
الغرفة السرية.. مشروع قطري لإحياء تنظيم الإخوان في مصر
قطر تحاول إخفاء بصماتها عن الفعل الإجرامي الهادف لإحياء الإخوان في مصر.
أعلنت السلطات المصرية في 30 سبتمبر/ أيلول أنها أحبطت مخططًا يهدف إلى تمويل جماعة الإخوان المسلمين المحظورة، له صلة بصفوان ثابت، مؤسس والرئيس السابق لشركة جهينة لمنتجات الألبان والعصائر، ويوجد في السجن حاليًا.
وقالت وزارة الداخلية في بيان إن المخطط استهدف استخدام شركات صفوان ثابت “في عمليات نقل وإخفاء أموال التنظيم واستثمار عوائدها لصالح أنشطة إرهابية”، مضيفة أنه تم العثور على 8.4 مليون دولار وذخيرة في شقة سكنية بمحافظة الجيزة.
ووصف البيان ثابت بأنه أحد قادة الإخوان.

وكانت الشقة التي داهمتها الأجهزة الأمنية المصرية تحتوي على غرفة سرية كاملة على مساحة كبيرة مجهزة بباب مصفح، وكل جدرانها مسلحة، ومجهزة بحوامل على كافة الجدران لوضع الأموال.
ووجهت نيابة أمن الدولة المصرية اتهامات إلى ثابت ونجله عند اعتقالهما بـ “بالانضمام إلى جماعة إرهابية وتمويلها”.
ماذا كشف التحقيق؟
تنضم القضية الجديدة لقضيته الأولى مع سيد السويركي مالك مجموعة محلات التوحيد والنور، وخالد الأزهري وزير القوى العاملة الأسبق في عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، بتهمة الانضمام إلى جماعة الإخوان الإرهابية وإمدادها بالأموال لتحقيق أغراضها بتغيير نظام الحكم بالقوة والاعتداء على رجال القوات المسلحة والشرطة ومنشآتهما والمنشآت العامة والإضرار بالاقتصاد القومي للبلاد.

