‫الرئيسية‬ أخبار رئيسية ما هو مصير النووي الإيراني في حال فشل مفاوضات فيينا؟

ما هو مصير النووي الإيراني في حال فشل مفاوضات فيينا؟

مفاوضات فيينا تسير ببطء وسط مراوغة إيران وتمسكها برفع العقوبات.

تتواصل محاولات إحياء اتفاق فيينا المبرم في 2015 بشأن النووي الإيراني، وسط اتهام إيران للقوى الغربية بسوء النية في المفاوضات، وانتقاد مستمر من جانب الولايات المتحدة وحلفائها لتصرفات إيران المستفزة في هذا الشأن.

وقال كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري، إن التوافق لا يزال ممكنا إذا أقرت الولايات المتحدة، التي انسحبت من الاتفاق في 2018، بإخفاقها، وانخرطت في دبلوماسية حقيقية.

علي باقري

وأضاف المسؤول الإيراني في تغريدة على حسابه على تويتر “بعض الأطراف الفاعلة ما زالت تمارس لعبة إلقاء اللوم بدلا من الدبلوماسية الحقيقية، طرحنا أفكارنا مبكرا وعملنا على نحو بناء ومرن لتضييق الفجوات”.

من جانبه قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، إن مطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تراقب النشاط النووي الدولي، للوصول إلى موقع كرج النووي، غير مقبولة.

الموقف الأمريكي

في المقابل، حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، من أن واشنطن تعد “بدائل” مع الحلفاء إذا فشلت المحادثات.

وأضاف بلينكن خلال زيارة لإندونيسيا: “نواصل متابعة الدبلوماسية، في هذه الساعة وفي هذا اليوم، لأنها في الوقت الحالي هي الخيار الأفضل، لكننا نتواصل بنشاط مع الحلفاء والشركاء بشأن البدائل”.

أنتوني بلينكن

وأشار بلينكن إلى بيان صدر مؤخرا عن الدول الأوروبية المشاركة في المحادثات، جاء فيه أن “الوقت ينفد، وأن إيران لا تزال غير منخرطة في مفاوضات حقيقية”.

وقال بلينكن في إشارة إلى البيان “إن لم يكن هناك تقدم سريع.. فإن الاتفاق النووي الإيراني سيصبح كقذيفة فارغة”.

وكانت المفاوضات قد استؤنفت في نهاية الأسبوع الماضي لمحاولة إحياء اتفاق 2015 بين إيران والقوى العالمية، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب.

ماذا يقول الأوروبيون؟

قال مسؤولون دبلوماسيون من الدول الأوروبية الثلاث المشاركة في مفاوضات فيينا إن إيران أبدت مواقف جديدة تتعارض مع الاتفاق المبرم في عام 2015.

وعبر المسؤولون عن خشيتهم من احتمال أن يصبح الاتفاق النووي مع إيران مجرد “إطار فارغ” لا معنى له، بالنظر إلى الوتيرة الإيرانية في تسريع برنامجها النووي.

ويأتي هذا التحذير بعدما اتهمت الدول الغربية طهران بالتراجع عن الموقف الذي كانت تحمله في وقت سابق هذا العام.

وقال المسؤولون الدبلوماسيون في بيان إنهم “يضيعون وقتا ثمينا في محادثات فيينا لأن إيران تثير مواقف جديدة لا تتفق مع خطة العمل المشتركة الشاملة، أو تتجاوز ما تنص عليه”.

وأضافوا: “لقد خضنا ساعات طويلة من التفاوض، وقد ضغطت جميع الوفود على إيران لتكون عقلانية”.

وخلص البيان إلى القول بأن “هذا أمر محبط لأن الخطوط العريضة لاتفاق شامل وعادل يسمح بإزالة جميع العقوبات المرتبطة بخطة العمل المشتركة الشاملة، ويعالج مخاوفنا بشأن منع انتشار (الأسلحة النووية)؛ كانت واضحة للعيان منذ الصيف الماضي”.

وجاءت هذه الجولة الجديدة بعد توقف في المفاوضات دام خمسة أشهر، وبمشاركة من الدول التي ما زالت أطرافا في الاتفاق.

