‫الرئيسية‬ أخبار رئيسية معركة مأرب منعطف هام في الحرب اليمنية.. فمن المنتصر؟

معركة مأرب منعطف هام في الحرب اليمنية.. فمن المنتصر؟

التحالف العربي يشير إلى أن الحوثيين تكبدوا خسائر بشرية هائلة في معركة مأرب بلغت 27 ألف قتيل.

تطورات غاية في الأهمية يشهدها الواقع اليمني، احتدام المعارك على جبهات مأرب، خسائر متتالية يلاقيها الحوثيون، وتغير في المواقف الدولية تجاه الوضع القائم في اليمن.

رغم الحصار الشديد الذي أطبقته ميليشيا الحوثي على محافظة مأرب اليمنية إلا أن المحافظة اليوم لم تعد مهددة بالسقوط كما كان مخطط له أن يحصل، إذ أن الهجمات العنيفة التي أطلقها التحالف العربي على مواقع الحوثيين أدى لتغير خارطة السيطرة الميدانية، فضلا عن الخسائر الهائلة التي لحقت بالحوثي وميليشياته.

مأرب

وفي هذا السياق أشار التحالف العربي إلى أن الحوثيين تكبدوا خسائر بشرية هائلة في معركة مأرب بلغت 27 ألف قتيل.

أهداف استراتيجية

كما كشف التحالف عن استهدافه منشأة سرية تضم خبراء من الحرس الثوري الإيراني، وحزب الله اللبناني، على الأراضي اليمنية، في إطار عملية واسعة نفذها فجر (الخميس) على أهداف في أربع محافظات يمنية هي صنعاء، ذمار، صعدة، والجوف.

وقال التحالف إن عناصر الحرس وحزب الله المستهدفين متورطون في هجمات عدائية.

وأوضح التحالف، قيامه بتنفيذ هذه العملية الواسعة؛ استجابة للتهديد الباليستي والطائرات المسيّرة، محذّرا من أن المطارات المدنية والمدنيين خط أحمر، وسنضرب بحزم في إطار القانون الدولي الإنساني.

طائرات الحوثيين المسيرة

وقد تكللت العملية العسكرية التي انطلقت يوم الجمعة وشاركت فيها قوات من ألوية العمالقة والمقاومة الشعبية بدعم قوي من التحالف العربي حتى اللحظة بتحرير مناطق استراتيجية تجاوزت حيس إلى الحدود الإدارية لمحافظتي تعز وإب، وكذلك حدود حيس مع مديريتي جبل رأس والجراحي التابعة لمحافظة الحديدة.

السعار الإيراني

بيد أن الأحداث الميدانية أقلقت إيران التي كانت تخطط للذهاب إلى المفاوضات بشأن ملفها النووي وهي تسيطر على محافظة مأرب عبر ميليشياتها الحوثية لتشكل ورقة ضغط على المجتمع الدولي، كذلك شعرت الجمهورية الإسلامية أن أحلامها تتبخر بفرض نفسها كلاعب رئيسي في شبه الجزيرة العربية عبر السيطرة على محافظة مأرب ذات الموقع الاستراتيجي والثروات الضخمة.

الأمر الذي دفعها إلى التصعيد أكثر وإعطاء الأوامر والتعليمات للحوثيين بالهجوم واستعادة ما خسروه، غير آبهة بحجم الخسائر التي قد تلحق بهم، وبالفعل شن الحوثيون هجوماً عنيفاً على مواقع عسكرية جنوب محافظة مأرب تخلله اشتباكات دامية استمرت لساعات إلى أن فشل الهجوم بالكامل وتكشفت عنه خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.

وأعلن التحالف تنفيذ 22 عملية استهداف ضد الحوثي في مأرب خلال الساعات الـ 24 الماضية، وأوضح أن العمليات العسكرية أدت لمقتل 115 عنصرا، إضافة لتدمير 16 آلية عسكرية.

كما أكد التحالف تنفيذ 5 عمليات استهداف بالساحل الغربي لدعم قوات الساحل وحماية المدنيين.