وكشفت التحقيقات أن جماعة الإخوان الإرهابية، خططت لاستهداف مصر وأمنها، وإعادة إحياء نشاط التنظيم، فضلًا عن اضطلاع الإخواني يحيى مهران عثمان كمال الدين صاحب شركة استيراد وتصدير، بدور بارز في ذلك المخطط من خلال التواصل مع التنظيم الدولي للجماعة، باعتباره إحدى الأذرع الرئيسية للقيادي الإخواني المحبوس صفوان ثابت، حيث كلفه الأخير باستغلال شركاته في عمليات نقل وإخفاء أموال التنظيم واستثمار عوائدها لصالح أنشطته الإرهابية في محاولة للتحايل والالتفاف علـى إجراءات التحفظ القانونية المتخذة ضد هذه الكيانات.
يذكر أن من بين المضبوطات داخل الغرفة السرية وثائق تضمنت خطط جماعة الإخوان الإرهابية، للإضرار بالاقتصاد القومي عن طريق خلق طلب مستمر على الدولار الأمريكي، لخفض قيمة الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية، والقيام بعمليات إرهابية تستهدف رجال القوات المسلحة والشرطة وقطاع السياحة.
وقد قررت جهات التحقيق منذ عدة أيام تجديد حبس صفوان ثابت 15 يومًا على ذمة التحقيقات؛ لاتهامه بتمويل الإرهاب ومشاركة جماعة أسست على خلاف القانون، وأسندت للمتهم ارتكاب جرائم الانضمام إلى جماعة أسست على خلاف القانون، والدعوة للتظاهر بدون تصريح، والتحريض على العنف، وتمويل الجماعة الإرهابية ومجموعة أخرى من الاتهامات، وذلك في القضية رقم 865 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا.
إحياء الإخوان المسلمين في مصر غاية قطرية
تعاطفت منظمة العفو الدولية مع الإخوان المسلمين مجددًا إذ قالت في بيان صدر يوم الاثنين الماضي إن السلطات تحتجز الرجلين “صفوان ثابت ونجله” في ظروف ترقى إلى مستوى التعذيب بعد رفضهما التنازل عن أصول شركتهما لكيان مملوك للحكومة.
وأضافت المنظمة أن السلطات لم تستطع تقديم أدلة على الانتماء المزعوم لجماعة الإخوان المسلمين.
واتهمت السلطات المصرية بإساءة استخدام “قوانين مكافحة الإرهاب”.
#مصر: تسيء السلطات المصرية استخدام قوانين مكافحة الارهاب من أجل احتجاز رجل الأعمال البارز صفوان ثابت وابنه سيف بشكل تعسفي، في ظروف ترقى إلى التعذيب وذلك انتقاما لرفضهما تسليم أصول شركتهما "جُهينه". يجب على السلطات المصرية الإفراج عنهما فورًا. https://t.co/6IreiNeWlH
— منظمة العفو الدولية (@AmnestyAR) September 27, 2021
وتعتبر رئيسة منظمة العفو الدولية أنييس كالامار المدعومة من قطر من أشد المتعاطفين مع تنظيم الإخوان المسلمين فهي محامية طارق رمضان حفيد مؤسس الجماعة “حسن البنا”، وقد ترافعت أمام المحاكم الفرنسية للدفاع عنه في التهم المتعلقة بقضايا اغتصاب وتحرش جنسي، وتمكنت من إخلاء سبيله بكفالة رغم وجود 776 صورة إباحية وجنسية على مختلف وسائط حفظ الوثائق المملوكة له، بعضها مع سيدات لا يزلن يقاضينه بتهمة الاغتصاب والاعتداء الجنسي بحسب ما كشفته صحيفة “لو جورنال دي ديمانش” الفرنسية في وقت سابق.
INFO #JDD. Affaire Tariq Ramadan : les enquêteurs ont retrouvé… ses messages téléphoniques chaleureux avec Eric Zemmour https://t.co/yRFFff2EUt pic.twitter.com/0bxe9Bmqhf
— Le JDD (@leJDD) December 1, 2018
جدير بالذكر أن كالامار كانت تترافع عن طارق رمضان عن طريق فرع مكتب محاماة للقطري أسامة عبد الغني، وتعمل كالامار أيضًا مع ممثل الأمم المتحدة لتحالف الحضارات القطري ناصر النصر كمستشارة، مع العلم أن هذه المنظمة أسسها أردوغان عام 2005 وتدعمها الشيخة موزة المسند، التي تعتبر سفيرة لهذه المنظمة، بمبلغ مليون دولار سنوي وأيضًا مليون وخمسمائة ألف نفقات لمكتب ممثل المنظمة.

وفي عام 2006 حضرت كالامار القمة العربية المنعقدة في الخرطوم مع وفد أردوغان الذي ألقى محاضرة في قاعة الصداقة عن تحالف الحضارات، وفي عام 2011 نظمت كالامار منتدى إعلامي بعنوان تحالف الحضارات بميدان التحرير بمصر وكان من بين المدعويين جو كلاين، وديفيد أجناطيوس، وحافظ الميرازي، وجمال خاشقجي.
وكذلك تعمل كالامار كمستشارة لمركز الدوحة لحرية الإعلام والذي يرأسه عبد الجليل العلمي المستشار الإعلامي للشيخة موزة، ومشرفة على منتدى الشباب العربي الأوروبي لتحالف الحضارات والتي استضافته قطر مؤخرًا في نوفمبر 2019.
من خلال البحث في تاريخ أنييس كالامار يتبين عمق العلاقة بينها وبين قطر وتشابك الأهداف والغايات، الأمر الذي يفسر غضبها بشأن أي حدث يمس تنظيم الإخوان المسلمين المدعوم من قطر أيضًا، وقد كان لها سوابق كثيرة في الدفاع عن الإخوان كان منها مؤخرًا ما أثارته حول قضية السعودي المعتقل سلمان العودة والذي وصفته بالشيخ الإصلاحي.
وإن كانت قطر تحاول إخفاء بصماتها عن الفعل الإجرامي الهادف لإحياء الإخوان في مصر إلا أن رد فعل الشخصيات والمنظمات المدعومة من قبلها وتنديدهم بحادثة القبض على الإخواني صفوان ثابت وشركائه تكشف مدى تأثر النظام القطري والضرر اللاحق به جراء اعتقال حلفائهم الإخوان ومصادرة أموالهم في مصر.
فضيحة من العيار الثقيل.. الفساد القطري يصل للأمير تشارلز
كشفت الصحافة البريطانية عن حصول ولي عهد المملكة المتحدة الأمير تشارلز على حقائب تحتوي على …