الموقف الخليجي

اجتمع زعماء الخليج أمس الثلاثاء، في قمتهم السنوية بالسعودية، والتي أكدت على التلاحم بعد خلاف عميق، وسبق القمة جولة في دول الخليج قام بها ولي عهد السعودية، الأمير محمد بن سلمان، استهدفت التأكيد على التضامن في الوقت الذي تسعى فيه القوى العالمية لإحياء الاتفاق النووي مع إيران وسط حالة من عدم التيقن في الخليج بشأن الدور الأمريكي في المنطقة.

القمة الخليجية الـ 42

وأكد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في كلمة له “أهمية التعامل بشكل جدي وفعال مع البرنامج النووي والصاروخي الإيراني بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي”، مطالبا بـ”احترام القرارات الأممية وتجنيب المنطقة جميع الأنشطة المزعزعة للاستقرار”.

كما أشار إلى أهمية “استكمال مقومات الوحدة الاقتصادية ومنظمتي الدفاع والأمن المشترك بما يعزز دورنا الإقليمي والدولي من خلال توحيد مواقفنا السياسية”.

عقبات في الطريق

لقد شكل انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي ردة فعل سلبية لدى إيران التي واصلت نشاطها النووي وانتهكت اتفاقية فيينا بحسب التقارير الدولية حول الموضوع، فيما تم فرض العديد من العقوبات الأمريكية ضد إيران، ما شكل رغبة عميقة لدى الإيرانيين بإعادة تفعيل الاتفاق الذين طالبوا بسرعة رفع العقوبات الأمريكية عن بلادهم وأيضا أرادوا ضمانات بألا تتراجع أي إدارة أمريكية مرة أخرى عن الاتفاق، لكن بايدن لا يملك التعهد بذلك لأن الاتفاق النووي تفاهم سياسي غير ملزم، وليس معاهدة ملزمة قانونا.

وقالت الولايات المتحدة إنها سترفع العقوبات التي تتعارض مع الاتفاق النووي إذا عادت إيران للامتثال لشروطه، وهو ما يعني أنها لن ترفع عقوبات أخرى مثل التي فرضتها في إطار إجراءات تتعلق بالإرهاب أو بحقوق الإنسان.

تسريبات خطيرة

سرّب موقع أكسيوس نبأ زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، إلى إسرائيل، الأسبوع المقبل، لبحث ملف المفاوضات النووية.

وقال ثلاثة مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى للموقع الأميركي إن زيارة سوليفان تأتي لإجراء مناقشات بشأن مفاوضات فيينا التي لم تحقق نتائج ملموسة لإحياء صفقة 2015.

وخلال الزيارة المرتقبة، سيلتقي سوليفان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، ووزير الدفاع، بيني غانتس، كما يزور رام الله لعقد اجتماعات مع مسؤولين فلسطينيين.

ومؤخرا، طلب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، من فريقه مباشرة “التحضيرات” حال إخفاق المحاولات الدبلوماسية، وفق ما كشفت الناطقة باسم البيت الأبيض، جين ساكي.

وتشير المعلومات إلى أنه في حال وصول المحادثات النووية إلى طريق مسدود، فإن سيناريو تدمير المنشآت النووية الإيرانية قد يكون من بين الخيارات التي تدرسها الولايات المتحدة بالشراكة مع إسرائيل، وفق تقرير نشرته وكالة رويترز.

وبحث مسؤولون إسرائيليون زاروا واشنطن مؤخرا، إجراء مناورات عسكرية مشتركة لمواجهة الطموحات النووية الإيرانية.

وقال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، لدى استقباله نظيره الإسرائيلي: “أنا قلق للغاية من تصرفات الحكومة الإيرانية في المجال النووي في الأشهر الأخيرة من استفزازاتها المتواصلة وعدم التزامها الدبلوماسي”.

أخيرا هل ستنجح المفاوضات أم أن اللجوء إلى الخيارات البديلة بات الحل الوحيد لضبط النووي الإيراني؟

‫شاهد أيضًا‬

فضيحة من العيار الثقيل.. الفساد القطري يصل للأمير تشارلز

كشفت الصحافة البريطانية عن حصول ولي عهد المملكة المتحدة الأمير تشارلز على حقائب تحتوي على …