الموقف الأمريكي

وفي مقابل الخسائر الميدانية الكبيرة التي لاحقت الحوثيين يبدوا أن المصائب والأهوال امتدت إلى خارج الحدود إذ نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، عن مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأميركية أن كثيرا من المسؤولين الأمريكيين والمختصين العسكريين طالبوا البيت الأبيض بسرعة التحرك، مما يستدعي ضرورة تدخل إدارة بايدن، لتقديم دعم استخباراتي وعسكري لاستهداف المواقع التي يستخدمها الحوثيون لإطلاق طائرات مسيرة وصواريخ على مدن سعودية.

مسيّرة حوثية

وقال المسؤولون الأمريكيون للصحيفة، إنهم يحاولون التفاوض على إطلاق سراح 5 حراس يمنيين يعملون في السفارة الأمريكية في صنعاء، بعد أن احتجزهم الحوثيون من بين نحو 36 موظفا محليا تم احتجازهم رهائن الأسبوع الماضي، عندما استولى مسلحون من الحوثي على المجمع الدبلوماسي الأمريكي، واعتبر هؤلاء أن هذه خطوة استفزازية يُنظر إليها على أنها إهانة مقصودة من قبل الحوثيين للإدارة الأمريكية.

وبحسب الصفقات المعلن عنها، والطلب الرسمي الذي تقدمت به وزارة الخارجية إلى الكونغرس، فقد وافقت إدارة بايدن على أكثر من مليار دولار من المبيعات العسكرية للسعودية، التي تحتوي على صواريخ “جو – جو”، ومروحيات هجومية، والذي اعتبره البعض دليلا ومؤشرا في تغيّر مواقف الإدارة الأميركية من حرب اليمن.

الحل لدى الرياض

إلى ذلك أجرت بعثات دول مجلس الأمن لدى اليمن، يوم الاثنين مباحثات مع المجلس الانتقالي الجنوبي، بحضور رئيس المجلس عيدروس الزبيدي ووصفت البعثات تلك المباحثات بـ”المثمرة”، وشددت على أهمية استكمال تنفيذ اتفاق الرياض.

عيدروس الزبيدي

من جانبه، شدد الزبيدي في بيان منفصل، على ضرورة استكمال تنفيذ اتفاق الرياض وتمكين حكومة الكفاءات من القيام بمهامها في توفير الخدمات ومعالجة الأزمات الاقتصادية والمعيشية ومكافحة الفساد.

وأشاد الزبيدي بالدور الذي تلعبه المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، معددا مكافحة الإرهاب وتأمين ممرات الملاحة الدولية والتصدي لمليشيات الحوثي والنشاط الإيراني الهادف إلى الوصول لباب المندب والبحر الأحمر وخليج عدن.

وكانت المملكة العربية السعودية أنجزت اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية في اليمن والمجلس الانتقالي الجنوبي وتم التوقيع على الاتفاق في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2019.

ونص الاتفاق على تشكيل حكومة كفاءات سياسية لا تتعدى 24 وزيرا يعين الرئيس أعضاءها بالتشاور مع رئيس الوزراء والمكونات السياسية على أن تكون الحقائب الوزارية مناصفة بين المحافظات الجنوبية والشمالية.

وشمل الاتفاق ترتيبات عسكريه وأمنية واقتصاديه ونزع فتيل التوتر بين الطرفين وتطبيع الحياة العامة في المناطق المحررة.

في المحصلة إن معركة مأرب من أهم المنعطفات في الحرب اليمنية وقد تحسم نتيجتها الصراع اليمني ككل، فالترقب الدولي حاضر والمعارك محتدمة، كون الطرف المنتصر هو من سيفرض شروطه على الآخر .

‫شاهد أيضًا‬

فضيحة من العيار الثقيل.. الفساد القطري يصل للأمير تشارلز

كشفت الصحافة البريطانية عن حصول ولي عهد المملكة المتحدة الأمير تشارلز على حقائب تحتوي على …