكل كبير ومبالغ كبيرة، وهذه الوثائق دليل رسمي”.

ويؤكّد فيدينو وقوف الإخوان المسلمين وراء جميع المشاريع الممولة من “قطر الخيرية”، مستندا إلى وثيقة عرضها التقرير يدعو فيها رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الداعية يوسف القرضاوي إلى دعم مشروع لبناء مسجد في ميلان في إيطاليا، ويعتبر القرضاوي أبرز شيوخ الإخوان المسلمين، وقد نُفي إلى قطر التي حضنته ودعمته وقدّمت له الدعم المادي والإعلامي عبر قناة “الجزيرة”.

الإخوان المسلمون في أوروبا

كما كشف الفيلم عن تمويل منظمة قطر الخيرية غير الحكومية لمشاريع مساجد ومراكز إسلامية ومدارس في أوروبا، وكلها مرتبطة بالإخوان المسلمين، وبالرغم من نفي الدوحة لهذا التورط ، فإن التحقيقات في هذا المجال كشفت تأثير قطر على إسلام القارة ، من مركز النور الإسلامي في فرنسا، إلى نظام استقبال المهاجرين في صقلية في خضم الأزمة السورية، كذلك متحف الحضارات الإسلامية (موسيفي) في سويسرا.

لا شك أن هذه الإستراتيجية، التي تحاول قطر نشرها من خلال هذه المساعدة للجاليات المسلمة في أوروبا، تكشف رغبة الدوحة في أن تفرض على القارة الإسلام السياسي الذي تدعو إليه جماعة الإخوان المسلمين، وتكشف الدوافع الخبيثة للإمارة في تمويلات لقوى التطرف في أوروبا، والدور المشبوه لنظام الحمدين في دعم الإرهابيين في العالم.

‫شاهد أيضًا‬

فضيحة من العيار الثقيل.. الفساد القطري يصل للأمير تشارلز

كشفت الصحافة البريطانية عن حصول ولي عهد المملكة المتحدة الأمير تشارلز على حقائب تحتوي على …